أخبار

خلفان لـ عكاظ: مطلوب مكاشفة مع النظام الإيراني

أكد أن ابن المخلوع يعيش في دبي وفق الأنظمة

زياد عيتاني، راوية حشمي (دبي)

ضاحي خلفان أو معالي الفريق وفقاً لرتبته العسكرية، هو نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي؛ أي نائب الشيخ محمد بن راشد في هذا الموقع.

يصفه المحيطون به بـالرجل الطيب والقادر، فيما يصفه المتابعون بالرجل الذكي ويتحدث عنه طلابه في دورات الأمن أنه العلامة الفارقة. أما هو فيقول عن نفسه إنه إعلامي الهوى ورجل أمن بالفطرة. وفوق كل ذلك إنه إماراتي يحب دولته ويخلص لها.

«عكاظ» حاورت ضاحي خلفان في دبي، ففتحت كل أوراقه المحرج منها وغير المحرج، وسألته عن موعد تقاعده فقال إنه لا يؤمن بالتقاعد.

وحول حسابه الجدلي في (تويتر) قال ضاحي إن حسابه شخصي، مشيرا إلى أن إبداء الرأي لم يعد حكراً على فئة دون أخرى. وتابع قائلا «لقد أعطت وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للجميع في التعبير عن آرائهم دون استثناء. وزاد «فوجئت بأن البعض يعتبر إبداء الرأي والدخول في السياسة محرما على العسكريين، معتبرا أن ما يكتبه على المواقع ليس تدخلاً فيى أي شأن، إنما هو استقراء للأحداث التي ندور في فلكها، وكثيرا من الأحيان تكون هذه الرؤى صائبة وأخرى غير صائبة..

وهنا نص الحوار:

• أشغلت الجميع بتغريداتك على (تويتر)، ما رسالتك من خلال هذه التغريدات؟

ــ هذا حساب شخصي وإبداء الرأي لم يعد حكراً على فئة دون أخرى، وقد أعطت وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للجميع في التعبير عن آرائهم دون استثناء. وفوجئت بأن البعض يعتبر إبداء الرأي والدخول في السياسة محرما على العسكريين، فما أكتبه على المواقع ليس تدخلاً بأي شأن، إنما هو استقراء للأحداث التي ندور في فلكها، وكثيرا من الأحيان تكون هذه الرؤى صائبة وأخرى غير صائبة.

ويجب التوضيح بأن هناك معادلات أكل الدهر عليها وشرب، وأبرزها أن العسكري يجب أن يلتزم الصمت، فمن هو الذي سنّ هذه القوانين؟. وصدق من قال: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».

• عسكري منفتح على الإعلام، هل أنت رجل أمن أم إعلام أم سياسي؟

ــ أنا عسكري ولكني منفتح على الإعلام، فعندما عينت قائدا للشرطة كنت في التاسعة والعشرين من عمري، وقال لي حينها محمد بن راشد «أريدك أن تتعامل مع الإعلام بصدق»، وهذا الضوء الأخضر الذي منحني إياه جعلني أستعرض كافة الأحداث الأمنية بحقيقتها. فقبل أن أعيّن قائدا عاما للشرطة وبمحض الصدفة، كنت قد اقترحت على القائد العام لشرطة دبي أن نصدر مجلة اسمها (الأمن)، وعينت مشرفاً على تحريرها، وكتبت لسنوات طويلة في صفحتها الأخيرة، فاكتسبت خبرة في التعامل مع الإعلام. ويمكنني أن أقول عن نفسي إنني إعلامي الهوى والمزاج، وقد جاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتستكمل الرؤى التي أملكها.

وقصتي مع (تويتر) بدأت عندما اقترحت بأن نفتح حسابا خاصا بالشرطة على (تويتر) وأقنعتهم بأننا يجب أن نترك الناس تخاطبنا ونخاطبهم، وعندما قررت فتح حساب خاص بي واجهت بعض الاعتراضات، فسألتهم لماذا يملك أوباما حسابا خاصا ونحن محظور علينا؟ من هنا كان الاستغراب؛ كيف أن مسؤولاً في الشرطة لديه حساب خاص على مواقع التواصل؟!.

• هل مواقفكم تعبر عنكم أم عن الدولة أم عن الشعب؟

ــ المواقف التي أكتبها خصوصا التغريدات على (تويتر) تعبر عن موقفي الشخصي ولا تمثل دولتي ولا أي مسؤول فيها، ولكن رغم ذلك ورغم تأكيدي على ذلك أكثر من مرة، إلا أن البعض مصمم أن يقول إن مواقفي تمثل الدولة وأنا محسوب عليها.

