كتاب ومقالات

فتوى بغير علم ولا هُدى!

مع الفجر

عبدالله عمر خياط

.. إذا كنا نريد أن نعزل المرأة ونحرّم عملها في العديد من المرافق الرسمية والخاصة فإن علينا أن لا نهدر أموالنا في تعليم الفتيات والنساء بصورة عامة لئلا ينطلقن للعمل فلا يجدن إليه سبيلاً وإن «قرمطوا» ظفورهم لعجزهم عن الحصول على راتب يغنيهم عن التسول أو اللجوء لذي القرابة والمحسنين من الناس.

نعم إذا كان هدفنا عزل المرأة بمثل ما أبداه رأي عضو اللجنة الفقهية الدكتور عبدالرحمن العبدالكريم والذي اعتبر أن عمل المرأة في المستشفيات واختلاطهن بالرجال من المحرمات التي لا تقرها الشريعة الإسلامية مطالباً بمنع الاختلاط بين الجنسين في المستشفيات وفق ما نشرته صحيفة «المرصد» بتاريخ 7/2/1438هـ.

والذي نعرف جميعاً أن الفتاوى هي من اختصاص هيئة كبار العلماء والتي يرأسها سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وليس لكائن من كان من الدعاة أو خلافهم تحريم أي موضوع كان.

وفيما اشتمل عليه الخبر أن الذين استنكروا هذه الفتوى بقولهم: «عمل المرأة بالمستشفيات حرام وإذا تعبت أمه أو أخته أو زوجته قال: ما عندكم دكتورات!؟ رجال ما يدخلون على محارمنا!».

وهنا أسأل العبدالكريم حامل شهادة الدكتوراه: ألا تعلم أن عدداً من الصحابيات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين شاركن في الغزوات وكان لهن دور في إسعاف وخدمة المجاهدين.

ومن هؤلاء النساء أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حيث خرجت مع أم سليم في غزوة «أحد» مع الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن الصحابيات اللاتي شاركن أم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأيضاً أم سليم (وهي أم أنس بن مالك) شاركت في غزوة أُحد، وخيبر، وحنين، وكانت ترافق السيدة عائشة رضي الله عنها في غزوة أُحد وكانتا تنقلان المياه وتسقيان عساكر المسلمين. أما أم أميمة بنت قيس الغفارية فأسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة واشتركت في غزوة خيبر مع مجموعة أم سلمة. أم زياد الأشجعية وأم حبيبة الأنصارية (نسيبة بنت كعب الحارثية) وأم سلمة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كانت أول ممرضة في الإسلام رفيدة بنت سعد الأسلمية من قبيلة بني أسلم إحدى قبائل الخزرج وقد جاء في أحد المراجع أن أسمها كحية بنت سعد.

وذكرت كتب السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بنقل الصحابي الجليل سعد بن معاذ إلى خيمة رفيدة تسعفه عندما أصيب بسهم غادر في ذراعه.

هذا بعض ما يردّ على فتوى الدكتور العبدالكريم.

السطر الأخير:

«قل خيراً أو اصمت».