غروبٌ في الأرضِ، وشروقٌ في السماء، مدنٌ تضيق وأخرى تتسع، طيورٌ تهاجر وأخرى تعود، أملٌ يقترب وحلمٌ ينأى، سفرٌ داخل الروح ينسينا سفر شعث الأجساد، وفي رب السماوات السبع والأرضين السبع رجاءٌ ومستقر أمل.

مغادرة تتجاوز الألف ميل، ورحيل ينقضي برمش عين، قلوب يضمدها اللقاء، وأخرى يفرقها الغياب، لحظات وداعٍ أخيرة، وصرخة ولادةٍ أولى، جمعٌ من الباكين، وقافلةٌ ضاحكة، خطوةٌ أولى نحو الحياة، كثيرٌ من الوجوه، وقليلٌ من الحقيقة، أسماء تكرر وأخرى نادرة، حشدٌ عظيم وكلٌّ في فلك يسير، كلٌّ يمضي ويسعى، وآخرون متوقفون لا هم أحياء ولا هم ميتون، لا أثر لهم يذكر، يكبرون عُرْفًا وتتقازم أعمارهم، يتجهون نحو آخر خطوةٍ متعثرة!

يَكْبُرُ الصغار، ويسقط الكبار، وهم بين ضجيج الدنيا وصمتها لا يُكْتَب لهم جميلٌ يذاع، أو برٌ يُخْفى، مُهْمِلون ومُهْمَلون، يرمون بخساراتهم إلى الظروف، وبخيباتهم إلى من حولهم، لهم لحظتان حقيقيتان لحظة سقوطهم البكر إلى هذا الفلك العظيم، ولحظة نزع روحهم إلى عالم آخر، هناك لهم حياة دون حياة، برزخٌ وحساب، فيكونون موتى وراحلون!

halimah.omer@hotmail.com