تركي الفيصل يسرد سيرة أبيه: الملك والإنسان
بحضور أمير منطقة الجوف في افتتاح معرض «شاهد وشهيد»
الأربعاء / 06 / ربيع الثاني / 1438 هـ الأربعاء 04 يناير 2017 03:04
عبدالعزيز المشيطي (القريات)
افتتح رئيس مجلس إدارة مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمشرف العام على المعرض الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز وأمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز في جامعة الجوف أمس (الثلاثاء) معرض الملك فيصل (شاهد وشهيد)، واطلعا على اللوحات الفنية التي يقوم برسمها عدد من الفنانين التشكيليين من جميع مناطق المملكة والذي يشرف عليه الفنان التشكيلي الأستاذ نصير السمارة.
من جهته، سرد الفيصل قصة تكليف الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ابنه الملك فيصل بن عبدالعزيز، بالمشاركة في مؤتمر السلام بعد الحرب العالمية الأولى، بدعوةٍ من الحكومة البريطانية، إذ أبحر في باخرةٍ من البحرين إلى الهند ومن ثم إلى بريطانيا وهو لايزال في الثالثة عشرة من عمره، فكان الإنجليز عندما رأوه بهذه السن اعتقدوا أنهم يأخذونه بعفويّة في استقباله، إذ لم يكن الاستقبال بذات المستوى الذي أتت به دعوتهم لوالده لحضور المؤتمر. وأضاف الفيصل «لم تمضِ عليه ليلة في مسكنه إلا ودعا مرافقيه، وقال: لنرحل من هذه البلاد، لنذهب إلى مقر المؤتمر في فرنسا». واتجهوا للميناء ليركبوا باخرة فرنسا وفعلاً وصلوا إلى الشاطئ الفرنسي، ليركض الإنجليز خلفهم يريدون إعادته لبريطانيا، وفعلاً وافق على ذلك وعاد لبريطانيا لكنه لقنهم درساً بعد أن تجاهلوا اللياقة في استضافته. وحكى الفيصل أن أحد السفراء في عهد الملك فيصل، قال إن المملكة العربية السعودية كلها تسير على ساعة الملك فيصل لدقة انضباطها، لما عُرف عنه من أهميّة الانضباط بالوقت.
وواصل الأمير تركي الفيصل، سرد قصص من حياة والده الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز، حاكياً أول مهمة قام بها «كقائد»، والتي كانت تتمثل في استعادة الوحدة بين عسير وسلطنة نجد وملحقاتها، وهو في السادسة عشرة من عمره. وقال: «كانت هذه المهمة غير مكلفة من ناحية الأرواح ولا من ناحية المادة، فخلال تجواله مع قبائل عسير وأهل المدن كانت المحبة والابتسامة تجمع الناس، حتى تم له الأمر وعاد إلى الرياض واستقبله الملك عبدالعزيز بأداء العرضة للافتخار والاعتزاز به». وروى الفيصل عن والده وبعض المصادر عن الخلاف الذي كان بين المملكة المتوكلية اليمنية في حينها والمملكة العربية السعودية، قائلاً: «كان يبدو أن للإمام يحيى ملك اليمن حينها أطماعاً في منطقة جازان ومنطقة نجران، وسعى لأن يفصل الرباط القوي الذي كان يجمع هذه المناطق مع بعضها بعضا، وقامت حرب لم تدم طويلاً لكنها كلّفت الكثير من ناحية العمل والأرواح وغيرها؛ من ضمن مَن كلفهم الملك عبدالعزيز، الملك فيصل، إذ كان حينها نائباً له في الحجاز، حيث كُلِّف بأن يتوجّه لمنطقة الساحل مروراً بجازان، لمواجهة القوات اليمنية على الحدود، والتي بعضها توغل لداخل منطقة جازان». وأضاف: «يقول والدي إنهم عندما وصلوا لمدينة ميدي، على الحدود في اليمن، وكان عليهم أن يعبروا في وادٍ سحيقٍ بين جبلين كبيرين، وكان واضحاً أن قوات الإمام يحيى مستحكمة في هذين الجبلين، قام الملك فيصل -رحمه الله- بإرسال السبور -الاستخبارات حالياً- وعلموا أن قوات الإمام يحيى لديها نوعٌ من السلاح بمدى معين، فخمن الملك فيصل مدى الأسلحة وأنها لن تصل لأسفل الوادي، فأمر الجيش بالمشي في الوادي، وأطلقت النيران عليهم ولم يُصب أي أحد منهم».
