أخبار

كي تبقى الموصل

رأي عكاظ

لم يكن إعلان القوات العراقية بأنها باتت تسيطر على الجانب الشرقي من مدينة الموصل الذي استعادته من قبضة تنظيم «داعش»، مفاجئا لكل من تابع تفاصيل المعارك الجارية في شمال العراق، منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وإذا كانت قوات النخبة العراقية مدعومة بالحشد الشعبي وقوات التحالف الدولي ضد «داعش» سيطرت على عدد من أحياء الجانب الشرقي في الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة المدينة الثانية في العراق، فإن ما يجب وضعه في الاعتبار هو أن الموصل رغم ما حدث في السنين الأخيرة هي مدينة مثقلة بإرث حضاري ممتد في جذر التاريخ، الأمر الذي يستدعي التعامل مع ما تمثله بحذر.

فمدينة بأهمية الموصل السكانية والجيوسياسية يجب أن لا تترك لثارات شعوبية، وأحقاد طائفية تنفث سمومها، وتمارس ضد سكانها صنوف الإيذاء، والاعتداء غير المبرر.

إن إحداث أي تغيير ديموغرافي في الموصل وفق رؤية إيرانية تهدف إلى ابتلاع دول الهلال الخصيب للوصول إلى المتوسط، لن يكون في صالح المنطقة واستقرارها، وسيولد ردات فعل عنيفة قد لا تحمد عقباها، يكون أول من يصطلي بها النظام الإيراني وأدواته في المنطقة، فتغيير هويات المدن الكبرى كالموصل وحلب، ليس بالأمر الهين الذي يمكن أن يمر مرور الكرام على أبناء الأمة العربية.

وليكن في بال الجميع أن كل ضغينة وغل يحاول البعض أن يطبع بهما بصمة الدم على جغرافية وتاريخ المنطقة ستقف له الأرض بسكانها وإرثها وتلقنه درسا لن ينساه.