أمن الحجاج من أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين

الأمير نايف موضحاً في المؤتمر الصحفي السنوي أن هناك توجهاً لتشديد عقوبات التخلف:

أمن الحجاج من أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين

علي غرسان (بعثة عكاظ- المشاعر المقدسة)تصوير: حسن القربي

أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا أن أمن حجاج بيت الله الحرام وخدمتهم من أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله، وقال سموه إن هذا شرف لنا نعتز به وشرف لهذه البلاد ولقيادتها ولشعبها ولحكومتها، داعيا الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحفظ سلامة حجاج بيت الله الحرام ، جاء ذلك في كلمة استهل بها سموه المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس في مدينة تدريب الأمن العام بمكة المكرمة. وأوضح سمو وزير الداخلية أنه وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله سخرت كل الإمكانيات في مختلف المجالات الأمنية والخدمات البلدية والخدمات الصحية وكل ما يتعلق بشؤون الحجاج بما يمكنهم من آداء هذه الفريضة آمنين مطمئنين وأن يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين كاسبين إن شاء الله القبول من الخالق عز وجل ، وقال سموه: «إن سيدي خادم الحرمين الشريفين دائما على اتصال .. ونتلقى التوجيهات منه في كل ما يتعلق بسلامة حجاج بيت الله. ووجودي هذا اليوم هو نابع من توجيهاته حفظه الله وحرصه وحرص سمو سيدي ولي العهد، وهذا أمر طبيعي وشرف لهذه البلاد قيادة وشعبا»، وأكد سموه ثقته الكاملة في كل حجاج بيت الله الحرام الذين يحملون المشاعر ويقدرون قدسية هذه المناسبة بأنهم سيكونون عونا لجميع الأجهزة الحكومية التي تعمل في خدمتهم لتمكينهم من اداء هذه الفريضة وهم آمنين مطمئنين ، وأعرب سمو وزير الداخلية عن ترحيبه برجال الاعلام و سعادته بلقائهم في هذه الايام المباركة وفي هذه الارض الطاهرة.
تشديد العقوبات
وعن الاحتياطات الأمنية لزيارة الرئيس الإيراني للمملكة لأداء مناسك الحج هذا العام قال سموه: إن فخامة الرئيس الايراني سيؤدي الحج بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين، وليس هناك اجراءات أمنية غير عادية لأننا نأخذ بعين الاعتبار كل الشخصيات الاسلامية التي تؤدي الفريضة. وردا على سؤال عن كيفية التعامل مع الحجاج المتخلفين بعد موسم الحج والإجراءات التي ستتخذ تجاههم أوضح سموه ان هناك توجها لتشديد العقوبات في هذا الشأن، وعبَّر سموه عن أمله بأن تتعاون سفارات الدول التي يحصل من حجاجها تخلف بعد انتهاء موسم الحج في معالجة هذا الامر بيد ان سموه حمل المسؤولية في هذا الأمر مؤسسات الطوافة السعودية والمواطن داعيا إياهما إلى التعاون إيجابيا بأن لا يوفروا لهم الايواء أو النقل لانه لولا ذلك لما بقوا في البلاد، وأضاف سموه إن العقوبات ستكون صارمة ورادعة ونرجو أن لا نحتاج الا لتعاون الجميع مع الجوازات ومع الجهات المعنية بالتخلف.
وعن رأي سموه حيال الحجاج المتسللين وغير النظاميين ومخالفتهم للأنظمة والإجراءات بما يعد مخالفة شرعية قال سموه إن مخالفة الأنظمة والدخول بطريقة غير مشروعة ليست صفة يتصف بها المسلم ويجب أن يربأ بنفسه عن هذا الوضع بأن يتحايل ويخالف الأنظمة.
رفض الاستغلال
وعبر سموه عن الأمل بأن تعمل الدول الشقيقة على تعريف حجاجها أو مواطنيها بالشكل النظامي وغير المخالف لأنظمة الحج، إذ إن الطرق النظامية موجودة ومتاحة ولا حاجة للمخالفة ، وحذر سموه من الذين يحاولون خداع المسلمين الراغبين في اداء فريضة الحج ويوهمونهم بأنهم سيرتبون لهم الأمور ويستخرجون لهم التأشيرات ثم يستغلونهم استغلالا سيئا، مؤكد سموه أن هذا أمر مرفوض من أي انسان يقوم بهذا العمل غير المشروع لان أنظمة الحج واضحة.
وأشار سموه إلى أن بعثات الحج لديها كل المعلومات الدقيقة المقدمة لهم من وزارة الحج كما أن السفارات السعودية لديها كل المعلومات التي يرغب الحاج التعرف عليها بالاضافة إلى الجهات المعنية بشؤون الحج في أي دولة من الدول التي يأتي منها الحجاج ، وعن اجراءات الحماية المتخذة لكي لا يكون هناك حوادث لا سمح الله بين سموه أن هناك تطويرا كبيرا في جسر الجمرات هذا العام بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة من مشروع تطوير جسر الجمرات المتمثلة في الدور الثاني.. وقال سموه حسب مشاهداتنا اليوم فإن شاء الله سيكون معينا ويسهم في تقليل الزحام.
