جنازة الصحافة والوريث المتأهب..!
الأحد / 27 / صفر / 1438 هـ الاحد 27 نوفمبر 2016 01:49
هاني الظاهري
يبدو أن العالم بات على أعتاب أكبر عمليات دمج واستحواذ بين قطاعين اقتصاديين ضخمين هما «الاتصالات والإعلام» في ظل الطفرة التقنية التي غيرت عادات المستهلك حتى أصبح جهاز هاتفه هو صحيفته وقناته التلفزيونية وإذاعته أيضا.
قبل نحو 10 أعوام كنا نتحدث عن قرب وفاة الصحف الورقية وفق مفاهيم غير دقيقة ورؤية قصيرة المدى، إذ كان معظمنا ينظر للجريدة الورقية على أنها مؤسسة بحد ذاتها لا مجرد أداة أو وسيلة مهمتها تقديم المحتوى الذي تصنعه المؤسسة الإعلامية للمستهلك.. تماما مثل الموقع الإلكتروني ومثل التطبيق الهاتفي وغيرهما، أي أن مؤسسة عكاظ على سبيل المثال تصنف اليوم كـ«صانع محتوى» ولا تهم كثيرا الوسائل التي تقدم بها هذا المحتوى للفئة المستهدفة سواء الورق أو شبكة الإنترنت أو حتى الاتصال الهاتفي، ما يوضح أن نهاية عصر استخدام الورق لا يعني شيئا للمؤسسات الإعلامية القائمة طالما المحتوى موجود والوسائل البديلة متوافرة.
الشيء الذي لم يحسب أحد حسابه هو أن من يملك التقنية الأقل تكلفة سيصبح الأكثر ربحا من صناعة المحتوى، ونظرا إلى كون المؤسسات الإعلامية ستعتمد في حال الاستغناء عن الورق على الخدمات التقنية التي تقدمها شركات الاتصالات فإن الأخيرة أصبحت شريكا فعليا في الربح من هذه الصناعة، وهو الأمر الذي أيقظ مارد الرغبة لدى شركات الاتصالات في الاستحواذ على أشهر المؤسسات الإعلامية في العالم لتصبح الصناعة كلها تحت يدها.
في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل حاليا شركة الاتصالات الضخمة at&t على الاستحواذ بشكل كامل على مجموعة تايم ورنر الإعلامية الشهيرة التي تضم قنوات تلفزيونية تتصدر المشهد الإعلامي الدولي مثل قناة cnn وغيرها، والهدف كما أسلفت هو أن شركة الاتصالات ترى أنه من الأفضل أن تمتلك حقوق الصناعة والنقل بدلا من النقل فقط، إذ إن ذلك أكثر ربحية لها، ولهذا يصل سعر الصفقة المشار إليها إلى نحو 86 مليار دولار، لكنها متوقفة حتى الآن (حسب علمي) على ضرورة موافقة الكونجرس عليها لضمان المنافسة العادلة في السوق.
عربيا تقدم شركات الاتصالات في الغالب محتوى ضعيفا وبدائيا من صناعتها الذاتية، لكنها في المقابل تربح من نقل صناعة المؤسسات الإعلامية للمستهلكين، ويوما ما ولعله يكون قريبا سيطغى أحد الشريكين على الآخر، فإما أن تستحوذ شركات الاتصالات على قطاع الإعلام بأكمله وإما أن تتحول بعض المؤسسات الإعلامية إلى شركات اتصالات جديدة بعد أن تضيف لمهمتها الرئيسية مهمة أخرى هي تقديم خدمة الاتصال للمستهلك، وهذا الأفضل لها بكل تأكيد، وعليها أن تسابق الزمن إليه قبل أن تبتلعها غيرها دون أن تشعر.
قبل نحو 10 أعوام كنا نتحدث عن قرب وفاة الصحف الورقية وفق مفاهيم غير دقيقة ورؤية قصيرة المدى، إذ كان معظمنا ينظر للجريدة الورقية على أنها مؤسسة بحد ذاتها لا مجرد أداة أو وسيلة مهمتها تقديم المحتوى الذي تصنعه المؤسسة الإعلامية للمستهلك.. تماما مثل الموقع الإلكتروني ومثل التطبيق الهاتفي وغيرهما، أي أن مؤسسة عكاظ على سبيل المثال تصنف اليوم كـ«صانع محتوى» ولا تهم كثيرا الوسائل التي تقدم بها هذا المحتوى للفئة المستهدفة سواء الورق أو شبكة الإنترنت أو حتى الاتصال الهاتفي، ما يوضح أن نهاية عصر استخدام الورق لا يعني شيئا للمؤسسات الإعلامية القائمة طالما المحتوى موجود والوسائل البديلة متوافرة.
الشيء الذي لم يحسب أحد حسابه هو أن من يملك التقنية الأقل تكلفة سيصبح الأكثر ربحا من صناعة المحتوى، ونظرا إلى كون المؤسسات الإعلامية ستعتمد في حال الاستغناء عن الورق على الخدمات التقنية التي تقدمها شركات الاتصالات فإن الأخيرة أصبحت شريكا فعليا في الربح من هذه الصناعة، وهو الأمر الذي أيقظ مارد الرغبة لدى شركات الاتصالات في الاستحواذ على أشهر المؤسسات الإعلامية في العالم لتصبح الصناعة كلها تحت يدها.
في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل حاليا شركة الاتصالات الضخمة at&t على الاستحواذ بشكل كامل على مجموعة تايم ورنر الإعلامية الشهيرة التي تضم قنوات تلفزيونية تتصدر المشهد الإعلامي الدولي مثل قناة cnn وغيرها، والهدف كما أسلفت هو أن شركة الاتصالات ترى أنه من الأفضل أن تمتلك حقوق الصناعة والنقل بدلا من النقل فقط، إذ إن ذلك أكثر ربحية لها، ولهذا يصل سعر الصفقة المشار إليها إلى نحو 86 مليار دولار، لكنها متوقفة حتى الآن (حسب علمي) على ضرورة موافقة الكونجرس عليها لضمان المنافسة العادلة في السوق.
عربيا تقدم شركات الاتصالات في الغالب محتوى ضعيفا وبدائيا من صناعتها الذاتية، لكنها في المقابل تربح من نقل صناعة المؤسسات الإعلامية للمستهلكين، ويوما ما ولعله يكون قريبا سيطغى أحد الشريكين على الآخر، فإما أن تستحوذ شركات الاتصالات على قطاع الإعلام بأكمله وإما أن تتحول بعض المؤسسات الإعلامية إلى شركات اتصالات جديدة بعد أن تضيف لمهمتها الرئيسية مهمة أخرى هي تقديم خدمة الاتصال للمستهلك، وهذا الأفضل لها بكل تأكيد، وعليها أن تسابق الزمن إليه قبل أن تبتلعها غيرها دون أن تشعر.