ثقافة وفن

العليان: «مصادر التعلم» ثمرة المشروع الثقافي لعشق الكتاب

فهد العليان

حاورته: أروى المهنا

إيماناً بأهمية القراءة ودورها الفاعل في نشر العلم والثقافة والتي تعد من أهم العوامل وأساسها لتقدم الشعوب والمجتمعات وإدراكاً لحاجة المجتمع بشرائحه المختلفة للتزود بالعلوم والمعارف والنهل من معين الكتاب كان مشروع القراءة مشروعاً ثقافياً وطنياً لتجديد الصلة بالكتاب المتمثل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض كمقر للأمانة العامة الراعية لهذا المشروع، ويشير الدكتور فهد العليان مدير المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب إلى أن الاهتمام بالقراءة ونشر الوعي يعد أحد المتطلبات الحضارية لنهضة الأمم وتقدمها، ولكي تُحقِّق مشروعات التنمية أهدافها وتلحق بركب الدول الصناعية والمنتجة لا بد أن تجعل القراءة والثقافة هدفًا وغاية تسعى إلى بناء مجتمع قارئ.

• ما الرؤية من وراء هكذا مشروع؟

•• إن مجتمعنا يجب أن يكون قارئا، لما تمثله القراءة من أهمية خاصة في حياة الإنسان فهي أداة تنمي قدراته العقلية وتضاعف فرص خبراته الإنسانية، وتزوده بالحكمة والمعرفة والتذوق والاستمتاع، وتساعده على النجاح في العمل الذي يحترفه أيًا كانت طبيعته، وذلك من منطلق أن الميل للقراءة يحفز على التربية الذاتية المستمرة، تربية الفرد نفسه بنفسه وتوسيع ثقافته، وتدريب خياله وتنمية ذوقه ووجدانه والتزود من ألفاظ اللغة وأساليبها، والاستفادة من التراث الفكري، وما أنتجه عقول العلماء والباحثين وغيرهم.• ما أهم العوائد المتوقعة؟

•• يهمنا في هذا المشروع تحصين المجتمع ومساعدته على معرفة عادات وثقافات الشعوب في العصر الحاضر وهذا من أسباب نشر السلام والتعاون بين الأفراد والمجتمعات، هذا واحتوى مشروع القراءة على فعاليات عدة منها «مهرجان القراءة الحرة، ملتقى تجاربهم في القراءة، القراءة في المطارات، مصادر التعلم المتنقلة، المكتبة المتنقلة»، ويأتي المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ليسهم في دعم مسيرة نشر ثقافة القراءة والتشجيع عليها وفيما يتعلق بفعالية حافلات القراءة التي يشرف عليها المشروع.

• إلى ماذا يهدف مشروع القراءة الوطني لتجديد الصلة بالكتاب؟

•• تهدف هذه المصادر إلى إتاحة الفرصة لمختلف شرائح المجتمع في الأماكن العامة والحدائق للاستفادة من أوقاتهم بالقراءة الحرة للمتعة والفائدة وقد حققت بفضل الله نجاحا واضحا، إذ احتفى جمهور الناس بالحافلتين اللتين تحويان أكثر من خمسين عنوانا مختلفا يناسب الأطفال والشباب والكبار، كما أن كثيرا من مرتادي الحدائق العامة أصبحوا شركاء متعاملين مع هاتين الحافلتين بما تحويانه من كتب متنوعة وقصص للأطفال، هذا واستضافت مكتبة الملك عبدالعزيز في فعالية تجاربهم في القراءة كلا من الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور سعد البازعي، الدكتور خالج جلبي، عبدالفتاح أبومدين، إبراهيم البليهي، أميمة الخميس، وأسماء كبيرة لها دور بارز في الحقل الثقافي.• ماذا عن تجربة المشروع في مطار الملك خالد الدولي؟

•• يهدف المشروع إلى توفير مجموعة من الكتب المناسبة وإتاحتها بين أيدي المسافرين عبر مطارات المملكة في الصالات الدولية والداخلية لإتاحة الفرصة لهم لممارسة نشاط القراءة مجاناً، والاستفادة من أوقات الانتظار بما ينفع ويفيد من خلال الاطلاع على إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وكتب أخرى منتقاة، وأنا على ثقة بأن هذا المشروع الذي يسعى إلى غرس حب القراءة والتواصل مع الكتاب عبر مطارات المملكة سيحقق الفائدة بحول الله، وأن الإنفاق على هذه الفكرة، بأي شكل من الأشكال، لن يكون خسارة، وربما سيفتح المجال لجهات أخرى عدة لتعزيز هذا الجانب كوزارة الثقافة والإعلام والمكتبات الوطنية.• رسالتك إلى أبناء هذا الوطن؟

•• أطمح بأن تصبح القراءة ثقافة حقيقية يمارسها الناس في مختلف أوقاتهم وأن يذهب المجتمع للكتاب في أوقات انتظارهم من خلال الكتاب الورقي أو القراءة الإلكترونية عبر الأجهزة الذكية التي تتيح لنا جميعا الاطلاع على خزائن المكتبات بكل يسر وسهولة.