التعاون والتنظيم
واكد سموه أهمية التعاون بين الحجاج والجهات المسؤولة في وزارة الحج ومؤسسات الطوافة في عملية التفويج بأن تكون بشكل منظم حتى لا يكون هناك ضغط في وقت محدد على جسر الجمرات، وعبر سموه عن الأمل بأن تتم حركة الحجاج هذا العام بسهولة ويسر بما فيها عملية التفويج متمنيا أن يتم ضبطها حتى تحقق الأهداف المرجوة منها.
وفي جواب عن سؤال حول التحدي الأكبر الذي ستواجهه الحكومة في موسم الحج بعد الانتهاء من جسر الجمرات الجديد قال سموه نحن لا نعلم الغيب لكن إن شاء الله لن يكون هناك مشاكل وهذا ما نرجوه وإنما هناك أشياء لا بد منها آخذين في الحسبان الاستعداد التام لكل طارئ وأملنا في الله قوي ثم بالحجاج ثم بالجميع من غير الحجاج باحترام قدسية المكان والزمان وأن لا يحاول كائن من كان العبث بأمن هذه البلاد ولا شك أن للبيت رباً يحميه ولكن الله شرفنا بأن نقوم بالحراسة ونحن قادرون على ذلك وأن نمنع كل شيء ونؤمن سلامة الحجاج والوطن.
الاستعداد الكامل
وعن الأولويات التي تعتزم المملكة اتخاذها في ظل الازدياد المتواصل للحجاج كل عام قال سمو الأمير نايف الزيادة لا تزال محدودة ومسألة الزيادة واردة ومأخوذة بالحسبان والاستعداد متخذين بهذا الأمر إن شاء الله سبحانه وتعالى كافة الاستعدادات وسنجد أنفسنا بعد أيام قلائل من الآن مثلما نطلب الله أن يوفق الحجاج نشكره على نجاح الحج ونجاح هذه المهمة المشرفة وعلى أدائهم النسك بكل سهولة ويسر وعافية.
وعن زيادة تكاليف حجاج الخارج أوضح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن المملكة معنية بما هو من مسؤولياتها أما ما كان خارج هذه البلاد فإن كل دولة معنية بحجاجها مؤكدا أن رسوم تأشيرات الحج لا يدخل لخزينة المملكة منها أي شيء.
وأشار إلى أن المملكة ليس لها أي علاقة في ارتفاع أسعار بعض السلع وقد تكون لارتفاع الأسعار بالعالم.
وبين سموه أن الجهات الرقابية في الدولة ومنها وزارات التجارة والشؤون البلدية والقروية والحج تتابع الأمر بعناية مؤكدا سموه أن أي أمر يحدث بدون مبرر مقبول سيمنع لان الدولة هي المعنية بكل ما يتعلق بالحجاج ورفض استغلالهم بأي شكل من الأشكال.
ووجودنا هنا يأتي لشرف الخدمة سواءً مسؤولين أو مواطنين وليس أكثر تأكيداً من هذا ما قرره الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله بتسميته خادم الحرمين الشريفين واستمر ذلك مع الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وما دام ملك البلاد خادماً للحرمين الشريفين فكل مواطن خادماً لهذين البيتين ويؤدي خدمة لبيت الله ومسجد رسول الله بكل ما يستطيع وهذا شرف لنا نرجو أن يتحقق وهو متحقق في السنوات الماضية ، وأردف سموه أن المملكة معنية بمسؤولياتها تجاه الحجاج أما ما كان خارج البلاد فكل دولة معنية بحجاجها وليس للتأشيرات التي تمنح للحجاج أي عائد مادي على خزينة الدولة. وأوضح سموه أن الاستعدادات الأمنية التي اتخذت ليس لها أي صلة بأي تهديدات لأمن الحج مضيفاً أن ما شوهد اليوم من استعراض هو أمر طبيعي ويحدث كل عام ولا يعني ذلك أن هناك شيئاً ولكن لا نترك الأمور للظنون بل نأخذ الاحتياط والاستعداد ونؤمن للحجاج السلامة ولدينا قدرة على ذلك بعد الاعتماد على الخالق عز وجل بالكفاءات البشرية التي تعمل على خدمة أمن الوطن وبيت الله الحرام وهو والحمد لله في أفضل مستويات ولا تنقصهم الشجاعة والكفاءة والتأهيل وهذا أمر معروف وقد أثبتت السنوات الماضية ذلك وكل مواطن رجل أمن ويعي ذلك ، ونحمد الله لدينا رجال نعتمد عليهم بعد الله في أفضل مستويات التأهيل.
