كيف نسقط أسوار المتطرفين؟!
نقطة في بحر
الاثنين / 04 / ربيع الثاني / 1438 هـ الاثنين 02 يناير 2017 01:45
محمد العصيمي
مما ابتدعناه واكتفينا به، عطفاً على نشوء وانتشار الفكر المتزمت والإرهابي، أن الفكر يحارب بالفكر. وهذه خدعة يُكذبها واقعنا المأساوي الذي لم يفت الفكر المعتدل في عضده شروى نقير. أعني أن النقاش الفكري، عبر كتاب أو مقالة أو نص أدبي أو تغريدة، لا يؤدي إلى نتيجة، أو على أكثر تقدير، قد يؤدي إلى نتائج صغيرة أو نتائج خجولة وملتبسة لا تحدث التأثير المطلوب على مستوى الأفراد وعلى مستوى المجتمع ككل.
المتزمتون والتنويريون يعلمون أن كل ما يتداولونه على مستوى الأفكار هو (غزوات) خاطفة يحاول فيها كل طرف أن يأخذ الآخر إلى تياره. وأحيانا تكون هذه الغزوات حادة ومؤذية لما استقر عليه الناس من قناعات ومشاعر؛ ليس فقط فيما يقع تحت مظلة المتزمتين، بل أيضا ما يقع تحت مظلة التنويريين من هذه القناعات وهذه المشاعر التي يؤذيها المحافظون المتزمتون بردود أفعالهم وتوصيفاتهم الخارجة عن الدين والعرف والذوق العام.
إذا اتفقتم معي على ذلك فإنني أدعوكم، مع بداية السنة الجديدة، إلى مناقشة مسألة محاربة الفكر بالفكر وإعادة النظر فيها، لنتخلص أولاً من فكرة (الحرب) الواردة في المقولة ذاتها، ولنتجه ثانياً للتفكير في الحلول الصحيحة والأكثر نجاعة للتخلص من الأفكار المتزمتة والإرهابية وتحقيق سلامة الشباب منها ومن عواقبها على الوطن والمجتمع. من هذه الحلول أن نعمل على مقاومة فكر التزمت والإرهاب على أساس إستراتيجية ومنظومة فكرية ثقافية تشترك فيها كل مؤسسات المجتمع؛ من المدارس والجامعات إلى وسائل الإعلام ومنابر المساجد والمنتديات وكل ما له صلة بمخاطبة الفرد المتأثر، أو القابل للتأثر، بما استقرت عليه مدارس التزمت والتشدد ومدارس اللون الواحد الذي ينفي غيره من الألوان.
هذا يعني أننا سننتقل فعلا من حالة التقاذف الفكري، أو حروب الأفكار المباشرة ما بين التيارات، إلى حالة التأثير على الفرد من طفولته، في السنوات الدراسية التمهيدية والابتدائية، إلى شبابه وسنوات نضوجه في المراحل الثانوية والجامعية. ويعني أن ما سيؤثر في الفرد، بشكل عام، هو قاعدة فكرية مدروسة ومطبقة بعناية وإرادة صلبة من مؤسسات الدولة التي تملك قرار تمكين الفعل الفكري التنويري في مؤسساتها لمقاومة فكر المتطرفين وتحقيق وسطية الدين وقابلية جميع المواطنين للتعايش وإن اختلفوا في مذاهبهم وتياراتهم وآرائهم واختياراتهم.
القاعدة التي أنادي بها هنا هي (مقاومة الفكر المتطرف بمنظومة فكرية ثقافية وطنية) تُسقط شيئاً فشيئاً أفكار وأسوار المتزمتين والمتطرفين الذين خلت لهم الساحة لعقود طويلة ماضية. وهم، بالمناسبة، ما زالوا يقاومون مد الإرادة الوطنية الناشئة والراغبة بالتخلص من أفكارهم وآرائهم. تلك الآراء التي أدخلتنا في متاهات صعبة وحرجة في الداخل والخارج. وإذا لم نتحرك الآن لبناء هذه المنظومة والعمل على توفير أسبابها ووسائلها واشتراطاتها فإننا حتما سننتهي إلى أصعب مما انتهينا إليه سابقاً، وسنعض مزيدا من أصابعنا ندماً على تفريطنا بفرصة جديدة مواتية لإسقاط الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب والإرهابيين.
