أخبار

«الخالدية».. منطقة مكشوفة وعمالة لا تهمها الرقابة

قالوا إنهم لا يريدون الخدمات فلن يصحبوها معهم لبلادهم (5-5)

قصة إهمال في حي الخالدية في بريدة. (عكاظ)

عثمان الشلاش (بريدة)

لم يعد في وسط مدينة بريدة مكان لسكن المواطنين وعوائلهم التي كانت تسكن فيها، خصوصا بعد التمدد العمراني للمدينة في كل الاتجاهات، عدد من الأحياء تتوسط بريدة كحي الخالدية والإمارة والتغيرة والنازية والسادة وشارع الوحدة، إضافة للأحياء الملاصقة لشارع الخبيب سابقا (الملك عبدالعزيز حاليا).

يعد شارعا الخالدية و(كيرلا) أكبر تجمع للعمالة الوافدة بمنطقة القصيم، الأكثر عشوائية وفوضى، ويزداد فيهما الوضع سوءا كلما تقادمت السنون وذهب الزمن بعيدا، «أزقة» ضيقة، ومطاعم غير نظيفة، وأكلات تختلط بمواد غير صحية، وسكن للعمالة دون رقابة، وأسواق منتشرة في كل مكان، تباع فيها بضائع مجهولة المصدر، أصبحت ساحات للتحميل والتنزيل، أكلات تخص العمالة الوافدة تجوب الشوارع وتنقل بطريقة غير آمنة وليست صحية، مصانع تقوم بإعداد الأكل والمطهرات لتباع في الأسواق، فوضى غير موجودة في أي مكان، أما الخدمات فهي بطبيعة الحال غير مهمة لمن يسكنون هذه الأحياء المهجورة من أهلها الأصليين، فالمكسب هو الأهم في هذه المنطقة، تجد كل شيء، وتشاهد شوارع تشعر وأنت تتجول بها كأنك في إحدى مقاطعات إحدى الدول الآسيوية، السؤال: إن الجهات المسؤولة خصوصا أمانة منطقة القصيم؟.

يعترف سكان هذه الأحياء أنهم لا يكترثون لوجود الخدمات رغم سوء المنطقة، فيقول شاهير أحمد (عامل آسيوي في محل لبيع الحلويات صادفته عدستنا أثناء قيامه بنقل الحلويات من مصنع إعدادها إلى محل بيعها): لا نهتم بمستوى الخدمات المقدمة لنا في شارع الخالدية، نعرف أن المنطقة سيئة لكن هذا لايهم لأننا لن نقيم هنا دائما، حضرنا للعمل وبعدها سنغادر ولن نأخذ الخدمات معنا، معترفا أنه يقوم بنقل الحلويات بين الأزفة دون وجود رقابة من البلدية.

التقيت زاكر محمد أثناء دخوله أحد المجمعات التي يسكن فيها عدد كبير من العمالة الآسيوية، إذ يحتوي السكن على ١١غرفة، يسكن بها أكثر من ٦٠ شخصا، يقول زاكر: «لا توجد لدينا عقود إيجار، كل مجموعة تسكن مع بعضها، فيدفع الشخص الواحد ١٠٠ ريال شهريا ندفعها لرئيس المجموعة، فنحن لا نعرف صاحب السكن»، مضيفا «لا نهتم بوجود الخدمات، طوال اليوم نعمل ثم نعود ليلا للأكل والنوم».

أما إبراهيم عبدالعال (مقيم عربي يعمل مبلطا) فيقول: «المنطقة بها عمالة من أنحاء العالم، وأنا أسكنها منذ أكثر من 15 عاما، فالخدمات في السابق أفضل منها في الوقت الحالي، بها عمالة من أنحاء العالم».

ويقول عبدالغفار مختار (بائع خضراوات آسيوي): «نحن نبيع الخضراوات على العمالة بأسعار زهيدة مقارنة بسوق الخضراوات المركزية، أما بالنسبة لمصدرها فلا أعلم شيئا عنها، نحن نشتريها من الموزع الذي يحضر إلينا يوميا، نخزنها في المحل، وإذا ضاق نضع الباقي في الشارع، لا أعرف هل في ذلك خطر صحي أم لا؟، مكاسبنا كبيرة، خصوصا يوم الجمعة، حيث يحضر العمالة لشارع «كيرلا» من كل مكان، والمراقبة من قبل البلدية قليلة جدا، وإذا حضروا نخفي البضاعة».

هناك في جانب آخر من الشارع وجدنا سيارة نقل متوسطة (ديّنا)، حولها عمالة تحمل أجهزة كهربائية، يقولون إنهم تابعون لمكتب خاص لنقل العفش إلى بعض الدول العربية.

التحميل والتنزيل يتم دون رقابة وفي منطقة مكشوفة، إذ يقول محمد علي رشاد (سائق): ننقل ذلك العفش من الأثاث والأجهزة الكهربائية القديمة والجديدة لبعض الدول العربية، يوجد مكتب لكن دون مكان مخصص لجمع العفش، نجمعه في الشارع، كما ترى، ونستغل هذه الأرض الفضاء لجمعه وتحميله.