مصلون يأتون للجمعة لشرح الصدور وخطباء يضيقونها
السبت / 16 / ربيع الثاني / 1438 هـ السبت 14 يناير 2017 01:52
علي الرباعي (الباحة)
لا تجري الرياح غالباً وفق ما تشتهي السفن، ولا يتحقق لبعض أفراد المجتمع ما يطمحون إليه كل جمعة. برغم أنهم يستعدون منذ الصباح لأداء الصلاة. ينطلقون سيرا أو بسياراتهم ليقرأوا ما تيسر من كتاب الله. مؤملين أن يستمعوا إلى خطبة معتمدة على الرقائق الآسرة للقلوب. تخفف ثقل الروح. وتستل من أنفسهم متاعب وشقاء أسبوع مليء بالمنغصات. إلا أنه يبدو أن شريحة من خطباء لم يقدروا المنبر حق قدره. ولم يحترموا قداسة الجمعة. ولا حصانة المصلين. مغفلين أن أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام جعل منه منصة إعلامية لبث روح التسامح والألفة وأخذ الناس إلى الحق بالتي هي أحسن.
ما يؤسف أن بعض الخطباء خرج بالمنبر عن رسالته الأولى. واعتمد المؤدلجون والحزبيون تسييسه واستغلاله لأهداف تيارية مشبوهة. واختاروا أن يحولوه من منبر دعوة إلى الحق إلى منبر تضييق على المجتمع مستغلين ما يهب المنبر من سلطة، كون آداب الجمعة تلزم الحضور بالصمت. والإصغاء. وتحرم الكلام والإمام يخطب ما يحيل بعض الخطباء إلى مستبدين، إذ يمدد الوقت حسب مزاجه. ويختار الموضوعات وفق ميوله، وينتقي الدعاء على من يشاء بما شاء، ويرى بعض الخطباء أن دوره يتعدى الوعظ فهو مصلح اجتماعي وأسري ما يدفعه إلى أن يكون نابش أسرار البيوت. وربما لا يتورع عن الإفتاء والرقية ليغدو مع الوقت صاحب كرامات، معتمداً على كتيبات وأشرطة وعظية صدئة ولا غرابة أن يستشعر أنه سلطة إضافية فتارة يهدد ويتوعد ويزبد ويرعد ويصنّف ويحاكم.
يرى المدير السابق لفرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة فهيد البرقي أن منبر الجمعة أشرف منبر على وجه الأرض. ما يستدعي أن يكون الشرف حاضراً ومتزامناً شرف المكان وشرف الزمان وشرف الإنسان خطيباً ومستمعاً. لافتاً إلى أن المأثور عن النبي عليه السلام أن خطبته تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة. الحكمة التي تبدأ بالعلم الشرعي المؤهل. والموعظة الحسنة وتعتمد الأسلوب الراقي المشوق السامع والمؤثر بالخير في الناس. والمخرج لهم من التوتر والانفعال، خصوصاً في هذا الزمن. وأبدى البرقي تحفظه على من يريد تحويل منبر الجمعة إلى منبر خاص له يطرح فيه ما يشاء من قناعات وأفكار وإعلان انتماءات ليست من الإسلام كونها لا تعتد بالسمع والطاعة. وبعيدة عن تبليغ رسالة من بعثه الله رحمة للعالمين والرحمة دون شطط ولا تنفير ولا عبارات جارحة أو تشهير أو إخراج المنبر من هداية الناس إلى طرح القضايا التي تشبع بها الناس عبر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي.
البرقي لفت إلى أن المصلين يأتون إلى الجمعة لسماع ما يشرح صدورهم ويخفف آلامهم ويقوي عزائمهم وصلتهم بربهم ويبعث في نفوسهم الآمال والتفاؤل الحسن. وتذكيرهم بمزايا الوطن والحفاظ على نعمة الأمن واللحمة الوطنية.
وعلى ذات السياق، يرى الكاتب محمد الحميد أن من مزايا ديننا الحنيف أن خصّ الله تعالى يوم الجمعة بالقداسة والطهر، وجعله فرصة لعباده المؤمنين للاجتماع على طاعته والاستماع لخطبتين وعظيتين دعويتين تحثانهم على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، وتشوقانهم لمكارم الأخلاق وتأمرانهم بالمعروف وتنهيانهم عن المنكر لينصرفوا بنفوس راضية مرضية فرحين بما نالوه من النفحات الروحانية والدعوات الصالحات التي جاد بها إمامهم بنهاية الخطاب. موضحاً أن من فقه الخطيب عدم التطرق للأمور السياسية أو ما يدعو للتفرقة والتشرذم وشق عصا الطاعة والشذوذ عن الجماعة والتهييج والإثارة كونه محذورا لما يترتب عليه من إيقاظ للفتنة وجلب المصائب وزعزعة الأمن وإيغار الصدور والتغرير بشبابنا وإقحامهم بموارد التهلكة وحثهم على الذهاب للخارج بحجة الجهاد الذي لا يمكن إعلانه للعامة إلا بموافقة ولي الأمر.
