ثقافة وفن

أكاديمية: لا يزال البعض يعاملنا بنظام الكوتا

فاطمة إلياس

علي الرباعي (الباحة)

سجل مؤتمر الأدباء منذ انطلاقته الأولى نقطة تحول في مسيرة الثقافة السعودية، من حيث فكرته ومضمونه وآليات عمل القائمين عليه، وإذا كان المؤتمر الأول كرم 28 أديباً عام 1394هـ، فإنه تجاهل المرأة تماماً ولم يدعها للمؤتمر لا حضوراً ولا مشاركة ولا تكريماً. ولعل المؤتمر الثاني 1419هـ تدارك إغفاله النصف الآخر. فتم تكريم الشاعرة (ثريّا قابل) والكاتبة (سهيلة زين العابدين). وخلال المؤتمر الثالث تم إشراك المرأة في لجانه العاملة، ودخلت سيدتان في اللجنة العلمية، وسيدة في اللجنة الإعلامية، وأخريات في لجان متفرعة عن اللجنة التنظيمية. وفي كلمته مساء أمس الأول أثنى وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي في حفل الافتتاح على حضور الأديبة السعودية. وفاخر بأن حواء تقاسم شريكها الرجل في نصف البحوث وأوراق العمل المقدمة.

من جهتها، أبدت الأكاديمية الدكتورة فاطمة إلياس تحفظها على تعامل المؤتمرات مع المثقفة والأديبة وفق نظام (الكوتا)، مشيرةً إلى أن بعض المثقفين يحاول أن يظهر أمام وسائل الإعلام أنه حضاري في التعامل مع شقائق الرجال، إلا أنه في وعيه وذهنيته ينظر إليهن على أنهن (أقليّة) مؤملة ألا يكون الموقف من حضور المرأة السعودية شكلياً. ومن باب إغلاق منافذ نقد الآخرين لنا، لافتةً إلى أن المثقفة السعودية والأكاديميات قادرات على أن يستأثرن بأوراق عمل المؤتمر كاملة، إلا أن المحاصصة لا تزال سيدة مثل هذه المناسبات، مؤكدة أن غياب المرأة عن المؤتمر الأول كان عفوياً؛ كون الأدباء الكبار والرواد الذين اقترحوا فكرة مؤتمر الأدباء أكثر حضارية في تعاملهم مع الأنثى من أغلب مثقفي اليوم، ومنهم محمد حسين زيدان، والغزاوي، وعبدالله الفيصل. من جهته، وعزا رئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الحيدري غياب المرأة عن المؤتمر الأول إلى كونها حديثة عهد بالتعليم النظامي.