أخبار

مجزرة العصر

اتفاق لإجلاء المحاصرين والمسلحين من حلب.. مفتي السعودية يدعو للقنوت.. ومجلس التعاون: عار دولي

وكالات (الرياض، نيويورك، حلب، أنقرة)

من المتوقع أن يبدأ صباح اليوم (الأربعاء) إجلاء الآلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب، بموجب اتفاق روسي تركي. وأكدت روسيا وتركيا والفصائل المعارضة أمس، التوصل إلى الاتفاق. وتزامن الإعلان عن الاتفاق مع اجتماع طارئ لمجلس الأمن بناء على طلب فرنسا بحث الوضع في حلب.

وأعلنت الخارجية الأمريكية أمس، أن واشنطن لم تشارك في الاتفاق. واعتبر المتحدث باسمها جون كيربي أن وقف إطلاق النار في حلب لن يعني نهاية إراقة الدماء في سورية، وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أعلن وقف العمليات العسكرية في حلب والتوصل إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين، مضيفا أن عملية الإجلاء لا تنطبق على المدنيين، معتبرا أنه لا حاجة لمغادرتهم لأن حلب ستكون تحت سيطرة النظام. فيما طالبت واشنطن بإشراف دولي لعمليات الإجلاء. وأكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي أبرز الفصائل المعارضة في حلب انه تم التوصل إلى اتفاق لإخلاء المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة. وأعلن الجيش السوري الحر أن وقف إطلاق النار في حلب دخل حيز التنفيذ، معتبرا أنه أنقذ 70 ألفا من المحاصرين في شرق المدينة. وتضمن الاتفاق إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى بعد ساعات، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف، كما نص على أن يختار المغادرون وجهتهم بين الريف الغربي والشمالي لحلب أو باتجاه إدلب.

وأمضت الأحياء الشرقية في حلب ليلا دمويا، بعد كشف ناشطين سوريين عن حملة من المجازر والإعدامات الميدانية بحق الشباب. وأكد المرصد السوري وجود عشرات الجثث في شوارع الأحياء الشرقية، وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع بلوغ المعركة مستويات غير مسبوقة من التصعيد وانزلاق المنطقة في دوامة من الفوضى. وتحدثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» عن إعدامات من دون محاكمة لمدنيين بينهم أطفال، فيما ندد رئيس الوزراء الفرنسي الجديد برنار كازنوف أمس بفظاعات لا تحصى وبالمجازر التي يرتكبها النظام في حلب، مؤكدا أنها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

من جهة ثانية، دعا سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أئمة المساجد إلى القنوت في صلاة الفجر والدعاء لإخوانهم في حلب.

ونقل حساب هيئة كبار العلماء على تويتر، عن سماحة المفتى، قوله: ينبغي لأئمة المساجد القنوت لإخوانهم في حلب في صلاة الفجر؛ حتى يكشف الله القوي المتين هذه الغمة عن الأمة. واستنكرت هيئة كبار العلماء حالة العجز الدولي تجاه المجازر التي ينفذها النظام السوري المجرم بحق المدنيين العزل في حلب المنكوبة على مرأى ومسمع من العالم.

وقالت في بيان لها أمس، إن النظام السوري المجرم ارتكب أبشع الجرائم بما لا يعرف له في التاريخ المعاصر مثالا، إذ جثث القتلى تملأ الشوارع وتحت أنقاض الأبنية المدمرة، مع استمرار القصف الهمجي الذي يحصد الأرواح في كل مكان؛ حتى في أماكن العبادة والمستشفيات، منتقدة وقوف المجتمع الدولي عاجزا أو معطلا عن اتخاذ أي قرار يردع آلة الإجرام.

وأدانت دول مجلس التعاون الخليج بشدة استمرار القصف الوحشي على حلب. وأوضح الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني، أن دول الخليج أكدت أن الصمت الدولي تجاه هذه المأساة المؤلمة عار على المجتمع الدولي، ويجب ألا يستمر.