كتاب ومقالات

السعودية: الكتاب في عيون القرّاء

هي كدا

أسعد عبدالكريم الفريح

عندما أقرأ لكتابنا أفكر ماذا قد يدور في ذهن القارئ عن شخصية هذا الكاتب أو ذاك؟ تخيلت نفسي مجموعة قراء يتنادمون الحديث عن تلك الشخصيات وأعتذر للقراء بشدة، إن لم أعبر عن خواطرهم بدقة.

نبدأ بأحمد العرفج أبو حبر أصفر أو أشقر وشعره ذهب، فهو غزير الكتابة يموت في التشكيلات ويبعد عن الإشكالات، كتاباته لطيفة باردة ويمنح الصلاحية للقارئ يسخنها على مزاجه، ويمكن له أن يلتهمها بعينيه طازجة بس كاملة الدسم، وإن كان يريد حرق دهون ما استوعبه عليه الانتقال إلى الكاتب الحريف الظريف خلف الحربي فحروفه نارية تجعل الأفكار «مستوية» وناضجة للأكيلة، ولكن فليحذر من عنده مشكلات في معدة الفكر فهي حراقة وعليه تناول أحد الأدوية المهدئة أو شرب كأس حليب لأجل يستقبلها على «ميه بيضا» وعليه أيضا أن يحذر من مطبات خلف، فهي أشد وأكثر من مطبات وحفر شوارعنا، وهذه يمكن إذا حسن الحظ أن تتلافاها، ولكن مطبات الحربي دونها خرط القتاد، ينتهي مقاله ويروح في حاله ويسيبك تسهم فهو لا يكف ولا يرحم.

أما كاتبنا المرعب علي موسي فهو زي أبو العروس فاضي ومشغول شايل هموم الوطن على رأس قلمه وفي بؤرة عينيه وفي صميم قلبه، يكتب عن نفسه كأنه يكتب عن الآخرين، ويكتب عن الآخرين كأنه يجسد معاناته في خلطة عجيبة، ولكن واضحة لا لبس فيها، صريح جدا، يجرح ويداوي، نقي السريرة ويصل بأفكاره مباشرة للمقصود، وكأنه على قساوته يعزف على العود.

وأخونا عبد المحسن هلال اقتصادي عال العال وعندما يكتب تخاطبك حروفه «هيا تعال!»، تجذبك إليها شئت أم أبيت، وحتى لو ما كان لك في الاقتصاد إلا «حتة بيت» تقرأ المقال وأنت ناوي تقرأ فقط لتتعرف على رؤوس أقلام فحوى الموضوع، ولا تشعر إلا وأنت قد أنهيته، كاتب ممتع في مواضيع عسرة الهضم.

ثم يأتينا الكاتب الواضح خالد السليمان كتاباته تسير في خطوط الطول لا يمين ولا يسار، أهدافه تحملها رصاصات قذائف قلمه فتفجرها فتظهر واضحة كالشمس في رابعة النهار إنسان «دغري» يصل لمبتغاه من أقصر الطرق، واقعي وليس أفلاطوني، لا يحب الهيلمة ولا اللعب على الحبال، كاتب يومي لا يكرر نفسه حتى لو كتب في نفس الموضوع عشرات المرات تشعر انك أمام لوحة أخرى، أما أستاذ الأساتيذ مشعلنا يا مشعلنا فهو له من اسمه نصيب، فالمشعل يضيء ظلام الليل بشمعة، وهو يضيء ظلمة النفس بابتسامة، كاتب صنع لذاته نوعا من الكتابة الظريفة الخفيفة نستطيع أن نطلق عليها الكتابة المشعلية، يكتب بأناقة متواضعة مقصودة لفكرة تختال في معانيها وترفل في لباس أحرفها المعبرة وتسير على البساط السندسي كعروس في ليلة ولا كل الليالي.