أخبار

العلاقات السعودية الكويتية.. تنسيق مستمر لخدمة القضايا

خادم الحرمين الشريفين في لقاء سابق مع أمير الكويت. (واس)

«عكاظ» ( الرياض)

ترتبط المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الشقيقة بعلاقات خاصة ومتميزة سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، فالتاريخ يعود بهذه العلاقات إلى ماضٍ بعيد وأبعاد متعددة لها في كل جانب دلائل واضحة تشير إلى حجم التعاون وأريحية الود والصداقة التي تربط بين البلدين الشقيقين. وإذا كان للأرقام دلالة في مسيرة العلاقات بين الدول فإنها في مسيرة العلاقات السعودية الكويتية حقائق ثابتة، ثبات المبادئ التي تؤمن بها قيادة البلدين، علاوة على الروابط التقليدية التي تجمعهما وكثيرغيرهما مثل وحدة الدين واللغة وروابط الدم والعرق والجوار.

ويؤكد ثبات العلاقات السعودية الكويتية سيرها بخطى ثابتة مدروسة من حسن إلى أحسن عبر الزمان وعلى امتداد تاريخها الطويل الممتد لأكثر من قرنين ونصف من الزمان، فمنذ الدولة السعودية الأولى ومرورا بالدولة السعودية الثانية ومن ثم العهد الراهن الزاهر ومسيرة العلاقات بين البلدين تتطور وتزدهر بفضل حكمة وحنكة القيادة الرشيدة في كلا البلدين التي أرست قواعد هذه العلاقة ووطدت عراها ومتنت أواصرها ورسمت خطوط مستقبلها في جميع المجالات وعلى مختلف الصعد الرسمية منها والشعبية.

ويتحدث تاريخ العصر الحديث عن مسيرة العلاقات السعودية الكويتية فيسجل بأن الكويت كانت من أوائل البلاد التي زارها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعد أن أرسى دعائم حكمه ووطد أركان ملكه بعد أن كانت هي الأرض التي انطلق منها لبدء مسيرة التأسيس‌، وجاءت زيارته الأولى إلى الكويت عام 1320 وتبعتها زيارة ثانية عام 1335 وأعقبتها أخرى عام 1356.

وانطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لا يقتصر مجال التعاون بين البلدين على الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية، بل يتعداه ليشمل المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية والفنية.

وتشهد بذلك كله كثافة الزيارات المتبادلة التي تقوم بها وفود كثيرة من‌ البلدين تعمل لما فيه صالح البلدين الشقيقين أو المشاركة ضمن إطار أكبر خليجيا كان أو عربيا أو عالميا وأهم هذه الأطر الدولية على صعيد العلاقات السعودية والكويتية هو مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تعمل المملكة والكويت مع بقية أعضائه نحو مزيد من التنسيق والتكامل بين دول وشعوب هذا المجلس في جميع المجالات. ويجسد الموقف السعودي الشجاع بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عمق الروابط المتميزة التي تربط بين البلدين.

وبرز للعالم كله التضامن الحقيقي الوثيق بين المملكة والكويت وبين جميع دول مجلس التعاون إبان العدوان العراقي حتى تم تحرير الكويت مجسدة بذلك روح الأخوة وضاربة أروع الأمثلة في التلاحم والتعاون. وأصبح التعاون والتنسيق السعودي الكويتي تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يسعى لتحقيق ما فيه خير شعوب دول المجلس وشعوب الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضايا العدل والسلام في العالم أجمع.