رحلة مع مضيف
أفياء
الاثنين / 20 / ربيع الأول / 1438 هـ الاثنين 19 ديسمبر 2016 01:58
عزيزة المانع
نسافر بالطائرة كثيرا، ونحظى بالراحة على أيدي المضيفين والمضيفات العاملين على ظهر الطائرات، وقد ننهي رحلتنا بالرضا عنهم أو بالاستياء، كما قد ننهيها بمشاعر محايدة لا استياء ولا رضا، لكننا غالبا نهبط من الطائرة بدون أن يخطر ببالنا أن نفكر في الوجه الآخر للمضيف المختفي عنا.
محمد باحشوان، مضيف جوي متقاعد، دون ذكرياته عن عمله على الطائرات السعودية في كتاب أسماه (رحلة في ذاكرة مضيف جوي)، ففتح للقارئ نافذة مثيرة ينظر من خلالها على عالم المضيفين المجهول. الكتاب جديد في محتواه، يكشف الجوانب الخفية في مهنة المضيف ويضيف إلى معلوماتنا معرفة جديدة، أنا شخصيا استمتعت بالكتاب وتعلمت منه.
يصف المؤلف عمل المضيف بأنه يقتضي منه الاستعداد للرحلة مبكرا، يبدأ باجتماع طاقم الرحلة للتعرف على بعضهم بعضا، وتلقي بعض المعلومات عن الرحلة وعن الركاب الذين يحتاجون خدمات خاصة كالمعاقين أو الأطفال المسافرين بدون مرافق، وبعد استلام المضيف موقع عمله في الطائرة، عليه أن يقوم بفحصه للتأكد من توافر معدات السلامة والخدمة وجاهزيتها للاستخدام. وهناك من المضيفين من يسند إليه فحص المطبخ لمعرفة نوع الخدمة وعدد الوجبات والتأكد من كفايتها وصلاحيتها، وفحص دورات المياه وفقا لإجراءات السلامة والخدمة، وعليهم أن يقوموا بذلك كله قبل صعود الركاب.
من يقرأ الكتاب يعرف كم هي متعبة هذه المهنة، فهي مثل كثير من المهن الأخرى، لا بد لها من التدريب والإعداد المسبق، فالمضيف يتوقع منه أن يقوم بمهمات كثيرة متعددة، تحتاج إلى مهارة وخبرة جيدة كالخبرة في مهمات الإنقاذ وقت الطوارئ، والخبرة بالتعامل مع حالات الشغب والإزعاج التي قد تحدث من بعض المسافرين، والخبرة في تقديم الإسعافات الصحية السريعة وحالات الولادة الطارئة، وفوق ذلك عليه أن يكون ذكيا ولبقا بما يكفي لجعله قادرا على حل المشكلات التي قد تطرأ بين الركاب بطريقة ودية.
إضافة إلى هذا، فإن المضيف يتعرض للاحتكاك المباشر بالركاب، وهو احتكاك ينجم عنه أحيانا مواقف طريفة وأحيانا مواقف مؤلمة، تتفاوت المواقف في طرافتها وقسوتها تفاوتا يمتد ما بين التغزل أو تقديم (بخشيش)، إلى التهكم أو الشتم أو الدفع. وفي الكتاب عرض لبعض المواقف التي واجهت المؤلف فأدخلت إلى قلبه شيئا من السعادة، أو كانت سببا في الإزعاج والمضايقة، مثل مقابلة بعض الشخصيات المشهورة على الطائرة، أو وقوع حالات مرض فجائية، أو حدوث مشكلات بين بعض المسافرين كالإصرار على الجلوس في مقاعد غير مقاعدهم، أو رفض بعض النساء جلوس رجل في المقعد المجاور لهن، أو تنبههم المتأخر إلى أنهم يسافرون بدون تأشيرة، أو أنهم في طائرة متجهة إلى وجهة غير التي يقصدونها.
مهنة المضيف مهنة شاقة، تتطلب ساعات عمل ممتدة يقضي معظمها واقفا، ويعيش ساعات طويلة في الجو تحت ضغط هواء صناعي، ويتعرض باستمرار للفروق الزمنية بين الدول فيصيبه اضطراب النوم لعدم انتظام الساعة البيولوجية. ليس هذا فحسب، فهو يتعرض أيضا لمتاعب نفسية بسبب الغياب الطويل عن أسرته وعدم التمكن من مشاركتها الاحتفال بالمناسبات السعيدة، أو تقديم الرعاية اللازمة لها خاصة عند مرض أحد أفراد الأسرة.
