كتاب ومقالات

هيلاري وأحلام بناتنا

ولكم الرأي

سعيد السريحي

في أعقاب فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأمريكية وخسارة هيلاري كلينتون انتشر كاريكاتير يظهر هيلاري وقد تحولت إلى بائعة من البائعات من منازلهن تعلن على صفحات التواصل الاجتماعي عن منتجاتها من المعجنات وأصناف الحلويات، والكاريكاتير الذي يبدو ممعنا في تخيله للنهاية التي انتهت إليها أحلام هيلاري عند اصطدامها بأرضية الواقع يبدو واقعيا جدا إذا ما نقلناه من حالة هيلاري التي كانت تتلقى تعليمها في زمن كان تعليم الفتيات لدينا أمرا محظورا إلى حالة بناتنا اللواتي يعشن زمنا لا يزال فيه من يرى عمل المرأة أمرا منكرا، لو فعلنا ذلك لوجدنا أن هذا الكاريكاتير يعبر تعبيرا صادقا ومباشرا عن انكسار أحلام كثير من الفتيات السعوديات اللواتي كانت تحلق بهن أحلامهن عاليا وهن يترقين في درجات التعليم حتى إذا ما تخرجن كشف لهن الواقع عن حقائق غير تلك التي كانت تعدهن بها الوعود وحين ضربن أبواب الرزق لم يجدن سوى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي يعرضن فيها منتجاتهن وخدماتهن وهن يتحسرن على تلك السنوات التي ذهبت هدرا في التعليم أو يعملن بائعات في محلات بيع الملابس النسائية ومحاسبات في المتاجر الكبيرة يوارين خلف النقاب دمعا خجولا وفي الصدور حسرة لا تزول.

إن علينا حين نكتشف أن الفتاة التي تعمل «كاشير» في هذا المجمع التجاري أو ذاك وبائعة في هذه المحلات النسائية أو تلك تحمل شهادة جامعية يصبح من حقنا أن نذهب إلى أن ثمة خطأ فادحا يرتكب باسم توطين الوظائف ما دامت محصلة ذلك التوطين هدرا للكفاءات وتقصيرا في استثمار القدرات إن لم نشعر به شعرت به أولئك اللواتي دفعتهن البطالة إلى القبول بما هو متاح وفق عقود لا تبرأ من كونها عقود إذعان.

suraihi@gmail.com