أخبار

دمشق «رهينة».. والأسد «دمية» بوتين وخامنئي

مشهد الدمار في سيف الدولة بحلب بعد أن دمرته طائرات النظام وروسيا. (رويترز)

محمد فكري (جدة)

ليس هناك خلاف على أن سقوط حلب يمثل ضربة للمعارضة السورية، لكن هذا السقوط الذي لم يحققه جند الأسد بل الطائرات الروسية والميليشيات الإيرانية، لن ينهي الحرب ولن يحقق الانتصار الذي يبحث عنه جزار سورية. فالانتهاء من حرب حلب التي تحولت إلى «مدينة أشباح» أو «مقبرة كبرى» بتعبير «الغارديان» البريطانية، ليس معناه بسط نفوذ بشار على سورية التي مزقتها حرب السنوات الست، وأحالت مناطق منها إلى سيطرة كاملة لحكم مرتزقة.

ليس صحيحا ما يحاول البعض ترويجه بأن سقوط حلب يعني أنه لن تكون هنالك فرصة أمام المعارضة بشقيها السياسي والمسلح للتخلص من الأسد، لكن المعنى الحقيقي لمأساة حلب هو أن سورية أصبحت «رهينة»، وأن بشار تحول إلى «دمية» بيد فلاديمير بوتين وعلي خامنئي.. الحاكمين الفعليين للبلاد.

خسارة معركة لا تعني كسب حرب، هذا ما أكده الباحث الإستراتيجي محمد الدسوقي، إذ من المؤكد أن هذه ليست نهاية الحرب، لكن أخطر النتائج المتوقعة هو احتمال تنامي دور الجماعات الإرهابية خلال المرحلة القادمة، خصوصا إذا تراجع دور المعارضة السياسية وهو أمر يبدو متوقعا. ولفت الدسوقي إلى أن الأسد سيواصل وبشكل كبير الاعتماد على الروس والإيرانيين الذين يحتلون بالفعل أراضي سورية في استرداد المزيد من المناطق. ولم يستبعد الباحث السياسي أن تلجأ جماعات المعارضة مع فقدانها مزيدا من المناطق إلى «حرب استنزافية» تستخدم فيها التفجيرات الانتحارية.

أما المحلل السياسي الدكتور أيمن المهدي، فيرى أن سقوط حلب لا يعني انتصار الأسد أو انتهاء المأساة السورية، لافتا إلى أن اعتماد بشار على الذراع الإيرانية الروسية جعله أضعف من أن يستمر في حكم البلاد في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب. واعتبر المهدي أن الأسد يخوض منذ البداية معركة خاسرة، حتى إذا سقطت مدن أو مناطق تسيطر عليها المعارضة، فإنها تخضع لسيطرة روسيا وإيران التي تخوض حربا بالوكالة عن النظام، مؤكدا أن بشار ونظامه ليس لهم أي دور في ما يجري على الأرض.

وتوقع المحلل السياسي أن تشهد المرحلة القادمة تصعيدا من قبل جماعات الإرهاب، لافتا إلى أن استعادة «داعش» السيطرة على مدينة تدمر الأثرية أمر يبدو مستغربا بعد طرد التنظيم منها منذ عدة أشهر، لكنه يكشف من جانب آخر وجود شبكة علاقات بين «التنظيم» و«النظام»، برعاية روسية إيرانية.