سياسة وفن
الأحد / 12 / ربيع الأول / 1438 هـ الاحد 11 ديسمبر 2016 02:06
عبده خال
الفرح يولد فرحا. وليلة احتفال دولة الكويت بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز كانت الفرحة حاضرة تشير لنفسها من غير تصنع فعلها.
وكم نحن بحاجة للسرور فبعد ثورات (الدمار العربي) لم يعد نابض فينا سوى التحسر على الماضي، وهذا التحسر لبنة أساسية من لبنات التاريخ والذاكرة العربية من قبل نواح (قفا نبك من ذِكرى حبيب...) تقف ساكنة ملتاعة تذرف الحسرة في كل حين، وواقعنا الراهن كخريطة أوحلت فلم يعد مبيض منها إلا أجزاء ضئيلة مكنت الذاكرة من استرجاع ماضٍ كانت مساحة البكاء مبيضة وبارزة كأثر أما الآن فقد محي الأثر أيضا.
ولأن الواقع موحل تغدو أي بهجة هي القشة التي علينا التعلق بها علنا ننجو من تقسيم وقف بين الماء والماء، فرسبت دول في الطين ومازلنا نلمح غمر الطين لها.
إذًا لنمسك بقشة الفرح التي ظهرت في دول الخليج ككتلة متماسكة لم تنزح عن موقعها وقناعاتها أن المستقبل يصنع بالجميع، وخلال السنوات الماضية أثبت هذا التكتل انسجامه وتماهيه مع كثير من القضايا الإقليمية والدولية، ولأن الخطر لايزال قائما كما أننا مازلنا نحفظ الشعر ونصائحه «تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً... وإذا افتـرقَنّ تكسّرتْ آحادا» تكون المفاتحة والمصارحة أن الخليج في هذه الظروف يحتاج أن يكون اتحادا (كونفدراليا) كالاتحاد الأوروبي بما يعني لكل دولة سيادتها بينما يكون العمل المشترك فيما يتعلق بالدول الأخرى في القضايا الحساسة قد يكون أهمها ما يرتبط بالدفاع والخارجية، وإعلان الاتحاد يجعل الجميع في مواجهة أي اعتداء بحجج دستورية وقانونية بما يحفظ أمن الجميع وقد يكون نجاح التجربة الإماراتية نموذجا مصغرا لما يكون عليه الاتحاد الكونفدرالي الخليجي.
***
وعودة للفرح، فما حدث في الاوبرا الكويتية بتذكيرنا بفننا المحلي جعلني في حالة (حسرة) فماضي حياتنا الاجتماعية كان أفضل من الوقت الراهن بمراحل حين كان الفن جزءا رئيسيا من مناشط الحياة الاجتماعية، أما الوقت الراهن فقد نسينا تراثنا الفني والفولكلوري بجميع أشكاله حتى إذا أردنا ممارسته ظهر بصورة هجينة مفتعلة في المؤتمرات والحفلات الرسمية.
فأين ذهب كل هذا الثراء؟
هو سؤال يستطيع الجميع الإجابة عنه، فكل منا استشعر أن الفن تم تجريفه بكل صوره، حدث هذا في زمن الصحوة، فحرم الفرح وكتبوا لنا شهادة الموت بالتيبس.
فقط أريد سؤال هيئة الترفيه:
- يا هيئة هل شاهدتِ أوبروا الكويت؟
سأجيب: نعم شاهدتِ..أليس معيبا أن كل هذا الثراء الغنائي ولا تقام حفلة لفنان سعودي داخل بلده؟
لن أقول في فمي ماء، ولكن أقول مساحة المقال نفدت...ولنا لقاء في مقال آخر.
وكم نحن بحاجة للسرور فبعد ثورات (الدمار العربي) لم يعد نابض فينا سوى التحسر على الماضي، وهذا التحسر لبنة أساسية من لبنات التاريخ والذاكرة العربية من قبل نواح (قفا نبك من ذِكرى حبيب...) تقف ساكنة ملتاعة تذرف الحسرة في كل حين، وواقعنا الراهن كخريطة أوحلت فلم يعد مبيض منها إلا أجزاء ضئيلة مكنت الذاكرة من استرجاع ماضٍ كانت مساحة البكاء مبيضة وبارزة كأثر أما الآن فقد محي الأثر أيضا.
ولأن الواقع موحل تغدو أي بهجة هي القشة التي علينا التعلق بها علنا ننجو من تقسيم وقف بين الماء والماء، فرسبت دول في الطين ومازلنا نلمح غمر الطين لها.
إذًا لنمسك بقشة الفرح التي ظهرت في دول الخليج ككتلة متماسكة لم تنزح عن موقعها وقناعاتها أن المستقبل يصنع بالجميع، وخلال السنوات الماضية أثبت هذا التكتل انسجامه وتماهيه مع كثير من القضايا الإقليمية والدولية، ولأن الخطر لايزال قائما كما أننا مازلنا نحفظ الشعر ونصائحه «تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً... وإذا افتـرقَنّ تكسّرتْ آحادا» تكون المفاتحة والمصارحة أن الخليج في هذه الظروف يحتاج أن يكون اتحادا (كونفدراليا) كالاتحاد الأوروبي بما يعني لكل دولة سيادتها بينما يكون العمل المشترك فيما يتعلق بالدول الأخرى في القضايا الحساسة قد يكون أهمها ما يرتبط بالدفاع والخارجية، وإعلان الاتحاد يجعل الجميع في مواجهة أي اعتداء بحجج دستورية وقانونية بما يحفظ أمن الجميع وقد يكون نجاح التجربة الإماراتية نموذجا مصغرا لما يكون عليه الاتحاد الكونفدرالي الخليجي.
***
وعودة للفرح، فما حدث في الاوبرا الكويتية بتذكيرنا بفننا المحلي جعلني في حالة (حسرة) فماضي حياتنا الاجتماعية كان أفضل من الوقت الراهن بمراحل حين كان الفن جزءا رئيسيا من مناشط الحياة الاجتماعية، أما الوقت الراهن فقد نسينا تراثنا الفني والفولكلوري بجميع أشكاله حتى إذا أردنا ممارسته ظهر بصورة هجينة مفتعلة في المؤتمرات والحفلات الرسمية.
فأين ذهب كل هذا الثراء؟
هو سؤال يستطيع الجميع الإجابة عنه، فكل منا استشعر أن الفن تم تجريفه بكل صوره، حدث هذا في زمن الصحوة، فحرم الفرح وكتبوا لنا شهادة الموت بالتيبس.
فقط أريد سؤال هيئة الترفيه:
- يا هيئة هل شاهدتِ أوبروا الكويت؟
سأجيب: نعم شاهدتِ..أليس معيبا أن كل هذا الثراء الغنائي ولا تقام حفلة لفنان سعودي داخل بلده؟
لن أقول في فمي ماء، ولكن أقول مساحة المقال نفدت...ولنا لقاء في مقال آخر.