أخبار

التخاذل الدولي في المنطقة يعزز «العربدة» الإيرانية

«عكاظ» (عمّان)

التخاذل الدولي عبر عقود عديدة عن وضع القرارات الأممية موضع التنفيذ، حوّل منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة حرب، بدءا من القضية الفلسطينية التاريخية مرورا بالعراق وسورية، واليمن، وانتهاء بالعربدة الإيرانية المصدرة للإرهاب الساعي إلى إحداث الفوضى في المنطقة. ولأن التقاعس الدولي فاق الوصف في تعامله مع قضايا المنطقة كانت آخر إطلالة للإرهاب من اليمن، وهو إرهاب مصدر من ولاية الفقيه لفتح ثغرة يتسلل إليها المشروع الإيراني إلى المنطقة.

ومع ذلك فإن القرارات المتخذة بشأن الشرعية في اليمن لم تجد الطريق الأممي لتنفيذها، فجاء تحرك السعودية لمنع إحداث هذه الثغرة في الجدار العربي، وهذا لا يحجب حقيقة أن قوات «التحالف العربي» نجح في بسط سيطرتها على أجزاء واسعة من اليمن، في أول إنجاز ميداني ملموس تحققه «عاصفة الحزم»، منذ أن هبت ريحها «الصرصر» على اليمن. تقاعس المجتمع الدولي الممنهج في حل الأزمة السورية واليمنية والعراقية والفلسطينية وعجزه عن وضع حد للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية هو العامل الرئيسي في تأزم الأوضاع في المنطقة. فعجز هذا المجتمع عن فرض أساس للسلام العادل وتحقيقه في منطقة الشرق الأوسط ومنع تمدد الإرهاب الإيراني الذي يشعل الحرائق في كل مكان سيبقي المنطقة رهينة للإرهاب وللمشروع الإيراني.

كل هذا التقاعس الدولي في التعامل مع المنطقة بأسس العدالة ومبادئ القانون الدولي دفع المملكة العربية السعودية إلى التحرك السياسي والدبلوماسي للإسهام بوعي في مواجهة التحديات والأزمات، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار، اللذين أضحيا قيمة مطلوبة أكثر من أي وقت مضى. إن سياسة المجتمع الدولي المتقاعسة تجاه المنطقة عززت من سياسة القهر والاستبداد وازدواجية المعايير وتهديد الأمن القومي العربي والإسلامي، خاصة منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى السلام والاستقرار قبل أي أمر آخر، فالتهديد الرئيسي للأمن والاستقرار فيها هو تجاهل العربدة والمشروع الإيراني في المنطقة والصمت على التدمير في سورية والعراق واليمن. منطقة الشرق الأوسط ستبقى رهينة الصراعات والتأجيج الطائفي الذي تقوده طهران ما لم يتدخل المجتمع الدولي، وينفذ القرارات الدولية التي اتخذها مجلس الأمن على جميع ملفات المنطقة وبدون ذلك فإن المنطقة ستشهد حالة من الفوضى لن ينفع معها حتى تنفيذ القرارات الدولية.