صح لسانك يا حيدر
الجمعة / 03 / ربيع الأول / 1438 هـ الجمعة 02 ديسمبر 2016 02:07
خالد عباس طاشكندي
لم يوفق الزميل والكاتب القدير الأستاذ خلف الحربي في مقاله الأخير (بل كان النشيد تعبانا) بانسياقه مع «الطقطقة» الجماهيرية الهوجاء بالتهكم والسخرية من الشاعر الحساوي الشاب حيدر العبدالله، بالرغم أنه أكد في مقاله قائلاً «لست بناقد ولا أدعي معرفة بالشعر أكثر من غيري»، ليمارس ذات الدور الذي أداه بعض الدهماء على شبكات التواصل بنقدهم غير الموضوعي في تقييم الأبيات الشعرية، فلماذا كل هذا السحق والتحطيم والإساءة والإهانة، وما هكذا تورد الإبل، وتقييم شاعر مثقف أشاد به كبار النقاد في عالمنا العربي وقالوا بأنه يجيد الشعر وزنا وقافية ولديه تدفق بلاغي رائع.
ولمن لا يعلم.. فهذا الشاب العشريني لم يتم اختياره صدفة أو عبثاً ليحظى بشرف إلقاء قصيدته أمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، فبالرغم من صغر سنه، لديه مسيرة حافلة بالإنجازات وطلائع قوافله وقوافيه قادته لارتداء بردة شاعر شباب عكاظ في العام 2013 وحل أولاً في مسابقة نادي جازان الأدبية لعام 2014 وحصل على خاتم وبردة أمير الشعراء في أبو ظبي 2015، وهو السعودي الوحيد الذي فاز بهذه الجائزة وأصغر من نالها.
قال له أستاذ النقد العربي والأدب المقارن الناقد المصري الكبير الدكتور صلاح فضل: «أنت غصن يانع لدن جميل ترضع من ثدي الشعر وخيالك وثّاب»، وقال له الناقد الإماراتي الدكتور علي بن تميم في تقييمه: «إن كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد قد انطلق من الأمل وحوله إلى الواقع، فحيدر العبدالله انطلق من الواقع إلى الحلم، هذا المسير تخلله حديث مع الذات، فيناجي حيدر الخليج مناجاة الذي يرسم صورة مملوءة بالحب للخليج».
للأسف، لم تكن جماهير التواصل الاجتماعي منصفة، ربما لأنها لم تعرف من هو حيدر العبدالله ولم تشاهد طريقة إلقائه التي لم تختلف منذ أن بدأ مسيرته الشعرية، وبغض النظر عن انتقاد الأداء وطريقة الإلقاء أو أن ذائقة الشريحة الكبرى من الجماهير التي لا تستسيغ سوى أصناف محددة من الشعر العامي وثقافتها النقدية في التقييم محصورة في الإلقاء والعناوين الجاذبة، وهي ذات الجماهير التي أجزمت يوماً أن الشاعر ناصر الفراعنة سيفوز في مسابقة شاعر المليون عن قصيدته الشهيرة «ناقتي يا ناقتي» وصدمت وأصيبت بالذهول عندما حل في المركز الخامس، واعتبروا أن ما جرى له مؤامرة بالرغم أن بعض هذه الجماهير وربما الكثير منهم لو سئلوا عن معاني مفرداتها كـ«عطيموس وأهجوس ودختنوس» لوجدناهم كما «الأطرش في الزفة».
لقد كانت هناك آراء مؤثرة في الرأي العام على شبكات التواصل دون أن تمتلك أدنى أدوات ومقومات النقد الأدبي، وكانت أيضاً هناك أبعاد سلبية أخرى وسموم نفثها البعض لتأليب المجتمع، كل هذا ساهم في تشويه الصورة الحقيقية لهذا الشاعر الجميل، وربما كان الناقد الدكتور عبدالله الغذامي من أفضل من فسر هذه العاصفة الهوجاء عندما كتب في إحدى تغريداته قائلاً: «لا يصح علميا استقبال أي نص خارج خصائصه الذاتية، تضطرب النظرة حين نجلب خصائص مفضلاتنا على سواها سيكون الحكم من محفوظاتنا وليس على ما أمامنا».
خلاصة القول.. كشف لنا الشاعر حيدر العبدالله عورة السلوكيات الاجتماعية المنتشرة على شبكات التواصل عندما لا نتقبل الطرف الآخر، وهشاشة الثقافة العامة، ولا أستطيع أن أفصل ما جرى عن واقع مخرجات التعليم ومناهجه التي انتقدها وزير التعليم بالأمس قائلاً: «إن العملية التعليمية لا تزال تسير في إطار تقليدي بحت، مؤكدا أهمية التعليم في تعزيز قيم التعايش ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر لتعزيز الوحدة الوطنية».