ما يؤسف أن بعض الخطباء خرج بالمنبر عن رسالته الأولى. واعتمد المؤدلجون والحزبيون تسييسه واستغلاله لأهداف تيارية مشبوهة. واختاروا أن يحولوه من منبر دعوة إلى الحق إلى منبر تضييق على المجتمع مستغلين ما يهب المنبر من سلطة، كون آداب الجمعة تلزم الحضور بالصمت. والإصغاء. وتحرم الكلام والإمام يخطب ما يحيل بعض الخطباء إلى مستبدين، إذ يمدد الوقت حسب مزاجه. ويختار الموضوعات وفق ميوله، وينتقي الدعاء على من يشاء بما شاء، ويرى بعض الخطباء أن دوره يتعدى الوعظ فهو مصلح اجتماعي وأسري ما يدفعه إلى أن يكون نابش أسرار البيوت. وربما لا يتورع عن الإفتاء والرقية ليغدو مع الوقت صاحب كرامات، معتمداً على كتيبات وأشرطة وعظية صدئة ولا غرابة أن يستشعر أنه سلطة إضافية فتارة يهدد ويتوعد ويزبد ويرعد ويصنّف ويحاكم.
يرى المدير السابق لفرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة فهيد البرقي أن منبر الجمعة أشرف منبر على وجه الأرض. ما يستدعي أن يكون الشرف حاضراً ومتزامناً شرف المكان وشرف الزمان وشرف الإنسان خطيباً ومستمعاً. لافتاً إلى أن المأثور عن النبي عليه السلام أن خطبته تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة. الحكمة التي تبدأ بالعلم الشرعي المؤهل. والموعظة الحسنة وتعتمد الأسلوب الراقي المشوق السامع والمؤثر بالخير في الناس. والمخرج لهم من التوتر والانفعال، خصوصاً في هذا الزمن. وأبدى البرقي تحفظه على من يريد تحويل منبر الجمعة إلى منبر خاص له يطرح فيه ما يشاء من قناعات وأفكار وإعلان انتماءات ليست من الإسلام كونها لا تعتد بالسمع والطاعة. وبعيدة عن تبليغ رسالة من بعثه الله رحمة للعالمين والرحمة دون شطط ولا تنفير ولا عبارات جارحة أو تشهير أو إخراج المنبر من هداية الناس إلى طرح القضايا التي تشبع بها الناس عبر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي.
البرقي لفت إلى أن المصلين يأتون إلى الجمعة لسماع ما يشرح صدورهم ويخفف آلامهم ويقوي عزائمهم وصلتهم بربهم ويبعث في نفوسهم الآمال والتفاؤل الحسن. وتذكيرهم بمزايا الوطن والحفاظ على نعمة الأمن واللحمة الوطنية.
وعلى ذات السياق، يرى الكاتب محمد الحميد أن من مزايا ديننا الحنيف أن خصّ الله تعالى يوم الجمعة بالقداسة والطهر، وجعله فرصة لعباده المؤمنين للاجتماع على طاعته والاستماع لخطبتين وعظيتين دعويتين تحثانهم على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، وتشوقانهم لمكارم الأخلاق وتأمرانهم بالمعروف وتنهيانهم عن المنكر لينصرفوا بنفوس راضية مرضية فرحين بما نالوه من النفحات الروحانية والدعوات الصالحات التي جاد بها إمامهم بنهاية الخطاب. موضحاً أن من فقه الخطيب عدم التطرق للأمور السياسية أو ما يدعو للتفرقة والتشرذم وشق عصا الطاعة والشذوذ عن الجماعة والتهييج والإثارة كونه محذورا لما يترتب عليه من إيقاظ للفتنة وجلب المصائب وزعزعة الأمن وإيغار الصدور والتغرير بشبابنا وإقحامهم بموارد التهلكة وحثهم على الذهاب للخارج بحجة الجهاد الذي لا يمكن إعلانه للعامة إلا بموافقة ولي الأمر.