كتاب ومقالات

حسين الأهلي والنصر.. والحلم المشبوه

ومضات أمل

فهد البندر

كانت وما زالت الفبركات الإعلامية تصنع نجوماً من ورق ويتصدرون الصفحات الإعلامية وهؤلاء النجوم المزعومون ما هم إلا فقاعات صابونية ما تلبث أن تختفي أو هم كحبات الثلج الصغيرة التي يذيبها بصيص الضوء حين يسلط عليها .رزح النجم (الإعلامي) حسين عبدالغني _ الذي مثل المنتخب وناديين يعتبران من بقية كبار الفرق السعودية_ على صفحات الإعلام ردحاً من الزمن، وهو في عيون محبيه (فلتة زمانه) لكن الحقائق التي يجهلها أو يتجاهلها الكثيرون، تقف واضحة جليّة ولا بد من الوقوف عندها، لتعي الأجيال القادمة ما يجب تجنبه والابتعاد عنه، في سِيَر اللاعبين .

يقول الكابتن المحبوب ماجد عبدالله معلقاً على أحد مواقف عبدالغني السيئة وهي كُثُر :

(الكابتن لازم يكون قدوة، لازم يكون محبوب من الحكام والمنافسين والزملاء)

تضج وسائل الإعلام بمشكلة مدرب النصر الحالي زوران ماميتش مع عبدالغني وكأن الأمر جديدٌ على عبدالغني أو مستغرب وغريب عليه ،كلنا نعلم أن عبدالغني لاعبٌ سيئ الأخلاق (الرياضية).

والوقائع كثيرة وموثقة، وسأورد لكم غيضا من فيض :

مباراة نهائي كأس آسيا في الإمارات عندما استفزه اللاعب الكبير زهير بخيت فلطم وركل وانبرش فطُرد وكاد أن يضيع علينا كأس البطولة بسبب حماقته.

في مباراة أوزبكستان التي سجل فيها اللاعب الكبير سامي الجابر هدفاً سينمائياً، أخفق عبدالغني في الحفاظ عليه فخسر منتخبنا بالتعاد ل والمباراة تلفظ أنفاسها.

سجل سامي أيضا على المنتخب التونسي هدفاً في نهائيات كأس العالم وأخفق عبدالغني مرة أخرى وأفقدنا الفوز والمباراة في رمقها الأخير عندما أعاد الكرة لزياد الجزيري وسجل راضي الجعايدي هدفه القاتل في شباكنا.

جاءت مباراة الملحق مع منتخب البحرين فتقدمنا وأخفق عبدالغني مرتين إذا ولج مرمانا هدفان بسبب اخفاق عبدالغني وخرجنا من كأس العالم تلك.

كان عبدالغني في صفوف الأهلي فقاد الأهلي في مبارة (التسدّح) كما يسميها الجمهور، وانتهت أمام الشباب بنتيجةً كارثية لا تليق بفريق كبير كالأهلي وكان السبب الرئيس فيها عبدالغني، كان عبدالغني وما زال سببا في نرفزة زملائه أثناء المباريات، بل إنه يتجاوز ذلك إلى المنافسين فيخرج المباريات من إطار التنافس الشريف الأخلاقي إلى سوء الأخلاق (الرياضية)، باللكم والوكز والصفع والشتم والسباب، ويناله أيضاً من سوئها ما يناله، ولنا في حادثة حسن خليفة عندما صفعه أمام الملأ في مشهد آلمنا جميعاً قبل أن يؤلم عبدالغني، واتخذت القيادة الرياضية موقفا حازما ضد خليفة، مع أنني أعلم أن حسن خليفة رجل رشيد عاقل لكنه سقط في وحل عبدالغني الذي يصنعه لنفسه ولمنافسيه، ولنا أيضاً مثالٌ فيما جرى له مع مرزوق العتيبي وأسامة المولد عندما جلداه بعصا علم (الكورنر) جلداً مبرحاً، صعّده عبدالغني إلى المحاكم وأخرجه من أبوابها الخلفية.

والمواقف كثيرة جداً لا يسعنا الإتيان بها كلها.

تجاوز عبدالغني على زملائه ومنافسيه، فضرب وركل وصفع وبصق وانبرش عليهم وطُرد وأُوقف وفشل وأفشل وأخفق وتجرع غيره مرارة إخفاقه، ولكنه لم يستفد من كل هذه الدروس، ولعلي استذكر بعضاً من ضحاياه، ومنهم الدوخي ومحمد نور وتيسير آل نتيف وطلال المشعل ومشعل السعيد ومحمد أمين حيدر ورادوي والإماراتي حسن سعيد ولاعبون كثر لا يسعني ذكرهم جميعاً.

لم تتخذ إدارتا الناديين (أعني الأهلي والنصر) اللذين لعب لهما عبدالغني مواقف حازمة ضده لحماية النشء من النظرإلى ممارساته السيئة البليدة، ولا اتخذ المسؤولون عن الرياضة ضده قراراً بإبعاده عن الكرة مدى الحياة، ليتعظ غيره، بل صفق له عدد من الإعلاميين والجمهور الذين لا يعون أخلاقيات التنافس الشريف، ولا يدركون مخرجاته على أجيال الوطن القادمة، وليت محبيه ومشجعيه ومن صفقوا لحماقاته نصحوه بالذهاب لمصحةٍ نفسيةٍ يتداوى من عاهته التي أساءت له وأساءت لمجتمعنا الرياضي أمام المنافسين.

بقي عبدالغني يبث سمومه في رياضتنا حتى طفح كيل العقلاء، وقبيل نهايته خرج لنا بالحلم المشبوه الذي نشرته هذه الصحيفة ونقلته عن مقربين له بأنه يحلم بقيادة المنتخب السعودي في كأس العالم القادمة حسب وعدٍ قطعه له شخصية رياضية فاعلة في الرياضة السعودية (على حد ما نشرت «عكاظ»)

والسؤال الأكثر أهميةً من معرفة هذه الشخصية هو :

هل هذه الشخصية هي من أبقت على مثل هذه النماذج من اللاعبين سيئي الأخلاق (الرياضية) في رياضتنا وبين أطفالنا ورسمت صورة مشوهة عن رفاق سامي والتمياط والمصيبيح وأحمد جميل والخليوي وعبدالجواد وصالح خليفه ومحيسن وماجد.

وقفة :

ليت من أتى بخبر «عكاظ» كشف لنا اسم هذه الشخصية الفاعلة في رياضتنا كي يتسنى للأجيال محاكمتها بسبب إبقاء السوء والصبر عليه في رياضتنا.