«إن حلم الفصحى ليس (حلم العودة)، وإنما حلم الانطلاق نحو غد يمسك فيه العرب بزمام أمرهم.. أما التحيز إلى العامية، فهذا هو طريق الهزيمة والسوق الشرق أوسطية» - عبدالوهاب المسيري.
ولمن لا يعلم.. فهذا الشاب العشريني لم يتم اختياره صدفة أو عبثاً ليحظى بشرف إلقاء قصيدته أمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، فبالرغم من صغر سنه، لديه مسيرة حافلة بالإنجازات وطلائع قوافله وقوافيه قادته لارتداء بردة شاعر شباب عكاظ في العام 2013 وحل أولاً في مسابقة نادي جازان الأدبية لعام 2014 وحصل على خاتم وبردة أمير الشعراء في أبو ظبي 2015، وهو السعودي الوحيد الذي فاز بهذه الجائزة وأصغر من نالها.
قال له أستاذ النقد العربي والأدب المقارن الناقد المصري الكبير الدكتور صلاح فضل: «أنت غصن يانع لدن جميل ترضع من ثدي الشعر وخيالك وثّاب»، وقال له الناقد الإماراتي الدكتور علي بن تميم في تقييمه: «إن كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد قد انطلق من الأمل وحوله إلى الواقع، فحيدر العبدالله انطلق من الواقع إلى الحلم، هذا المسير تخلله حديث مع الذات، فيناجي حيدر الخليج مناجاة الذي يرسم صورة مملوءة بالحب للخليج».
للأسف، لم تكن جماهير التواصل الاجتماعي منصفة، ربما لأنها لم تعرف من هو حيدر العبدالله ولم تشاهد طريقة إلقائه التي لم تختلف منذ أن بدأ مسيرته الشعرية، وبغض النظر عن انتقاد الأداء وطريقة الإلقاء أو أن ذائقة الشريحة الكبرى من الجماهير التي لا تستسيغ سوى أصناف محددة من الشعر العامي وثقافتها النقدية في التقييم محصورة في الإلقاء والعناوين الجاذبة، وهي ذات الجماهير التي أجزمت يوماً أن الشاعر ناصر الفراعنة سيفوز في مسابقة شاعر المليون عن قصيدته الشهيرة «ناقتي يا ناقتي» وصدمت وأصيبت بالذهول عندما حل في المركز الخامس، واعتبروا أن ما جرى له مؤامرة بالرغم أن بعض هذه الجماهير وربما الكثير منهم لو سئلوا عن معاني مفرداتها كـ«عطيموس وأهجوس ودختنوس» لوجدناهم كما «الأطرش في الزفة».
لقد كانت هناك آراء مؤثرة في الرأي العام على شبكات التواصل دون أن تمتلك أدنى أدوات ومقومات النقد الأدبي، وكانت أيضاً هناك أبعاد سلبية أخرى وسموم نفثها البعض لتأليب المجتمع، كل هذا ساهم في تشويه الصورة الحقيقية لهذا الشاعر الجميل، وربما كان الناقد الدكتور عبدالله الغذامي من أفضل من فسر هذه العاصفة الهوجاء عندما كتب في إحدى تغريداته قائلاً: «لا يصح علميا استقبال أي نص خارج خصائصه الذاتية، تضطرب النظرة حين نجلب خصائص مفضلاتنا على سواها سيكون الحكم من محفوظاتنا وليس على ما أمامنا».
خلاصة القول.. كشف لنا الشاعر حيدر العبدالله عورة السلوكيات الاجتماعية المنتشرة على شبكات التواصل عندما لا نتقبل الطرف الآخر، وهشاشة الثقافة العامة، ولا أستطيع أن أفصل ما جرى عن واقع مخرجات التعليم ومناهجه التي انتقدها وزير التعليم بالأمس قائلاً: «إن العملية التعليمية لا تزال تسير في إطار تقليدي بحت، مؤكدا أهمية التعليم في تعزيز قيم التعايش ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر لتعزيز الوحدة الوطنية».
«إن حلم الفصحى ليس (حلم العودة)، وإنما حلم الانطلاق نحو غد يمسك فيه العرب بزمام أمرهم.. أما التحيز إلى العامية، فهذا هو طريق الهزيمة والسوق الشرق أوسطية» - عبدالوهاب المسيري.