وفوق هذا، فإن مهنة المضيف تعد من المهن غير الآمنة، فالمضيف معرض أكثر من غيره لحوادث الطائرات، وللوقوع في أسر الظروف الخطيرة كإغلاق المطارات المفاجئ، أو اندلاع القتال الأهلي داخل المدن أو غير ذلك من المواقف التي تعرضه للخطر. إلا أنها مع ذلك، لا تخلو من أوقات جميلة، فهي تتيح للمضيف زيارة عدد كبير من مدن العالم، ومشاهدة أماكن وشعوب ومجتمعات وثقافات عدة مختلفة وجديدة.
محمد باحشوان، مضيف جوي متقاعد، دون ذكرياته عن عمله على الطائرات السعودية في كتاب أسماه (رحلة في ذاكرة مضيف جوي)، ففتح للقارئ نافذة مثيرة ينظر من خلالها على عالم المضيفين المجهول. الكتاب جديد في محتواه، يكشف الجوانب الخفية في مهنة المضيف ويضيف إلى معلوماتنا معرفة جديدة، أنا شخصيا استمتعت بالكتاب وتعلمت منه.
يصف المؤلف عمل المضيف بأنه يقتضي منه الاستعداد للرحلة مبكرا، يبدأ باجتماع طاقم الرحلة للتعرف على بعضهم بعضا، وتلقي بعض المعلومات عن الرحلة وعن الركاب الذين يحتاجون خدمات خاصة كالمعاقين أو الأطفال المسافرين بدون مرافق، وبعد استلام المضيف موقع عمله في الطائرة، عليه أن يقوم بفحصه للتأكد من توافر معدات السلامة والخدمة وجاهزيتها للاستخدام. وهناك من المضيفين من يسند إليه فحص المطبخ لمعرفة نوع الخدمة وعدد الوجبات والتأكد من كفايتها وصلاحيتها، وفحص دورات المياه وفقا لإجراءات السلامة والخدمة، وعليهم أن يقوموا بذلك كله قبل صعود الركاب.
من يقرأ الكتاب يعرف كم هي متعبة هذه المهنة، فهي مثل كثير من المهن الأخرى، لا بد لها من التدريب والإعداد المسبق، فالمضيف يتوقع منه أن يقوم بمهمات كثيرة متعددة، تحتاج إلى مهارة وخبرة جيدة كالخبرة في مهمات الإنقاذ وقت الطوارئ، والخبرة بالتعامل مع حالات الشغب والإزعاج التي قد تحدث من بعض المسافرين، والخبرة في تقديم الإسعافات الصحية السريعة وحالات الولادة الطارئة، وفوق ذلك عليه أن يكون ذكيا ولبقا بما يكفي لجعله قادرا على حل المشكلات التي قد تطرأ بين الركاب بطريقة ودية.
إضافة إلى هذا، فإن المضيف يتعرض للاحتكاك المباشر بالركاب، وهو احتكاك ينجم عنه أحيانا مواقف طريفة وأحيانا مواقف مؤلمة، تتفاوت المواقف في طرافتها وقسوتها تفاوتا يمتد ما بين التغزل أو تقديم (بخشيش)، إلى التهكم أو الشتم أو الدفع. وفي الكتاب عرض لبعض المواقف التي واجهت المؤلف فأدخلت إلى قلبه شيئا من السعادة، أو كانت سببا في الإزعاج والمضايقة، مثل مقابلة بعض الشخصيات المشهورة على الطائرة، أو وقوع حالات مرض فجائية، أو حدوث مشكلات بين بعض المسافرين كالإصرار على الجلوس في مقاعد غير مقاعدهم، أو رفض بعض النساء جلوس رجل في المقعد المجاور لهن، أو تنبههم المتأخر إلى أنهم يسافرون بدون تأشيرة، أو أنهم في طائرة متجهة إلى وجهة غير التي يقصدونها.
مهنة المضيف مهنة شاقة، تتطلب ساعات عمل ممتدة يقضي معظمها واقفا، ويعيش ساعات طويلة في الجو تحت ضغط هواء صناعي، ويتعرض باستمرار للفروق الزمنية بين الدول فيصيبه اضطراب النوم لعدم انتظام الساعة البيولوجية. ليس هذا فحسب، فهو يتعرض أيضا لمتاعب نفسية بسبب الغياب الطويل عن أسرته وعدم التمكن من مشاركتها الاحتفال بالمناسبات السعيدة، أو تقديم الرعاية اللازمة لها خاصة عند مرض أحد أفراد الأسرة.
وفوق هذا، فإن مهنة المضيف تعد من المهن غير الآمنة، فالمضيف معرض أكثر من غيره لحوادث الطائرات، وللوقوع في أسر الظروف الخطيرة كإغلاق المطارات المفاجئ، أو اندلاع القتال الأهلي داخل المدن أو غير ذلك من المواقف التي تعرضه للخطر. إلا أنها مع ذلك، لا تخلو من أوقات جميلة، فهي تتيح للمضيف زيارة عدد كبير من مدن العالم، ومشاهدة أماكن وشعوب ومجتمعات وثقافات عدة مختلفة وجديدة.