ثقافة وفن

الأشقر.. «طائي» القصة.. يرحل دون أن يودّع شخصياته

صالح الأشقر

«عكاظ» (جدة)

طوى فن القصة أمس السبت أحد أهم صفحات كتابه السعوديين صالح الأشقر، الذي وافته المنية، فضج أصدقاؤه بالكتابة عنه، واستذكار مواقفه الجليلة معهم، إذ يعد الأشقر من رواد القصة المحلية، وأصدر في مسيرته الطويلة «ضجيج الأبواب»، «ظل البيت»، إذ يصفه نقاد بـ«طائي القصة»، لزخم شخصياته وثرائها.

يقول الأشقر الذي قضى عليه السرطان في قصة «رحلة»: «أنا كنت مملوءا بالسأم والموت، وكان الوقت ثقيلا عاتيا وشديد الوطأة. لم يكن ثمة ما يجلب الحياة والبهجة. كل ما حولي كان داكنا ومعتما. عشرات الأشباح تتقاتل أمامي بوحشية خارقة. وأنا مسلوب الإرادة والتفكير»، ليختم فصل رحلته بـ«نظرت في عينيه الودودتين وقلت له إنني سأكون بانتظاره في نفس المكان غدا صباحا. هز رأسه وابتسم ومضى».

ولد الأشقر في مدينة حائل عام 1951 وتخرج في جامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وعمل في الصحافة المحلية من بداية الثمانينات، إذ عرفه بلاط صاحبة الجلالة بالمناضل لنصرة الحركة الثقافية، ولم يتوان في كتابة مئات المواد الصحفية والمقالات في حداثة الثمانينات.

واعترى الحزن صديق دربه مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام أحمد الملا، قائلا: «يا صديقي وحبيبي صالح الأشقر، من يدك وفي منزلك ذقت أول الحياة، وها أنت تغيب بهدوء العارف والمطمئن.. قلبي معك حتى نلتقي»، فيما عبر الشاعر عبدالمحسن يوسف عن صدمته: «يا إلهي..يا إلهي...رحل الذين نحبهم...رحمه الله».