وفي سؤال لرئيس تحرير «عـكاظ» عن التدابير التي اتخذتها الأجهزة المختصة في موسم حج هذا العام ومواكبته مع وجود احتقانات في بعض الدول الإسلامية مما قد يخرج الحج عن أجوائه الروحانية أجاب سموه أن المملكة لن تسمح بوجود أي إفرازات لأي دولة لتؤثر على الحج والحجيج وأعتقد أن الحجاج لم يأتوا للتعبير عن توجهات سياسية فالحج أكبر من أي توجه سياسي وكل ما في المنطقة يؤخذ في الاعتبار لكنني أكرر ثقتي في حجاج بيت الله أن يحترموا قدسية المكان والفريضة ويطلبوا من الله القبول والأجر والمثوبة.
التعاون ضد الارهاب
وحول ما يتردد عن وجود تسهيلات من قبل الحكومة السورية لعبور بعض المغرر بهم ليكونوا وقود العمليات الإرهابية في العراق وتصريحات بعض المسؤولين السوريين حيال المملكة قال سموه هذا السؤال يوجه لمن قلت انه يتحدث عن المملكة حول هذا الأمر وليس لدينا ما نقوله ، أما فيما يتعلق بالتعاون الأمني مع سوريا أكد سموه وجود تعاون أمني كبير بين السعودية وسوريا في مسألة مكافحة الإرهاب.
وفي ردٍ على سؤال حول الاسترشاد بخطبة النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع لتكون وثيقة دولية في حقوق الإنسان قال سموه ما قاله وما علمنا به رسول الله في حجة الوداع أكبر من أي وثيقة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك»، وأعتقد بل أجزم أن كل مسلم يدرك ذلك وهذا أكبر من أي ميثاق بين البشر.
وفي إجابة لسموه حول أهمية الاستفادة من التجمع الكبير للعلماء المسلمين في الحج لتعزيز مفهوم الأمن الفكري قال الأمن الفكري مهم ولا أتحدث عن الآخرين فنحن في المملكة أوليناه اهتماما كبيرا وجامعاتنا ولله الحمد خصصت دراسات وبحوثاً علمية منها جامعة الملك سعود ولقد شددت وأشدد حالياً أن الأمن الفكري موازٍ للأمن العام.
وبين سموه أن الاتفاقية التي ستوقع اليوم مع وزير الداخلية الأردني تتعلق بالمياة الإقليمية وليس لها أي علاقة بأي أمر آخر.
ونفى سمو وزير الداخلية أن تكون هناك أية علاقة بين ما تم الإعلان عنه مؤخراً من القبض على عدد من المطلوبين أمنياً وموسم الحج مبيناً سموه أن الإعلان عن تلك المضبوطات جاء بعد أن اكتملت كافة المعلومات وإجراءات الضبط فوجب الإعلان بذلك كما هو معروف إعلامياً مع الأمن العام.
المناصحة
وأكد سمو وزير الداخلية أن المناصحة التي طبقتها وزارة الداخلية أسلوب ناجح وأعطت النتائج الحميدة وحققت بحمد الله بعض الأشياء المطلوبة ونرجو الله أن يهدي من ضل عن الطريق السوي ولاشك أن هذه المجموعات التي تقوم بالمناصحة تعطي حقيقة للرأي العام حول توجه الدولة ورغبتها في الإصلاح وكذلك تطلع على وضع هؤلاء المقبوض عليهم للرد على كل من يسيء لمجريات التحقيق ونزاهته في هذه البلاد المباركة.
معدلات الجريمة
وحول ارتفاع جرائم التهديد بالقتل في الأعوام الأخيرة بمنطقة مكة المكرمة حتى وصلت إلى 13% كما تشير تقرير هيئة التحقيق والادعاء العام ومدى خطورة ذلك على ارتفاع مؤشر الجريمة قال سموه لدينا حقائق وأرقام ثابتة لدى هيئة التحقيق والادعاء العام ولدى الجهات الأمنية وقد أتت عن طريق منظمات دولية وهي أن المملكة تعد من أفضل دول العالم في انخفاض معدلات الجريمة لكن بطبيعة الحال يظل الشعب السعودي يرفض الجريمة بشتى أنواعها وأياً كانت ونرى الإعلام يهتم بذلك عند حدوثه محلياً ودولياً وهذا أمر إيجابي فالجريمة في بلدنا مستنكرة ونحن لدينا أفضل تشريع وهو الشرع الإسلامي ونحن قادرون على تنفيذ أحكام الدين الإسلامي ولا يغيب عنا انفتاح المملكة وزيادة أعداد العمالة ولكن والحمد لله وبشهادة منظمات دولية تؤكد أن المملكة تسجل انخفاضاً في الجريمة.