ثقافة وفن

الشعر منثور.. والمسرح تعليمي.. والتراث منقّب

مشاري اليزيدي (جدة)

شهد معرض الكتاب بجدة في ثامن أيامه حضورا كثيفا من الزوار، وحمل البرنامج الثقافي ندوة بعنوان «الآثار والمتاحف.. صورة المملكة الثقافية والحضارية»، قدمها الدكتور فيصل الطميحي، وتحدث خلالها مستشار رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني الدكتور سعد راشد عن آثار المملكة العربية السعودية والبعد الحضاري والتاريخي لها، وعن الطرق التجارية القديمة موضحاً تلك الخرائط من خلال الشاشة التفاعلية.

وركز الدكتور عدنان الحارثي على وجوب تثقيف الحجاج وتزويدهم بالمعلومات التي تبرز مدى عمق الحضارة العربية وللنجاح في إيصال الصورة الحضارية للمملكة بأمثل السبل.

وانتقل الحارثي بعد ذلك إلى أنواع المتاحف ومن ثم إلى المشاريع التي عملت على تطوير مكة المكرمة والمعالم التي وجدت بها منذ أن دخلها الإسلام وحتى يومنا الحاضر، ومستدلاً بمشروع عين زبيدة الذي يعد من المشاريع التي تنم عن مستوى حضاري كبير مما يدل على أن المملكة بلد حضارة من قديم الزمن.

وأسهب المؤرخ الدكتور علي العواجي في حديثه عن منطقة الجهوة التابعة لمحافظة عسير، واستعرض العديد من النقوش والآثار التي وجدتها المملكة من خلال بعثات التنقيب عن الآثار، مبيناً أن دراسة الآثار والبحث عنها سيدلنا على الكثير من العلوم التي توصلوا إليها كالعلاج الطبيعي وغيره من العلوم.

واستقبل المسرح بعد ذلك عدداً كبيراً من الحضور مما دعا رجال الأمن إلى إغلاق الأبواب والاعتذار ممن لم يستطع القدوم مبكراً بسبب الازدحام، إذ قدم مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية بـ«تعليم جدة» مسرحية بعنوان «رتوش» أعد نصها الأستاذ عبدالرحمن الزهراني وأخرجها الأستاذ عبدالله اليامي، وحضرها مدير تعليم جدة الدكتور عبدالله الثقفي ومساعده يحيى القحطاني، وكرم الثقفي الطلاب المشاركين وقائد مدرسة القدس الأستاذ بندر المالكي.

وما إن فرغ الحضور من المسرحية، حتى بدأ متذوقو الشعر في الدخول ليستمتعوا بالأمسية الشعرية الثانية التي قدمها الشاعر أحمد العلي، وألقى فيها إبراهيم الحسين مجموعة من قصائده وكان منها «القميص، يصرون على البحر، دوار الصور، ما يتركه الغائبون».

وتلاه الشاعر عبدالرحمن الشهري الذي وجه عدداً من قصائده إلى المقربين منه وتغنى بـ «إلى البحر، إلى أمي، فنجان لا أكثر، غمزة أخرى وتسقط الحاء، الوقوف مع طائر في محنة، ضريبة الإقامة في قبو، بومة تعمل في الليل، فضيلة السهر مع حمى، أقصر الطرق لارتداء بشت»، وفضل الشاعر عيد الحجيلي إلقاء القصائد القصيرة والقصيرة جداً كـ «مناضل، نعي، حداء، نداء، دعوة، شاعرة، موظف، تأويل، إمبريالية، عناقيد، صفحة، عادة»، وابتعدت الشاعرة شقراء مدخلي في قصائدها عن النثر لتخالف من سبقوها واختتمت الأمسية بقصائد عمودية منها «وجع السنابل، ذاكرة، نساء، رهان».