ولحقوق الإنسان علينا حق

جبير بن محمد بن جبير

جميل أن يحتفل العالم بمناسبة ترقى بالإنسانية إلى مزيد من إحقاق الكرامة والعدالة والمساواة والحرية الفكرية، كمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان التي احتفل بها يوم العاشر من الشهر الجاري.
حقوق الإنسان تلك المفردة والشرعة الدولية التي كنا فيما مضى ننظر إليها بنوع من التوجس والخيفة، نجدها اليوم صفة تحضّر كثير من الشعوب، ودائما ما يظهر هذا التردد لدى البعض حين يصر الغرب على فرض نماذجه على الآخرين كالديموقراطية وحقوق الإنسان، ويرفض الآخر كل ما يفرضه عليهم الغرب من خير وشر.
مشكلة الغرب «العلماني» أنه يرى في ثقافة حقوق الإنسان منتجا غربي الأصل والمنشأ والولادة، والواقع هو غير ذلك، بل إن الغرب آخر من توصل إليها، بعد أن دفع مقابل ذلك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وأكثر من 60 مليون قتيل خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما يحسب له أنه توصل إلى تصنيف قيم إنسانية موجودة أصلا في الديانات السماوية وفي ممارسات الشعوب، وجمعها في وثيقة سميت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تبعه من اتفاقيات، وأصبح بهذا السبق والرقي الإنساني ينظر إلى ما دونه من مجتمعات على أنها تعيش في خواء تام من القيم الإنسانية، حين ساعد في تعميق تلك النظرة تأخر كثير من دول العالم في الانضمام إلى اتفاقيات حقوق الإنسان.
واليوم في المملكة هناك رغبة جادة في ممارسة ثقافة حقوق الإنسان، لكن المشكلة ترتكز في غياب الوعي الكامل بهذه الثقافة الحقوقية (الحقوق/الواجبات)، ولكي نصل إلى هذا نحتاج إلى كثير من الجهد في إشاعتها وتطبيقها كما يجب على أرض الواقع.
صحافتنا المحلية تقوم بالعبء الأكبر في هذا الجانب، لكن المؤمل أن نشاهد برامج مرئية تهتم بحقوق الطفل والمرأة والعامل...الخ، وما نأمله أكثر في أن تزاحم قناة فضائية خاصة بحقوق الإنسان قنوات الغث والسمين.