كتاب ومقالات

جائزة للمرأة!

أفياء

عزيزة المانع

حين أطلقت جامعة الأميرة نورة جائزتها المطروحة تحت اسم (جائزة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للتميز النسائي)، بادر بعض الناس إلى انتقاد تخصيص الجائزة للنساء فقط، ورأوا في ذلك تكريسا للفصل بين إنجازات النساء وإنجازات الرجال، وتعزيزا لفكرة الاختلاف ما بين نتاج المرأة ونتاج الرجل.

من رأى هذا الرأي، لا لوم عليه فهذا الذي ظهر له، أما ما خفي عنه فإن له وجها آخر مختلفا.

الوجه الآخر يتمثل في أن فرص الظهور المتاحة لإنجازات المرأة في خضم تدفق إنجازات الرجال الأكثر عددا، محدودة للغاية، وبالرغم من أن هناك إنجازات مشرفة للنساء في المملكة، سواء في مجال الدراسات العلمية والأبحاث، أو في مجال الفنون والبرامج والأعمال الاجتماعية والاقتصادية، إلا أنها غالبا تضيع في وسط زحام ما ينتجه الرجال.

وحسب ما يذكره مؤشر نيتشر للأبحاث العلمية لعام 2016 فإن المملكة حازت أعلى معدل نمو في البحوث العلمية عالية الجودة في غرب آسيا، لكن نسبة إسهام المرأة في ذلك ما زالت منخفضة مقارنة بنسبة إسهام الرجل، فمثلا في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نسبة الباحثات إلى الباحثين لا تتجاوز 12% وحسب تقرير اليونسكو عن المرأة في مجال البحث العلمي كانت نسبة الباحثات من النساء إلى الرجال في مجال العلوم في المملكة لا تتجاوز (1%).

ومع أن هذا الانخفاض في نسبة الباحثات إلى الباحثين يعد سمة عامة في العالم وليست في المملكة وحدها، حيث تذكر التقارير الدولية أن نسبة الباحثات تبلغ 25% من إجمالي الباحثين في العالم، إلا أن هذا لا يعني التسليم بذلك ومن ثم إهمال دعم الباحثات وإغفال تشجيعهن على المشاركة في الحياة العلمية بفعالية أكبر، خاصة أن نسبة النساء الى الرجال في المملكة تبلغ 50% إن لم تزد، مما يجعل إهمال تعزيز مشاركة المرأة في النتاج العلمي والفكري والعملي يمثل خسارة وطنية بالغة.

من هنا استشرفت جامعة الأميرة نورة أهمية دعم المرأة في مجال الدراسات والبحوث وكذلك في مجال البرامج والمشاريع الأخرى، التي جميعها تصب في تحقيق رؤية الوطن 2030، فكان أحد وجوه الدعم للمرأة تخصيص هذه الجائزة لها، خاصة أن الجامعة ترى أن إخلاء الساحة للمرأة وحدها يسلط كمية أكبر من الضوء على المنجزات النسائية ويتيح لها مساحة أوسع للبروز بصورة أوضح وأشمل، ومن المتوقع أن يكون لذلك أثر إيجابي في تحفيز النساء للارتقاء بإنجازاتهن إلى درجة أعلى في تنوعها وكثرتها ومستوى جودتها. كما أنه أيضا من المرجو أن يكون تركيز الضوء على الإنجازات النسائية عاملا مشجعا للأجيال الناشئة من فتيات هذا الوطن الغالي للاقتداء بهن واقتفاء أثرهن.