أين مكتباتنا العامة؟
الجمعة / 08 / ربيع الثاني / 1438 هـ الجمعة 06 يناير 2017 02:23
ياسين البهيش
بدأ التعلّم باختراع الحروف التي تتكون منها الكتابة فى المجتمعات البشرية كافة بلغاتهم المتعددة، فبالكتابة نسجل المعلومة (كي لا تضيع بالنسيان) وقد قيل قديما: (كل علم ليس في القرطاس ضاع). فكانت المخطوطات التي نقلت إلينا تجارب وعلوم ومعارف الأسبقين، ثم جاءت الترجمة باكتشاف حجر (رشيد) وهي لوحة صخرية كانت مغمورة في البحر المتوسط قرب منطقة رشيد في الدلتا بمصر، فاستطاعوا فك شيفرة الكتابة الهيروغليفية الفرعونية القديمة بواسطة النصوص الإغريقية والرومانية التي هي ترجمة للنص الفرعوني.
وترجمت مخطوطات العلماء العرب في المجالات العلمية كافة، إلى اللغات الغربية فاستفاد الغرب من علومهم، التي مهدت للصناعات الحديثة القائمة على تلك الأسس العلميه بدءا من عدسات التلسكوب فالتصوير والتلفزيون، ثم الآلات والمحركات والطيران والفضاء والأجهزة كافة.
تخلف سكان منطقة الشرق الأوسط عن اللحاق بالغرب تصنيعيا، نتيجة العزوف عن القراءة، حيث تم الحجر على معظم المؤلفات الغربية والتي منها تراجم مخطوطات كتب العلماء المسلمين لتحسسهم من بعض المؤلفات وما فيها من فلسفة وعلم المنطق، وأساؤوا فهمها وتفسيرها، ولذلك جرى التحفظ على معظم الكتب والمؤلفات، ما عدا ما يرونه مناسباً لمنطقتهم.
وأمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإقامة معارض الكتاب، لإعادة المجتمع إلى عالم الكتب والمعرفة، وتمت مواجهة المعارض، وإحداث بعض الفوضى من قِبَل البعض نتيجة ظنهم أن الكتب القادمة من خارج الحدود قد تحمل أفكارا ضارة، مع أن المجتمع قد أصبح مجتمعاً راشدا ناضجاً نتيجة التعليم العام والجامعي منذ تأسيس الدولة السعودية.
وكما أن المساجد منارات عبادة، وصلة بين العبد وربه، فإن المكتبات العامة بالمعايير العالمية الصحيحة هي منارات علم ومعرفة، فعلينا إقامة المكتبات العامة في المواقع الإستراتيجية وبالعدد الكافي، لأنها من أعظم أوجه الخير، وقد فطن إلى ذلك الأقدمون فأنشأوا مكتبات عامة على حسابهم الخاص كمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة وغيرها، وجعلوها وقفاً، وأنشأوا لها الأوقاف للصرف عليها، وهى تدعم المكتبة العامة التابعة للدولة، فكما يتسابق الأهالى في إنشاء المساجد، فإن إنشاء المكتبات بأهمية إنشاء المساجد، خصوصا أنها توفر مراجع لطلاب العلم وتلاميذ المدارس ومنسوبي الجامعات، ويجد فيها الشباب ما يملأ وقتهم بدل إضاعتها فيما لا نفع فيه.
وفي حال توافرت في مدننا المكتبات العامة بالمعايير العالمية مع نظام الإعارة وكوفيشوب داخلي وخدمات الطباعة والنت، فلن نحتاج إلى دور سينما وقاعات مسارح وفعاليات أخرى.
albohaishkaram@gmail.com
وترجمت مخطوطات العلماء العرب في المجالات العلمية كافة، إلى اللغات الغربية فاستفاد الغرب من علومهم، التي مهدت للصناعات الحديثة القائمة على تلك الأسس العلميه بدءا من عدسات التلسكوب فالتصوير والتلفزيون، ثم الآلات والمحركات والطيران والفضاء والأجهزة كافة.
تخلف سكان منطقة الشرق الأوسط عن اللحاق بالغرب تصنيعيا، نتيجة العزوف عن القراءة، حيث تم الحجر على معظم المؤلفات الغربية والتي منها تراجم مخطوطات كتب العلماء المسلمين لتحسسهم من بعض المؤلفات وما فيها من فلسفة وعلم المنطق، وأساؤوا فهمها وتفسيرها، ولذلك جرى التحفظ على معظم الكتب والمؤلفات، ما عدا ما يرونه مناسباً لمنطقتهم.
وأمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإقامة معارض الكتاب، لإعادة المجتمع إلى عالم الكتب والمعرفة، وتمت مواجهة المعارض، وإحداث بعض الفوضى من قِبَل البعض نتيجة ظنهم أن الكتب القادمة من خارج الحدود قد تحمل أفكارا ضارة، مع أن المجتمع قد أصبح مجتمعاً راشدا ناضجاً نتيجة التعليم العام والجامعي منذ تأسيس الدولة السعودية.
وكما أن المساجد منارات عبادة، وصلة بين العبد وربه، فإن المكتبات العامة بالمعايير العالمية الصحيحة هي منارات علم ومعرفة، فعلينا إقامة المكتبات العامة في المواقع الإستراتيجية وبالعدد الكافي، لأنها من أعظم أوجه الخير، وقد فطن إلى ذلك الأقدمون فأنشأوا مكتبات عامة على حسابهم الخاص كمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة وغيرها، وجعلوها وقفاً، وأنشأوا لها الأوقاف للصرف عليها، وهى تدعم المكتبة العامة التابعة للدولة، فكما يتسابق الأهالى في إنشاء المساجد، فإن إنشاء المكتبات بأهمية إنشاء المساجد، خصوصا أنها توفر مراجع لطلاب العلم وتلاميذ المدارس ومنسوبي الجامعات، ويجد فيها الشباب ما يملأ وقتهم بدل إضاعتها فيما لا نفع فيه.
وفي حال توافرت في مدننا المكتبات العامة بالمعايير العالمية مع نظام الإعارة وكوفيشوب داخلي وخدمات الطباعة والنت، فلن نحتاج إلى دور سينما وقاعات مسارح وفعاليات أخرى.
albohaishkaram@gmail.com