• إيران تستخدم الجوار للإساءة، كيف تنظر للدور الإيراني في العالم العربي؟

ــ للأسف، النظام الإيراني لم يلعب إلا أدواراً سلبية عبر تدخله في شؤون الدول العربية، والتباهي بأن أعلامه ترفرف في أربع عواصم عربية. لا أدري لماذا تصر إيران على الإساءة إلى جيرانها، وتعامل دول الخليج بالكثير من التطاول كونها دولاً صغيرة، ربما تعتقد أن هذه الدول الصغيرة ليست بالقدرة لتتصدى لها، وهذه المفاهيم تغيرت، فإن أخذنا على سبيل المثال قطر رغم أنها دولة صغيرة ولكن لها تأثير كبير على الإعلام وفي الساحة الخارجية. وعلى إيران أن تدرك بأن المسألة ليست بالمساحات الجغرافية، إنما بحجم علاقات هذه الدول بالعالم.إن هذه المجموعة الصغيرة من الملالي الإيرانيين المعممين بالسواد، لا يسيئون للجوار وحسب بل يسيئون لشعبهم الذي يرفض سياستهم القائمة على العويل، باعتبار أن عويلهم سيخرج المهدي المنتظر من مخبأه. هذه الاعتقادات هي الفكر السائد لدى الملالي وكثير من الشعب الإيراني يعارض هذا الفكر.

وإيران تعتمد سياسة التحايل حتى في الاتفاقات الدولية، فقد اعتقدت بأنها تمكنت من ترتيب أمورها مع أوباما، ولم تدرك بأن التلاعب الذي تنتهجه لا يتماشى مع الدول الكبرى التي بإمكانها أن تفرض عليها حصاراً اقتصادياً شديداً.

• ما العلاقة التي تربط إيران بالمنظمات الإرهابية؟

ــ هي ليست علاقة فقط إنما رعاية، فأينما وجدت ميليشيا مسلحة خارجة عن سلطة الدولة، ابحثوا عن إيران خلفها. لقد شوه الملالي سمعة الشعب، فيكفي الملايين التي هاجرت هربا من بطش الملالي وكل من خرج منها هربا لا يتمنى العودة إليها في ظل الحكم القائم على تأجيج الصراع في المنطقة. ويعتبرون أنه كلما لطموا اقترب موعد ظهور المهدي والفرج القريب الذي يتخيلونه.

• هل الإمارات محصنة من الإرهاب الإيراني؟

ــ أولاً يجب التوضيح بأن الإمارات دولة مسالمة، وتتعامل مع أي شخص دون النظر إلى جنسه أو لونه أو معتقده، انطلاقا من مبدأ التسامح. ولكن حين نستشعر بأن هناك نوايا من أي طرف كان للإخلال بالأمن ليس فقط في الإمارات بل في البحرين أو السعودية، فلا بد أن نتصدى ونكون إلى جانب أشقائنا. ويجب التوضيح أيضا أننا في مرحلة خطرة ولا يمكن لأية دولة أن تقول إنها محصنة من الإرهاب.

• خلال مؤتمر الإرهاب الذي استضافته البحرين أخيرا، وقفت واتهمت أمريكا برعاية الإرهاب، ما تعليقك؟

ــ في الواقع كنت مشاركاً في هذه الندوة وتحدثت عن اليمن بأنه قنبلة موقوتة. وأشرت إلى أن السياسة الأمريكية معروفة في المنطقة، وأنها تسعى من خلال ضباط المخابرات المنتمين لدول غربية إلى تأجيج التوتر في المنطقة والطلب من الشعوب الخروج على حكوماتهم. وهنا أشرت إلى هذه النقطة وقلت: إنكم تريدوننا أن نخرج في الشوارع على حكوماتنا، ونحن راضون وسعداء، ونشعر بأن حكوماتنا تقدم لنا خدمات تقدر وتثمن. وقلت إننا نملك حرية التعبير عن آرائنا ليس بالطريقة التي تظنونها. وقد حدث أن تناولت في شأن داخلي ولم تتعامل معي الحكومة بالتضييق على حريتي؛ لأنني كنت حريصاً حينها على مصلحة البلد، ولست منتمياً الى أي جماعة خارجية. إن المشكلة ليست في الموقف بل بمن يقف خلف الموقف، فإن كان يقف خلفك الوطن فأنت بأمان، ولكن إن كان يقف خلفك محرك أجنبي فأنت لا تعمل لصالح الوطن.