المتزمتون والتنويريون يعلمون أن كل ما يتداولونه على مستوى الأفكار هو (غزوات) خاطفة يحاول فيها كل طرف أن يأخذ الآخر إلى تياره. وأحيانا تكون هذه الغزوات حادة ومؤذية لما استقر عليه الناس من قناعات ومشاعر؛ ليس فقط فيما يقع تحت مظلة المتزمتين، بل أيضا ما يقع تحت مظلة التنويريين من هذه القناعات وهذه المشاعر التي يؤذيها المحافظون المتزمتون بردود أفعالهم وتوصيفاتهم الخارجة عن الدين والعرف والذوق العام.
إذا اتفقتم معي على ذلك فإنني أدعوكم، مع بداية السنة الجديدة، إلى مناقشة مسألة محاربة الفكر بالفكر وإعادة النظر فيها، لنتخلص أولاً من فكرة (الحرب) الواردة في المقولة ذاتها، ولنتجه ثانياً للتفكير في الحلول الصحيحة والأكثر نجاعة للتخلص من الأفكار المتزمتة والإرهابية وتحقيق سلامة الشباب منها ومن عواقبها على الوطن والمجتمع. من هذه الحلول أن نعمل على مقاومة فكر التزمت والإرهاب على أساس إستراتيجية ومنظومة فكرية ثقافية تشترك فيها كل مؤسسات المجتمع؛ من المدارس والجامعات إلى وسائل الإعلام ومنابر المساجد والمنتديات وكل ما له صلة بمخاطبة الفرد المتأثر، أو القابل للتأثر، بما استقرت عليه مدارس التزمت والتشدد ومدارس اللون الواحد الذي ينفي غيره من الألوان.
هذا يعني أننا سننتقل فعلا من حالة التقاذف الفكري، أو حروب الأفكار المباشرة ما بين التيارات، إلى حالة التأثير على الفرد من طفولته، في السنوات الدراسية التمهيدية والابتدائية، إلى شبابه وسنوات نضوجه في المراحل الثانوية والجامعية. ويعني أن ما سيؤثر في الفرد، بشكل عام، هو قاعدة فكرية مدروسة ومطبقة بعناية وإرادة صلبة من مؤسسات الدولة التي تملك قرار تمكين الفعل الفكري التنويري في مؤسساتها لمقاومة فكر المتطرفين وتحقيق وسطية الدين وقابلية جميع المواطنين للتعايش وإن اختلفوا في مذاهبهم وتياراتهم وآرائهم واختياراتهم.
القاعدة التي أنادي بها هنا هي (مقاومة الفكر المتطرف بمنظومة فكرية ثقافية وطنية) تُسقط شيئاً فشيئاً أفكار وأسوار المتزمتين والمتطرفين الذين خلت لهم الساحة لعقود طويلة ماضية. وهم، بالمناسبة، ما زالوا يقاومون مد الإرادة الوطنية الناشئة والراغبة بالتخلص من أفكارهم وآرائهم. تلك الآراء التي أدخلتنا في متاهات صعبة وحرجة في الداخل والخارج. وإذا لم نتحرك الآن لبناء هذه المنظومة والعمل على توفير أسبابها ووسائلها واشتراطاتها فإننا حتما سننتهي إلى أصعب مما انتهينا إليه سابقاً، وسنعض مزيدا من أصابعنا ندماً على تفريطنا بفرصة جديدة مواتية لإسقاط الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب والإرهابيين.