وأردف: «والدي قال لي: عندما شاهدت قوات الإمام يحيى الأمر قالوا إنهم محاطون بالجن وانسحب جيش الإمام من الموقع واستمر الملك عبدالعزيز في زحفه إلى أن وصل للحديدة، وكان قد أتى لهذه المهمة بنحو مائة سيارة وشاحنة وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذه الكثافة في معارك الجزيرة العربية، وكان بقية الجيش على الجمال والخيول يتأخرون عادة ليوم بعد السيارات».
من جهته، سرد الفيصل قصة تكليف الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ابنه الملك فيصل بن عبدالعزيز، بالمشاركة في مؤتمر السلام بعد الحرب العالمية الأولى، بدعوةٍ من الحكومة البريطانية، إذ أبحر في باخرةٍ من البحرين إلى الهند ومن ثم إلى بريطانيا وهو لايزال في الثالثة عشرة من عمره، فكان الإنجليز عندما رأوه بهذه السن اعتقدوا أنهم يأخذونه بعفويّة في استقباله، إذ لم يكن الاستقبال بذات المستوى الذي أتت به دعوتهم لوالده لحضور المؤتمر. وأضاف الفيصل «لم تمضِ عليه ليلة في مسكنه إلا ودعا مرافقيه، وقال: لنرحل من هذه البلاد، لنذهب إلى مقر المؤتمر في فرنسا». واتجهوا للميناء ليركبوا باخرة فرنسا وفعلاً وصلوا إلى الشاطئ الفرنسي، ليركض الإنجليز خلفهم يريدون إعادته لبريطانيا، وفعلاً وافق على ذلك وعاد لبريطانيا لكنه لقنهم درساً بعد أن تجاهلوا اللياقة في استضافته. وحكى الفيصل أن أحد السفراء في عهد الملك فيصل، قال إن المملكة العربية السعودية كلها تسير على ساعة الملك فيصل لدقة انضباطها، لما عُرف عنه من أهميّة الانضباط بالوقت.
وواصل الأمير تركي الفيصل، سرد قصص من حياة والده الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز، حاكياً أول مهمة قام بها «كقائد»، والتي كانت تتمثل في استعادة الوحدة بين عسير وسلطنة نجد وملحقاتها، وهو في السادسة عشرة من عمره. وقال: «كانت هذه المهمة غير مكلفة من ناحية الأرواح ولا من ناحية المادة، فخلال تجواله مع قبائل عسير وأهل المدن كانت المحبة والابتسامة تجمع الناس، حتى تم له الأمر وعاد إلى الرياض واستقبله الملك عبدالعزيز بأداء العرضة للافتخار والاعتزاز به». وروى الفيصل عن والده وبعض المصادر عن الخلاف الذي كان بين المملكة المتوكلية اليمنية في حينها والمملكة العربية السعودية، قائلاً: «كان يبدو أن للإمام يحيى ملك اليمن حينها أطماعاً في منطقة جازان ومنطقة نجران، وسعى لأن يفصل الرباط القوي الذي كان يجمع هذه المناطق مع بعضها بعضا، وقامت حرب لم تدم طويلاً لكنها كلّفت الكثير من ناحية العمل والأرواح وغيرها؛ من ضمن مَن كلفهم الملك عبدالعزيز، الملك فيصل، إذ كان حينها نائباً له في الحجاز، حيث كُلِّف بأن يتوجّه لمنطقة الساحل مروراً بجازان، لمواجهة القوات اليمنية على الحدود، والتي بعضها توغل لداخل منطقة جازان». وأضاف: «يقول والدي إنهم عندما وصلوا لمدينة ميدي، على الحدود في اليمن، وكان عليهم أن يعبروا في وادٍ سحيقٍ بين جبلين كبيرين، وكان واضحاً أن قوات الإمام يحيى مستحكمة في هذين الجبلين، قام الملك فيصل -رحمه الله- بإرسال السبور -الاستخبارات حالياً- وعلموا أن قوات الإمام يحيى لديها نوعٌ من السلاح بمدى معين، فخمن الملك فيصل مدى الأسلحة وأنها لن تصل لأسفل الوادي، فأمر الجيش بالمشي في الوادي، وأطلقت النيران عليهم ولم يُصب أي أحد منهم».
وأردف: «والدي قال لي: عندما شاهدت قوات الإمام يحيى الأمر قالوا إنهم محاطون بالجن وانسحب جيش الإمام من الموقع واستمر الملك عبدالعزيز في زحفه إلى أن وصل للحديدة، وكان قد أتى لهذه المهمة بنحو مائة سيارة وشاحنة وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذه الكثافة في معارك الجزيرة العربية، وكان بقية الجيش على الجمال والخيول يتأخرون عادة ليوم بعد السيارات».