• قيل إن الإمارات لفقت افتراءات بشأن خلية «حزب الله»؟

ــ هذا الملف أمام القضاء، وقضية "الإخوان المسلمين" نموذجا. والنيابة العامة أثبتت مهنية عالية، بحيث تقوم بتحقيقات موسعة في أي ملف أو خلية، وإلا لم تكن تترك هؤلاء العشرة بمغادرة الإمارا وهم رهن التحقيق في ملف الإخوان. وطالما أن النيابة لم تأمر بتوقيفهم، فالشرطة لا يمكنها أن تتجاوز الأمر وتوقفهم، وهناك عمليات لم نتمكن من ضبطها، لأن النائب العام لم يكن مقتنعاً. عندما يخرج أي شخص بريء من النيابة العامة فهذا يعني أنها لم تثبت إدانته. ملف خلية "حزب الله" فيه كل الأدلة والإثباتات بيد القضاء ولن نرد على أي ادعاء.

• ما هدف خلية «حزب الله،» وهل تتوقعون وجود خلايا أخرى للحزب في الإمارات؟

ــ الأمر وارد، ولا يتصور أحد أن البلاد العربية خالية من المجموعات المتعاونة مع جهات خارجية، نحن على يقين أن الإمارات تعامل كل اللبنانيين كإخوة وأبناء. ولكن إذا وجدنا أن أحداً يعمل على الإخلال بأمن الإمارات فنحن لن نتردد بإبلاغه أننا غير راغبين بوجوده في بلادنا.

• ما هو المطلوب خليجياً على المستوى الأمني لمواجهة المرحلة الحالية؟

ــ أرى أنه يجب أن تُعد العدة لإجراء مكاشفة ومصارحة مع إيران، فإيران جارة لنا، ولا يمكن أن ترحل من مكانها، كذلك الدول الخليجية لا يمكن ترحيلها من مكانها. ومن أجل الوصول إلى حل للمشكلة يجب أن نقبل بلقاء مكاشفة ومصارحة. وأقولها صراحة إيران ليست بريئة وأنا كرجل أمن ضبطت أسلحة إيرانية وكميات من المتفجرات في عهد الخميني، ولا يستطيع أي مسؤول إيراني أن يقول أن ذلك لم يحدث.

إن أصرت إيران على الاستمرار في التدخل في شوؤن الخليج، فعلى دول الخليج أن تعمل على تفكيك القوميات داخل إيران، لقد حان الوقت للتصرف بالمثل، فإن قبلت إيران أن نعاملها بالمثل أهلا وسهلا وإلا فلتحافظ على أمن جيرانها.

• لقاء المكاشفة أنتم من اقترحه، أم أمر يُعمل عليه رسميا؟

ــ هذا اقتراح مني، وأرى أن ندعو الإيرانيين لمواجهتهم بأفعالهم، لأننا لا نملك حلاً بديلاً وكما هي تستهدفنا يجب أن نستهدفها. فهل تقبل إيران أن نزود الأحوازيين والأكراد بالسلاح ونخلق لها الفوضى؟. يجب أن نقول لإيران إن هي جنحت إلى السلام جنحنا له.

• حرب اليمن إلى أين برأيك؟

ــ اليمن يتجه إلى السلام، فالمشكلة الأساس في اليمن هي في الحوثي الذي أراد أن يسقط الحكم ويستلم كل الوزارات ويعين رئيس الدولة. في بادئ الأمر لم يمنعه أحد من المشاركة في السلطة، لكنه لم يكن قادرا أن ينتظر الانتخابات، لأنه يدرك مدى حجمه التمثيلي. وعليه فإن الحوثي لن يخرج عن حجمه سواء في الحرب أو في السلم. والمؤشرات باتجاه الحل، إذا لم تعمل إيران على إفشاله، لأن الحوثي لو دخل الانتخابات مجدداً لن يكون له وزن كبير.

• ماذا تفعل عائلة المخلوع علي صالح في الإمارات؟

ــ نجل صالح موجود في الإمارات، كأي فرد يريد الإقامة لدينا للعمل والاستثمار، وحتى اليوم ليست له أية اتصالات أو نشاطات مشبوهة.

• وماذا عن عائلة الأسد وأموالها، وباعتقادكم من هو أخطر: بشار أم الإخوان؟

ــ الكل يذكر عندما اتهمني المغردون أنني تزوجت بشرى الأسد، أريد أن أوضح أني لا أعلم شيئا عن أموال الأسد.

