أخبار

تحالف الإرهاب والطائفية.. مافيا القتل الإيرانية تمشي على الأرض

بوتين

«عكاظ» (عمّان)

قاد تحالف الإرهاب، والطائفية إلى تمزيق سورية، لبنان، العراق، واليمن، وهي دول تستهدفها إيران المصدرة للفوضى والإرهاب ضمن قائمة دول أخرى يسعى نظام الملالي إلى تشتيتها، فعملية تمزيق وتشتيت الدول ليست مقبولة فقط بالنسبة لطهران، بل هو أمر مرغوب فيه بقوة ليتسنى لها فرض هيمنتها على المنطقة بمساعدة قوى إقليمية خاصة، فروسيا التي ساندت المشروع الإيراني بتدمير حلب من خلال عمليات وحشية يمكن أن يطلق عليها «وحشية لا نظير لها في التاريخ».

تحالف الإرهاب والطائفية لتمزيق البلدان العربية هو إستراتيجية لتأكيد نفوذ إيران، وقوتها في إطار مشروعها الطائفي الذي لا يمكن لها تنفيذه دون تحالف مع الإرهاب، فروسيا التي خرجت من المنطقة منذ تفكك الاتحاد السوفييتي وجدت ضالتها في المشروع الإيراني الذي يفتح لها أبواب العودة إلى المنطقة، فحركت أسطولها الحربي لدعم المشروع الإيراني في سورية، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إلى القول «ما يجري في حلب عار على المجتمع الدولي».

ولأن إيران لا يمكن لها تنفيذ أجندتها في المنطقة إلا في حالة وجود فوضى وانقسامات كما فعلت في اليمن، وسورية ولبنان، والعراق، ولأنها تدرك أن القوى السنية ستواجه مشروعها بصلابة تحالفت مع الإرهاب كما يجري في سورية، والعراق، وها هي تسعى لاقتلاع السنة من سهل نينوى لتستولى على مساحاته الجغرافية، لأن التواصل الجغرافي بين سورية وإيران ولبنان حتى شواطئ المتوسط يمر عبر السيطرة على الموصل.

ويدلل التحالف بين الإرهاب والطائفية على أن أهدف الطرفين واحدة وليس في مصلحة أي طرف أن تكون البلدان العربية موحدة، ولا يخدم إستراتيجية أي من الطرفين إلا الفوضى، فالتقاؤهما في الأهداف هو ما يفسر التحالف الروسي الإيراني، مما يتضح أن المسالة أبعد من محاربة «داعش»، وأبعد من تمزيق الدول العربية والإسلامية.

لعل اللافت في الأمر الموقف الأمريكي السلبي الذي قاده أوباما وساهم بقصد أو بغير قصد لفتح الأجواء لإيران وروسيا للتمدد في سورية، والعراق، وما عزز ذلك الاتفاق النووي الذي تحمس له الرئيس الأمريكي الذي جاء موقفه متسقا مع ما بدأ به اللوبي الإيراني في أمريكا من الترويج على نطاق واسع جدا لهذا التحالف، ويقدم المبررات لذلك، إذ أن جوهر ما يستند اليه هذا اللوبي القول بأن إيران الآن هي «واحة الاستقرار» في المنطقة، وأن أمريكا ليس أمامها سوى إيران كقوة إقليمية تراهن عليها، وتتحالف معها.

ولعل ما قاله أحد أفراد هذا اللوبي الإيراني هو الباحث الأمريكي من أصل إيراني تريتا بارسي «إن المصالح المشتركة بين إيران، وأمريكا ليست تكتيكية، وليست موقتة، التطورات في المنطقة تجعل أمريكا وإيران تقفان في نفس الخندق» إذن بطريقة أو بأخرى نحن إزاء تحالف إيراني داعشي مع القوة الطائفية في العراق وسورية تشكل بالفعل على أرض الواقع للقتل وسفك الدماء.

إن تحالف الإرهاب والطائفية ما هو إلا «مافيا» جديدة تعيش على الدماء والفوضى والقتل الجماعي».