كتاب ومقالات

أبناؤهم بالجامعات.. وأبناء الآخرين للجبهات!

من ثقب الباب

تركي الدخيل

كلمات مثل القنابل أطلقها مجموعة من المستفيدين من برنامج المناصحة، وذلك في مؤتمر «التطرف بين التنظير الموهوم والواقع المشؤوم»، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

شهادات مرعبة عن المحرّضين. التائب بدر العنزي قال: «حرَّضْتنا بعض المنابر على إنقاذ الإسلام، وضَلَّلنا مغرضون بأن المجتمع كافر، وقالوا لنا إن الدولة ستعذبنا إذا عدنا إلى وطننا»!

عندما تقنع يافعاً بأن مجتمعه المسلم كافر، فأنت تدمره نفسياً، ثم تهيئه ليكون قنبلة متفجرة، أو حاملاً لحزام ناسف!

أما التائب هاني، فكان متوجّعاً من الجنون التحريضي، حكى عن أحد الدعاة قائلا: «كان يحرضني للذهاب إلى القتال، فيما هو يمنع ابنه من مجرد التسجيل في رياضة الفروسية، كان القبض علي منحة إلهية، ولولا ذلك لما كنت لأعلم أين أنا الآن، أما وضعي الحالي فهو أنني مدير تسويق عقاري في شركة كبرى».

تلك الشهادتان تختصران مآسي جيل من الشباب، وقع ضحية خطاب تحريضي متطرف، لأناس يرسلون أبناء الآخرين إلى نيران الصراع، مستخدمينهم حطباً بحروب جهنمية لا ترحم، بينما يرعون حفلات تخريج أبنائهم في أفضل الجامعات وأرقاها. يرسلون أبناءهم في بعثات الدولة إلى الجامعات الغربية، ويبعثون بأبناء الآخرين إلى حروب مستعرة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

فهل من يعي؟ وهل بقي من سيخدع بعد الآن؟!