أما موقفي من الأزمة السورية، فهو لم يكن بمقدور الدول العربية أن تفرض حلاً عسكرياً بوجود قوتين كبريين كأمريكا وروسيا تعملان على إيجاد حل سياسي. وأرى أيضاً من وجهة نظري الشخصية أن الحل الأفضل للأزمة في سورية، بألا يحكم بشار ولا تحكم المعارضة، يجب أن يأتي إلى الحكم سوريون لم تتلطخ أيديهم بالدماء. يقولون إنه ليس هناك سوريون لم يشاركوا بالحرب، وأنا أقول إن هؤلاء موجودون وبإمكانهم إدارة البلاد لثلاث فترات انتخابية، أي مدة 12 عاماً، بعدها فإن النفوس ستهدأ ومن ثم تتخذ العمليات الانتخابية مسارها الطبيعي.

ملأ المنطقة بتغريداته المثيرة للجدل، فطرح الكثير من علامات الاستفهام في كافة الأوساط العربية وغير العربية. هو رجل الأمن الذي ما اعتادت المجتمعات إلا أن تراه صامتا يعمل بعيداً عن الأضواء ويتجنب الضوضاء.

لم أسرق محمد بن راشد.. وتوقعت فوز ترمب

تحدث ضاحي خلفان عن تجربته مع الشيخ محمد بن راشد قائلا: كنت في المجلس البلدي بوجود أحد كبار المسؤولين الإماراتيين، فقال المسؤول «كلهم لديهم مصالح، إلا ضاحي، فرد الشيخ محمد: إذا فسد الملح فبماذا يصلح؟. وزاد «ضاحي قائلا» هذا الموقف جعلني أشعر بالاعتزاز. والشيخ محمد «أكرمنا وقدرنا». وأريد التنويه بأن الكثيرين هم أوفياء للبلد، ويعملون على رفعة الدولة ومن يخطئ هناك محاسبة.

ووصف ضاحي الشيخ محمد بأنه قائد ملهم، وإرادته وعزيمته من حديد، نظرته ثاقبة ولا يتردد في اتخاذ القرار، كما أنه لا يخشى الأزمات التي يرى فيها فرصاً للاستفادة.

وأضاف «حينما تتأزم الأمور يتسع صدره بعكس الآخرين، وهو الأكثر قبولا لتلقي المشكلة بحيث يذهب للتفكير بهدوء».

وعن اليوم الوطني الإماراتي قال: أسأل الله أن يسكن الشهداء فسيح جناته، ولنا في هؤلاء الرجال عبرة، للتصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة. وأضاف «السعودية أرضنا ولن نسمح للحوثي بالدخول إليها»، وزاد «لقد أثبت رجالنا أن أرض الخليج واحدة، وأن العمل الخليجي مشاركة في السلم والحرب. وأكد أن السعودية صمام أمان لدول الخليج كلها، ولا نتردد في نصرتها». وحول موعد تقاعده قال إن الشيخ محمد يقول «يأتي يوم ويتقاعد.. وضاحي الخلفان لا يتقاعد»، وأنا أقولها صراحة حتى لو صدر قرار تقاعد رسمي بحقي فلن أتقاعد وسأبقى الحاضر والمشارك وتحت الأضواء لأنني لا أؤمن بشيء اسمه «التقاعد».

وحكي ضاحي قصة فوز ترمب قائلا: «كنت حينها برفقة أحد العلماء العرب المقيمين في أمريكا وتبادلنا الآراء، فأكد لي أن توجه النخبة بأمريكا هو باتجاه هيلاري، ولكنني كنت أرى من موقعي أن الفائز هو ترمب لعدة اعتبارات». وبعد فوزه بالرئاسة وتراجعه عن بعض المواقف، أبرزها باتجاه المسلمين، وتأكيده بأنه كان يقصد المتشددين منهم وتأكيده أيضا أن دول الخليج صديقة، وأن الاتفاق النووي مع إيران غير مقبول، فلا بد من الإشارة إلى أن أوباما أخطأ عندما قال إن بإمكانه ضبط الإيرانيين عبر هذا الاتفاق. وأضاف «الحقيقة أن الإيرانيين لا يمكن ضبطهم بالكلام ولا بأخذ تواقيعهم، إيران فقط تضبط بالقوة، والتاريخ يؤكد ذلك وتلميحه إلى موقف من روسيا أجدني متفائلاً بولايته».