الناس

أم محمد: قضيت نصف عمري في مطاردة «الجنسية»

أم محمد تنتظر الحصول على الهوية الوطنية. (عكاظ)

ثامر قمقوم (عرعر)

لا تزال الخمسينية أم محمد تبحث عن الجنسية السعودية منذ 20 عاما، راجية تحقيق طلبها، بعد أن تزوجت من مواطن سعودي بطريقة نظامية وبموافقة من وزارة الداخلية عام 1406، واستقرت معه في تيماء وأثمر زواجهما عن 10 من الأبناء.وفي حين استغربت أم محمد تعثر معاملة حصولها على الهوية الوطنية، بعد أن تنازلت عن جنسيتها العربية رسميا في كتابة العدل قبل 20 عاما، أفاد المتحدث باسم وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية محمد الجاسر بأن الأحوال طلبت منها إثبات اسمها رباعيا، لأنه ناقص، إضافة إلى أنها لم تحصل على الحد الأدنى المشروط من النقاط لمنحها الجنسية.

وذكرت أم محمد أن زوجها تقدم لإدارة الأحوال المدنية بمحافظة تيماء في عام 1417 بطلب تجنيسها، وأرسلت المعاملة إلى كتابة عدل تيماء برقم 67 تاريخ 25/‏1/‏1417هـ لاستخراج صك شرعي بتنازلها عن جنسيتها السابقة، وصدر الصك بذلك برقم 19 في 29/‏1/‏1417هـ وأعيدت المعاملة برفقه الصك لأحوال تيماء على إثره صدرت موافقة وزير الداخلية، بتجنيسها بالخطاب رقم 7993 بتاريخ 23/‏2/‏1417هـ الصادر لأحوال محافظة تيماء، بموجب المادة 16 التي تنص على: أنه يجوز لوزير الداخلية منح الجنسية السعودية للمرأة الأجنبية المتزوجة من سعودي وفق الأنظمة، أو أرملة السعودي الأجنبية، إذا قدمت طلباً بذلك، وتنازلت عن جنسيتها الأصلية أمام القاضي.

وأفادت أم محمد بأن معاملتها اصطدمت بالروتين في أحوال تيماء، حتى توفي مدير الأحوال المدنية عزام محمد الصايل، عام 1423هـ ومعه ضاعت المعاملة، مشيرا إلى أن زوجها تعب من المراجعات، وحين انهكته تداعيات الشيخوخة، تولت هي الأمر.

وأوضحت أنها تقدمت في عام 1434 بخطاب متظلمة لمحافظ تيماء من تأخر الأحوال المدنية في منحها الجنسية، مبينة أن معاملتها ظهرت بعد 10 أعوام، ورفعت إلى الأحوال المدنية في تبوك برقم 2302 تاريخ 26/‏3/‏1435 التي بدورها رفعتها للأحوال المدنية في الرياض وقيدت برقم 28425 تاريخ 4/‏4/‏1435هـ.

وقالت أم محمد:«حين راجعتهم فاجأوني بأنه صدر أمر جديد من وزارة الداخلية ينص على معاملة طالبي التجنيس حسب النقاط، وعليه أن يحصل على 17 نقطة، ومن ضمنها ضرورة أن يكون طالب التجنيس ممن يحملون المؤهل الجامعي»، مناشدة الجهات المختصة في النظر في أمرها باهتمام، بعد أن ضاعت معاملتها في أحوال تيماء 10 أعوام دون أن تكون المتسببة في ذلك، (على حد قولها)، مستغربة مطالبتها بالشهادة الجامعية بعد أن بلغت الخمسين من العمر.