أخبار

ترمب يُصحح مسار أوباما في طهران

«العداوة» .. الحالة الطبيعية بين واشنطن والملالي

عبدالله الغضوي (جدة)

الثابت في العلاقة الأمريكية ـ الإيرانية هو حالة التوتر بين «متنافرين»، منذ وصول الخميني إلى السلطة في العام 1979 بشعارات الكراهية والموت ضد أمريكا كانت إيران الجديدة وضعت محددات هذه العلاقة. وليس صحيحا أن ثمة اتفاقا أمريكيا إيرانيا من تحت الطاولة، ذلك أن هذا القول يتنافى مع الثقافة السياسية لكلا الطرفين، إلا أن حالة التناقض بين الطرفين لا يمنع أن تتخللهما جوانب «براغماتية»، وهو أمر مقبول في العلاقات السياسية بين الدول، وحتى في الحروب يكون هناك قوات بين الجيوش المتحاربة فكيف بدول في حالة أقل بكثير من حالة الحرب.!؟

نقل الرئيس الأمريكي باراك أوباما العلاقة الأمريكية ـ الإيرانية إلى مستويات جديدة، وكان الانفتاح الأمريكي على إيران حالة نادرة في مستوى نمط التفكير الأمريكي، وبغض النظر عما قيل عن محيط أوباما المقرب من النظام الإيراني من أمثال وليّ نصر وروي تكيّة والسيدة أصفندياري وفاليري جاريث. إلا أن الرئيس أوباما نفسه كان متحمسا للتقارب الأمريكي ـ الإيراني ومن الحريصين على إنهاء الملف الإيراني ليكسب منعطفا في تاريخ أمريكا بعهده. لكن الزمن الوردي واللحظة العابرة الاستثنائية في هذه العلاقة انتهت، أو على الأقل ستنتهي بمجيء إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، الذي يعبر وفق كثير من التحليلات السيكولوجية السياسية عن الشخصية الأمريكية الحقيقية «البيضاء». باعتبار الكثير من الأمريكيين، إن إدارة أمريكا «السمراء» لم تتوافق مع نمط التفكير الأبيض خصوصا في قضايا الشرق الأوسط التي اعتادت أن تكون فيه الإدارة الأمريكية رأس حربة. ومن يراقب بورصة التصريحات للرئيس ترمب حيال المنطقة، يرى أن إيران كانت الدولة التي استحوذت على تفكير الرئيس الجديد، باعتبارها الأكثر قلقا، كما أن الرئيس ترمب بدأ بفريقه الرئاسي من الرأس بتعيين وزير الدفاع جيمس ماتيس، العدو اللدود للنظام الإيراني، وربما يمكن تفسير اهتمام ترمب بإيران بأنه تصحيح مسار للحالة الاستثنائية للعلاقة الأمريكية ـ الإيرانية، ومن هذا المنطلق يمكن القول إن الطبيعة العدائية بين النظامين تعود إلى حالتها الأصلية، ذلك أن نظاما أمريكيا ديموقراطيا مؤمنا - على الأقل- بقيم الديموقراطية في دستوره، لا يمكن أن يمضي قدما مع نظام منغلق يحمل العداء لكل العالم وإن طغت العلاقة البراغماتية على هذين البلدين. فعبارة الموت لأمريكا التي درجت على لسان الإيرانيين طوال عقود من الزمن لا يمكن أن يزيلها الاتفاق النووي - معرض للخطر- بين ليلة وضحاها. إيران دأبت على تربية الكراهية للشعب الأمريكي، وحتى الآن يستذكر الشعب الأمريكي و-كأنه الأمس- حادثة احتجاز الأمريكيين في السفارة في طهران عقب ثورة الخميني.. مع ترمب اليوم هناك عودة لأس العلاقة الأمريكية ـ الإيرانية.