صوت المواطن

الوجه: عقبة بدا.. كارثة بطول 1500م

انحدارها الشديد وافتقادها للسلامة حوّلاها إلى «مقصلة»

خطورة عقبة بدا كما تظهر من الأعلى دون مصدات للطريق.

عباس الفقيه (الوجه)

abbasalfakeeh@

يكفكف محمد بن فالح السحيمي دموعه وهو يتذكر رحيل ستة من أفراد أسرته في حادثة مروعة على عقبة بدا (100 كيلو متر شرق الوجه) الخميس الماضي، متسائلا عن المسؤول الذي يقف وراء النزيف الدموي الذي يراق بغزارة في العقبة الوعرة التي لا يزيد طولها على 1500 متر، مشكلة مقصلة يتساقط عليها العابرون.

وقال السحيمي: «أصبت بصدمة عنيفة حين تلقيت نبأ وفاة شقيقي وزوجته وأربعة من أطفالهما، في حادثة مروعة على العقبة الخميس الماضي، إلا أني سرعان ما تمالكت نفسي، وتذكرت أن الموت حق، ويجب علينا الإيمان بالقضاء والقدر، ولا نملك للموتى سوى الدعاء لهما والتصدق عنهم».

واستدرك: «لكن الموت المتواصل على عقبة بدا، يستدعي تحرك الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة النقل، لإيجاد الحلول، خصوصا أن طولها لا يزيد على كيلو متر ونصف»، مشددا على أهمية إعادة تصميم العقبة وإيجاد الحلول لها، بطريقة آمنة تحفظ حياة العابرين.

واستغرب افتقاد الطريق الخطر لمصدات كافية كحلول موقتة، داعيا الله أن يتغمد شقيقه وأسرته وكل من يسقط ضحية العقبة بالرحمة والمغفرة وأن يدخلهم فسيح جناته.

ووصف منصور بن مطير السحيمي (ابن عم المتوفى) عقبة بدا بالمصيدة التي نصبت لتكون فخاً لكل من يسلكها، مطالباً بإنشاء جسر يقي العابرين خطورتها، مشيرا إلى أن حادثة وفاة ابن عمه وزوجته وأطفالهما لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، في حال لم توضع الحلول العاجلة للموقع.

وذكر سليمان بن عواد القويعاني أنه العقبة تعرضت لكثير من الأخطاء خلال تشييدها بدءا بانحدارها الشديد وكثرة منحنياتها الخطرة، لافتا إلى أن من يعبر الطريق نزولا لا يستطيع التحكم بمركبته، ما يسهم في وقوع كثير من الحوادث عليها.

وشدد القويعاني على أهمية إيجاد الحلول العاجلة للطريق ليتسنى لهم عبور العقبة بأمن واطمئنان على حياتهم، مستغربا إغلاقها لمدة عامين بداعي الصيانة، إلا أن الحوادث في تزايد.

وأسف منصور بن حمدان الوابصي على الأرواح التي تتساقط بكثافة في العقبة لشدة انحدارها رغم قصر مسافتها، لافتا إلى أن الخطورة تتضاعف بهطول الأمطار وتساقط الصخور على العابرين.

وأفاد سليمان بن محمد البلوي أن سوء التصميم وجهل المنفّذ -حسب قوله- بأبسط شروط السلامة هو ما تسبب بكل هذه الحوادث التي شاهدتها هذه العقبة فبدلا من أن تختصر مسافة الطريق أنهت حياة عابريها.

وأكد أحد المسعفين أنه لا يأمن على نفسه في العقبة، لافتا إلى أنه عند وجود مصاب لا يوجد لإنقاذه سوى المخاطرة لتشخيص حالته.

وأضاف: «عند نقل المصاب بواسطة اللوح البلاستيكي ربما يتعرض أحد للانزلاق، عندها ستحدث كارثة بتساقط الجميع من ارتفاع شاهق على الصخور الحادة، وربما تحدث إصابات مميتة»، ملمحا إلى أن الضحايا يتزايدون يوما بعد آخر في العقبة، محملا وزارة النقل مسؤولية كل قطرة دم تراق في الموقع.