أخبار

أوباما وحراك ربع الساعة الأخير

زياد عيتاني (بيروت)

في الأمتار العشرة الأخيرة من ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة يحاول الرئيس أوباما أن يحقق ما لم يستطع أو ربما لم يرد أن يحققه طوال ولايتين له.

في ربع الساعة الأخير، ما قبل خروجه النهائي من البيت الأبيض يسعى أوباما لتسجيل نقاط على جبهتين، الأولى هي الجبهة ضد روسيا فهو إن فشل في إخراج روسيا من القرم ومن سورية، وانسحب أمامها في كثير من المواجهات، فهو عمد إلى إخراجها من بعض المقرات الرسمية الدبلوماسية داخل الأراضي الأمريكية تحت عنوان التنصت الروسي والقرصنة على مواقع مسؤولين أمريكيين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما اعتبره أوباما تدخلا روسيا سافرا. أما على الجبهة الأخرى وهي الجبهة مع إسرائيل، فإن قرار مجلس الأمن بشأن رفض الاستيطان الإسرائيلي ثم الهجوم على بنيامين نتنياهو شكلا ما يشبه بالصاروخ الأخير الذي يملكه أوباما فيw معركته مع نتنياهو، الذي عرقل أحلامه في السياسة الخارجية طوال ولايتين. هذا الصاروخ الذي قد يضر بالقضية الفلسطينية إذا وضعنا في الاعتبارات تصريحات الرئيس المنتخب ترمب «إن كل شيء سيتغير في 20 يناير» في إشارة واضحة لدعمه لحليفه نتنياهو. على خلفية كل ذلك يبقى السؤال المحور، وهو هل ينجح أوباما في الأمتار الأخيرة ما فشل فيه كل فترته الرئاسية بقسميها الأول والثاني؟ الإجابة عن هذا السؤال ليس عند أوباما وليس عند خصميه بوتين أو نتنياهو، بل هي موجودة عند خليفته في البيت الأبيض ترمب، الذي لم يتأخر بالإعلان عن ثلاث خطوات سيفعلها عندما يدخل البيت الأبيض، أولا تجاه إسرائيل فقال لها: صبرا حتى 20 يناير، وثانيا تجاه بوتين فأعلن إعجابه بذكائه وردة فعله على إجراءات أوباما تجاه البعثة الدبلوماسية الروسية، وثالثا تجاه أوباما نفسه عندما أعلن أنه سيلغي مراسيم رئاسية أصدرها أوباما.