تنطع جامعة الجوف
الثلاثاء / 01 / ربيع الأول / 1438 هـ الأربعاء 30 نوفمبر 2016 00:57
محمد العصيمي
الاحتشام مطلوب ومرغوب، لكن التنطع فيه مرفوض وممقوت. وحين يكون هذا التنطع معنونا بشعار رؤية 2030 يصبح أكثر غرابة، ويصبح استخدام هذا الشعار مستباحا لا مقاييس له ولا دلالات معتمدة حقيقية لاستخدامه. بل قد يصبح الأمر نكتة سوداء نضحك منها من باب شر البلية.
أقول قولي أعلاه بعد أن وصلني (بوستر) عليه شعار جامعة الجوف وبالتحديد عمادة شؤون الطلاب بها يعلن عن تنظيم مسابقة (ملكة الاحتشام) وبالسطر العريض يقول البوستر الذي يعلوه تاج الملكة: «الاحتشام مفهوم لا يقتصر على الملابس فقط، فهناك ضحكة محتشمة وهناك مشية محتشمة وهناك سلوك محتشم وهناك قلب محتشم». ويلي ذلك الفتح الجامعي العظيم: «تعلن عمادة شؤون الطلاب/ شطر الطالبات عن إقامة مسابقة ملكة الاحتشام» ثم تنهال الشروط الخمسة للمسابقة، وهي الالتزام بالزي الجامعي، وعدم مخالفة أنظمة ولوائح الجامعة، ولم يسبق للمتسابقة أن تعرضت لعقوبة تأديبية، وألا يقل معدلها التراكمي عن 3، وأن تجتاز المقابلة الشخصية من قبل لجنة التحكيم.!!
والآن دعونا نتخيل أن فرويد، بجلالة قدره في علم النفس، حلل هذا الإعلان ومضامينه. أظن أنه سيعلن إفلاسه وحيرته في فهم مرامي هذا الاحتشام أو هذا الاختراع الجامعي الذي ربما اعتقدت جامعة الجوف أنها أحرزت فيه قصب السبق الأكاديمي كما يفترض بكل جامعة تحترم نفسها.!! ولو سألوني لقلت لهم سموها: مسابقة الدفن أو القبر، إذ لا يمكن أن أفهم كيف تكون الضحكة المحتشمة. هل مثلا تضحك المرأة من جسدها أو تعطي إشارة تدل على أنها في حالة ضحك كأن ترفع إصبعها أو تعكف إبهامها.؟! ثم ما هي المشية المحتشمة أيتها الجامعة المصونة.؟! أن تمشي مثلا من غير أن تمشي أو تتعكز أو تمر مر السحاب زحفا على ركبتيها.؟! والقلب المحتشم ماذا يعني بالله عليكم.؟! قلب كل إنسان بيد ربه سبحانه، وهو الذي يقلبه كيف يشاء ويعلم ما فيه، فمن أنتم حتى تحكمون على قلب هذه بأنه محتشم وقلب تلك بأنه سافر.؟!!
ثم، أخيرا، ما دخل رؤية 2030 في مسابقتكم حتى تضعون شعارها في مقابل شعار عمادتكم للاحتشام.؟! في حدود علمي هذه الرؤية لم تتحدث عن عباءة ولا مشية ولا ضحكة ولا قلب أنثى أو رجل. هي رؤية رائدة للمستقبل التنموي والاقتصادي لبلد ينشد التقدم ويطمح إلى منافسة يستحقها في ميادين العلم والإنتاج والإبداع والابتكار. وبالتالي لا يصح أن تقتحموا رؤية كبيرة ومهمة من هذا النوع بترهاتكم وتنطعكم. ولو فهمتم الرؤية أصلا لأعلنتم عن مسابقة لأفضل بحث وأفضل ابتكار وأفضل طالبة في التحصيل العلمي وليس بقياس ضحكتها ومراقبة مشيتها والتسلط على قلبها.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أقول قولي أعلاه بعد أن وصلني (بوستر) عليه شعار جامعة الجوف وبالتحديد عمادة شؤون الطلاب بها يعلن عن تنظيم مسابقة (ملكة الاحتشام) وبالسطر العريض يقول البوستر الذي يعلوه تاج الملكة: «الاحتشام مفهوم لا يقتصر على الملابس فقط، فهناك ضحكة محتشمة وهناك مشية محتشمة وهناك سلوك محتشم وهناك قلب محتشم». ويلي ذلك الفتح الجامعي العظيم: «تعلن عمادة شؤون الطلاب/ شطر الطالبات عن إقامة مسابقة ملكة الاحتشام» ثم تنهال الشروط الخمسة للمسابقة، وهي الالتزام بالزي الجامعي، وعدم مخالفة أنظمة ولوائح الجامعة، ولم يسبق للمتسابقة أن تعرضت لعقوبة تأديبية، وألا يقل معدلها التراكمي عن 3، وأن تجتاز المقابلة الشخصية من قبل لجنة التحكيم.!!
والآن دعونا نتخيل أن فرويد، بجلالة قدره في علم النفس، حلل هذا الإعلان ومضامينه. أظن أنه سيعلن إفلاسه وحيرته في فهم مرامي هذا الاحتشام أو هذا الاختراع الجامعي الذي ربما اعتقدت جامعة الجوف أنها أحرزت فيه قصب السبق الأكاديمي كما يفترض بكل جامعة تحترم نفسها.!! ولو سألوني لقلت لهم سموها: مسابقة الدفن أو القبر، إذ لا يمكن أن أفهم كيف تكون الضحكة المحتشمة. هل مثلا تضحك المرأة من جسدها أو تعطي إشارة تدل على أنها في حالة ضحك كأن ترفع إصبعها أو تعكف إبهامها.؟! ثم ما هي المشية المحتشمة أيتها الجامعة المصونة.؟! أن تمشي مثلا من غير أن تمشي أو تتعكز أو تمر مر السحاب زحفا على ركبتيها.؟! والقلب المحتشم ماذا يعني بالله عليكم.؟! قلب كل إنسان بيد ربه سبحانه، وهو الذي يقلبه كيف يشاء ويعلم ما فيه، فمن أنتم حتى تحكمون على قلب هذه بأنه محتشم وقلب تلك بأنه سافر.؟!!
ثم، أخيرا، ما دخل رؤية 2030 في مسابقتكم حتى تضعون شعارها في مقابل شعار عمادتكم للاحتشام.؟! في حدود علمي هذه الرؤية لم تتحدث عن عباءة ولا مشية ولا ضحكة ولا قلب أنثى أو رجل. هي رؤية رائدة للمستقبل التنموي والاقتصادي لبلد ينشد التقدم ويطمح إلى منافسة يستحقها في ميادين العلم والإنتاج والإبداع والابتكار. وبالتالي لا يصح أن تقتحموا رؤية كبيرة ومهمة من هذا النوع بترهاتكم وتنطعكم. ولو فهمتم الرؤية أصلا لأعلنتم عن مسابقة لأفضل بحث وأفضل ابتكار وأفضل طالبة في التحصيل العلمي وليس بقياس ضحكتها ومراقبة مشيتها والتسلط على قلبها.
لا حول ولا قوة إلا بالله.