ثقافة وفن

وجا.. بعدين

زياد النفاح

زياد النفاح

قصيدة غارقة في موسيقاها، غرسها النفاح على ضفاف نبع انفعالي مرددا لملهمته «أنا لولاي.. وش كنتي؟!» ولكن تلك الانفعالية لم تنسه سحر تلك الفاتنة، إذ ما زال يرى ملامحها على صفحات ماء ذلك النبع، فيستحضرها بكامل جمالها وألقها قائلا: «يا صوت الناي.. وأنفاس الربيع.. وهدهدات خْطاي» إلى أن يقول: «أنا أسألني.. وأجاوبني.. على مرأى بياض الثلج والمرمر.. وسندسك القديم وعنبر أطيابك».

تكوّنتي

تشكلتي من ترابك

شوي.. شوي

كبر توتك.. وعنابك

تلونتي

ظهر لك صوت!

يا صوت الناي

وأنفاس الربيع..

وهدهدات خْطاي..

على فرقاي..

لا لفّيت سهرتنا..

مثل ما ألفّ مطوية..

مسمّيها.. قصاصة فرحتي..

وغلافها مخباي..

**

تكوّنتي..

وصرتي شي.. بلا عنوان

مداه أرحب من اللي كان..

واللي مستحيل يكون

تمكنتي..

وصرتي في الوجيه وجيه

مليتي هالمكان ألوان.

وأنا أسألني.. وأجاوبني..

على مرأى بياض الثلج والمرمر

وسندسك القديم وعنبر أطيابك

من اللي حجّر اعصابك؟

ورجّع ليّنك صوّان!

تشظيت لْمدى شوفك..

ولا لنتي!

**

تكوّنتي

مثل حلم انبنى بالصمت

وسجة بال

حضنته لين غيّبني..

وصار يسلّني مني..

وأنا اللاهي

واردد ما سرق ضحكاتي إلا هي

بنيت آمال،،

أغذّيها وأنميها..

على شان الرجى المغروس فالـ بعدين

وجا بعدين.. ودوّرتك..

مثل ما أدوّر أشيائي..

ولا بنتي!

**

تكوّنتي..

طغى حسنك على حزنك

تسربل عودك اللافت

بـ زفرة محتضر وآهه!

عطاك من اليباس غْيوم

وشرّع لك سماه نجوم..

لجل ينعاد له حلمه

ولا عدتي مثل ما انتي!

تكوّنتي..

وأنا لولاي.. وش كنتي؟