أخبار

هذه الحقيقة.. كل شيء يتعلق بالبيت الأبيض

قواعد التفكير الجديدة في الأزمة السورية

عبدالله الغضوي (جدة)

يمكن القول إنه حتى الآن لم تمتص المعارضة السورية، وأطياف قوى الثورة عموما صدمة سقوط حلب، تلك الضربة التي تسعى المعارضة، ألا تكون عقدة أو كابوسا يراود المعارضة بين حين وآخر.. نعم سقوط حلب كان ضربة مؤلمة بعد أن كانت المعارضة تسيطر على جغرافية شبه دولة في الشمال السوري. أما اليوم فروسيا ولا أحد غيرها يتسيد الموقف في سورية.

مهما حاولت المعارضة التذاكي والحركة على المسرح الدولي فلا يوجد أمامها سوى خيارين لا ثالث لهما؛ الخيار الأول إنكار حالة الواقع بسقوط حلب ومحاولة إعادة الوضع الداخلي إلى ما قبل السقوط، ولهذا النوع من التفكير تكلفته العسكرية والسياسية والنفسية بين قواعد الثورة، فضلا عن كونه يتطلب قناعة دولية وإقليمية بالدرجة الأولى.. لكن في الحقيقة لا يبدو أن المجتمع الدولي مستعد لدفع أي تكلفة في الحالة السورية، بل اكتشفنا أن انهيار التوازن العسكري باكتساح روسيا لحلب عقبه هدوء في سورية، ما يعني أن الغرب في داخله ارتياح لسقوط حلب وانهيار التوازن العسكري الذي خفف الموت، خصوصا بعد أن ذهبت روسيا إلى اتفاق وقف إطلاق نار يعقبه اتفاق سياسي في الأستانة.

أما الخيار الثاني؛ ويمكن القول إنه الخيار المرّ للشعب السوري، وهو أن تقبل المعارضة السورية بالواقعية وتبدأ بمحادثات سياسية طويلة الأمد مع النظام السوري، وتدخل في صراع دولي على رحيل الأسد عن السلطة.. وفي جدلية طويلة وبيروقراطية المجتمع الدولي، ولا أعتقد أن مثل هذا الخيار من حيث المبدأ مقبول لدى السواد الأعظم من السوريين.

للأسف وتلك هي الحقيقة المرة؛ في الوضع السوري لا أحد يمتلك القدرة على القرار. فالكل مرتبط بالقطب العالمي الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، وقد خيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما آمال العالم كله بالتدخل لحسم الصراع في سورية، علما أن كل مؤهلات التدخل الإنساني والسياسي كانت متوافرة في الحالة السورية، ولكن لا أحد على الإطلاق يمتلك الإجابة حيال تردد أوباما وترك أبشع أنواع الحروب تدور على الأرض السورية.

اليوم في الفترة الانتقالية للإدارة الأمريكية الجديدة، الكل يترقب وصول رجل المفاجآت دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 من الشهر الجاري.. والكل يتهيأ إما لمغامرة جديدة في سورية. أو نقلة نوعية في الصراع إلى مستوى آخر، أو على الأقل اتخاذ قرار ما بالتشاور مع الروس.. الكل ينتظر ترمب وحتى ذلك اليوم ما علينا إلا أن نتفرج.