أكاديميون: التمترس خلف الهويات المذهبية يدفع للعنف والصدام
الخميس / 23 / ربيع الأول / 1438 هـ الخميس 22 ديسمبر 2016 02:46
محمد العبدالله (القطيف)
أكد أكاديميون على ضرورة التعايش المجتمعي، معتبرين أن الاختلاف سنة كونية لابد التعامل معها بالتوافق بين مختلف المكونات الاجتماعية، عبر إفساح المجال لحرية الفكر والتعبير على ألا تتجاوز حقوق الآخرين. وأوضحوا في ندوة «الوطن وضرورات التعايش المجتمعي والسلم الأهلي» بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، أن التمترس خلف الهويات المذهبية من أخطر الهويات الدافعة للعنف والصدام مع الآخر وتحطيمه، وانتقدوا الفضائيات الطائفية التي ينجرف لها الناس دون وعي، وكذلك الإعلام الأيديولوجي والحزبي، خصوصا ضمن الإطار الديني الذي يهدد السلم الأهلي عبر تحوله من خطاب وحدوي إلى مثير للنعرات الطائفية والمذهبية. وتناول عضو مجلس الشورى ورئيس مركز الوسطية للأبحاث الدكتور عيسى الغيث ضرورات التعايش المجتمعي ومقوماته، مؤكدا على أن حماية السلم الأهلي من واجبات الدولة بسلطاتها الثلاث، كما يقع واجب على القطاع الأهلي ومؤسساته لمقاومة الكراهية وتعزيز التعايش، ومن خلال العمل المشترك بين الوسطيين والمعتدلين في الوطن. وأشار الدكتور الغيث إلى أن المملكة تنعم بحالة أفضل بكثير من بعض الدول القريبة، فمع أن فيها نحو 140 قبيلة و13 منطقة إلا أن حالة الأمن والاستقرار فيها تعتبر نموذجية، مشيرا إلى أن الاندماج الاجتماعي لا يعني تذويب المكونات المتنوعة مطلقا. وتحدث الأستاذ الجامعي والباحث في الفكر الإسلامي الدكتور مسفر القحطاني حول محور مهددات السلم الأهلي وتحدياته، موضحا أن السلم الأهلي ركيزة أساسية في أولويات الدولة الوطنية، إذ إن دساتير الأمم تؤكد على دور الدولة في حفظ السلم الأهلي والأمن المجتمعي اللذين يشكلان أساس السياسة والاستقرار في أي دولة. وعدد الدكتور القحطاني أبرز مهددات السلم الأهلي، ومنها التمترس خلف الهويات المذهبية، وتوهين الهويات الجامعة كالدين والوطن الجامعين، وغياب التعددية الواعية في المجتمع بسبب عدم التعارف.