الناس

ليلى تودع ثالثة ابتدائي تحت إطارات سيارة متهورة

استعدت لاختبار «لغتي».. وتوفيت عند بوابة المدرسة

الطالبة ليلى مع أشقائها.

محمد مكي (جازان)

خيمت حالة من الحزن والأسى على مدرسة أبو السلع الابتدائية للبنات التابعة لتعليم صبيا أمس، برحيل الطالبة ليلى بنت محمد علي حديدي، في حادثة دهس تعرضت لها أمام بوابة المدرسة، لتنتهي المسيرة التعليمية لطالبة الصف الثالث وقبل أن تدخل القاعة لأداء اختبار مادة «لغتي».وسرد حارس المدرسة محمد إبراهيم غالب تفاصيل الحادثة لـ«عكاظ»، مشيرا إلى أنه يحرص على تفقد الطالبات قبل دخول المدرسة، واعتاد من السائق أن يوقف الحافلة أمام بوابة المرحلة المتوسطة والثانوية المجاورة لمبنى الابتدائية، لتنزل الطالبات ويتوجهن بأمان إلى مدرستهن.

واستدرك بالقول: «لكن للأسف كان يوم أمس مختلفا، فالسائق الجديد، أوقف الحافلة في الجهة الأخرى، ما يستدعي عبور الصغيرات الطريق الذي يخلو من المطبات الاصطناعية، وحين نزلت ليلى لقطع الطريق مع شقيقتها تعرضت للدهس»، مشيرا إلى أنه حين وقعت الحادثة كان مشغولا بإدخال الطالبات حتى لا يخرجن من المدرسة للشارع.

وأفاد أنه حين سمع صوت الاصطدام توقع أن يكون أحد الشباب الطائشين يمارس التفحيط، ولم يتوقع أن تكون ليلى تعرضت للدهس، حتى سمع صراخ البنات، مبينا أنه تفقد الموقع ووجد كثيرا من المتجمهرين، فحمل الصغيرة فورا إلى مستشفى صبيا العام، إلا أنها فارقت الحياة قبل الوصول إليه.

وذكر الحارس غالب أنهم يطالبون ومنذ ما يزيد على ثلاث سنوات بتنفيذ مطبات صناعية أمام المدرسة، ولكن دون جدوى.

وروى عدد من صديقات ليلى وهن يغالبن دموعهن تفاصيل ما حدث، مشيرات إلى أنهن كن يراجعن مادة لغتي في الحافلة، وحين توقفت في الجهة الأخرى من الطريق حاولت ليلى الوصول إلى المدرسة فارتطمت بها سيارة مسرعة، وألقت بها على بعد بضعة أمتار، فهرع المارة وأولياء الأمور لإنقاذها، إلا أنها فارقت الحياة.

واتفقن على أن الحزن خيم على المدرسة وسادها حالة من الأسى، ولم يستطعن أداء الاختبار، سائلات الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم ذويها الصبر وحسن العزاء.

وأوضحت الطالبات أن ليلى يتيمة الأب ووالدتها كفيفة، كما يعاني ثلاثة من أشقائها من الغشاوة في البصر، وتعيش أسرتها في ظروف معيشية صعبة، وتفاقمت معاناتهم برحيل ليلى.

إلى ذلك، رصدت «عكاظ» تواجد لجنة من وزارة التعليم بمدرسة الطالبة لكشف ملابسات الحادثة وتقديم التعازي والمواساة لمنسوبي المدرسة، كما باشر الحادثة مدير الأمن والسلامة بتعليم صبيا ومدير خدمات الطلاب ومنسق تعليم البنات ومدير الإعلام التربوي ومديرة مكتب التعليم بصبيا والجهات الأمنية من شرطة المحافظة ومرور صبيا.

وقدم مدير تعليم صبيا الدكتور عسيري بن أحمد الأحوس أحر التعازي وأصدق المواساة لأسرة الطالبة ليلى حديدي، ولمنسوبات المدرسة كافة، سائلا الله عز وجل أن يتقبلها بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.