فلسفة «الشعبي».. وصفة إيرانية لتفكيك مفهوم الدولة
الأربعاء / 01 / ربيع الأول / 1438 هـ الأربعاء 30 نوفمبر 2016 03:03
عبدالله الغضوي (جدة)
ليس صدفة أن يتزامن إعلان النظام السوري تشكيل ميليشيا جديدة أطلق عليه اسم «اقتحام» بعد تفكك المنظومة العسكرية، مع تمرير قانون «الحشد» في البرلمان العراقي، فطالما العقل المدبر واحد في كلا الدولتين فإن المسار واحد بالنتيجة.
وعلى اعتبار النظام الإيراني يمسك بزمام الأمور في كل من بغداد ودمشق، فإن مراقبة إحداهما يكفي لفهم السياسة الإيرانية في المنطقة، وهي طريقة تفكير مستنسخة بالأصل من التجربة اللبنانية عبر «حزب الله» باعتباره أول ميليشيا إيرانية تحولت إلى بديل للدولة.
شرعنة «الحشد» تعني بكل بساطة أن الجيش العراقي انتهت مهمته الوطنية وأن «الحشد الطائفي» هو من يحكم أمن العراق ويتمدد في كل المناطق، إلا أن مثل هذه البيئة الوطنية لن تناسب طهران التي تهندس تمزيق العراق يوما بعد يوم. إن الهدف الإيراني، في ظل التغافل الدولي، يكمن في تأسيس دول في قلب المنطقة العربية (سورية والعراق واليمن وغيرها) تحكمها جيوش على شكل ميليشيا، لخلق شكل جديد للدول العربية وتحويلها من دولة وطنية يحكمها جيش واحد ينتمي إلى المصلحة الوطنية، إلى دولة ممزقة تحكمها المذاهب والمرجعية الطائفية المحضة.
إذن هذه هي مرتكزات التفكير الإيراني وإعادة التموضع بعد موجات «الربيع العربي»، وفق معادلة مكونة من ثلاثي خصب للفوضى (هشاشة أمنية، تجييش طائفي، ومال وسلاح)، يمكن إنتاج دولة ميليشياوية على غرار ما يجري التحضير له في العراق واليمن وسورية، لتضيع هوية الدولة لصالح الميليشيا والطائفة، ولكن هل تقف الدول العربية الأخرى مكتوفة الأيدي أمام هذا المخطط ليمر مرور الكرام؟.
إن العرب اليوم وإيران في حرب «مكاسرة إرادات»،إيران تريد تذويب الدول العربية، وما تبقى منها يريد الحفاظ على الشكل الكلاسيكي على أساس الأمن والاستقرار، أمام هذا الصراع لا بد من إدراك عربي شامل للمطامع الإيرانية، حتى لا نصل في وقت ما إلى مرحلة تثبيت الأمر الواقع كما حدث في عشرينيات القرن الماضي في اتفاقية «سايكس بيكو».
لكن العرب اليوم مدعومون بالإرادة الشعبية أكثر من قبل ضد مخططات إيران وهذه فرصة القيادة العربية أن تكون في أوج الصراع المصيري تمثل الإرادة الشعبية. ما من أحد كان يتصور في أسوء أحوال العرب أن تسيطر إيران على المسجد الأموي في دمشق أو على عاصمة الخلافة العباسية في بغداد.. لكن هذا حدث - للأسف- يجب أن يتوقف!.
وعلى اعتبار النظام الإيراني يمسك بزمام الأمور في كل من بغداد ودمشق، فإن مراقبة إحداهما يكفي لفهم السياسة الإيرانية في المنطقة، وهي طريقة تفكير مستنسخة بالأصل من التجربة اللبنانية عبر «حزب الله» باعتباره أول ميليشيا إيرانية تحولت إلى بديل للدولة.
شرعنة «الحشد» تعني بكل بساطة أن الجيش العراقي انتهت مهمته الوطنية وأن «الحشد الطائفي» هو من يحكم أمن العراق ويتمدد في كل المناطق، إلا أن مثل هذه البيئة الوطنية لن تناسب طهران التي تهندس تمزيق العراق يوما بعد يوم. إن الهدف الإيراني، في ظل التغافل الدولي، يكمن في تأسيس دول في قلب المنطقة العربية (سورية والعراق واليمن وغيرها) تحكمها جيوش على شكل ميليشيا، لخلق شكل جديد للدول العربية وتحويلها من دولة وطنية يحكمها جيش واحد ينتمي إلى المصلحة الوطنية، إلى دولة ممزقة تحكمها المذاهب والمرجعية الطائفية المحضة.
إذن هذه هي مرتكزات التفكير الإيراني وإعادة التموضع بعد موجات «الربيع العربي»، وفق معادلة مكونة من ثلاثي خصب للفوضى (هشاشة أمنية، تجييش طائفي، ومال وسلاح)، يمكن إنتاج دولة ميليشياوية على غرار ما يجري التحضير له في العراق واليمن وسورية، لتضيع هوية الدولة لصالح الميليشيا والطائفة، ولكن هل تقف الدول العربية الأخرى مكتوفة الأيدي أمام هذا المخطط ليمر مرور الكرام؟.
إن العرب اليوم وإيران في حرب «مكاسرة إرادات»،إيران تريد تذويب الدول العربية، وما تبقى منها يريد الحفاظ على الشكل الكلاسيكي على أساس الأمن والاستقرار، أمام هذا الصراع لا بد من إدراك عربي شامل للمطامع الإيرانية، حتى لا نصل في وقت ما إلى مرحلة تثبيت الأمر الواقع كما حدث في عشرينيات القرن الماضي في اتفاقية «سايكس بيكو».
لكن العرب اليوم مدعومون بالإرادة الشعبية أكثر من قبل ضد مخططات إيران وهذه فرصة القيادة العربية أن تكون في أوج الصراع المصيري تمثل الإرادة الشعبية. ما من أحد كان يتصور في أسوء أحوال العرب أن تسيطر إيران على المسجد الأموي في دمشق أو على عاصمة الخلافة العباسية في بغداد.. لكن هذا حدث - للأسف- يجب أن يتوقف!.