الثنائية التي خنقت تفكيرنا
الأربعاء / 28 / ربيع الثاني / 1438 هـ الخميس 26 يناير 2017 00:57
خالد الوابل
ماذا نعني بالثنائية؟
هي قولبة الآخر ووضعه في قالب هو لم يختره وإنما أنت اخترته له، وذلك ليسهل عليك الهجوم عليه وإقصاؤه. وعلى مبدأ «إن لم تكن معي فأنت ضدي» ولا ترضى برأي ثالث أو رابع. وهي الحدية بين رأيين.
فالثنائية هي نمط فكري على المستوى الفردي والمجتمعي، فلا ترى إلا الشيء ونقيضه، وانتماؤك الفكري هو من يحدد نظرتك للآخر، لهذا فالثنائية مقيدة للفكر وتخنقه، فأنت إما «مع أو ضد» لا خيار ثالثا لك ولا ترى من الألوان سوى الأبيض أو الأسود. وتنكر بقية الألوان ولا تسمح بتلون الحياة ولهذا الثنائية تجعلك ترتهن للبعد الواحد في التفكير وهذا البعد بالضرورة سيستدعي كل أساليب نبذ النقيض المخالف له.
كما أن الثنائية سبيل للفكر المطلق فهو على صواب و«مخالفه» على خطأ، وهذا لا يتفق مع التعددية الفكرية ولا يتيح مكانا للتعددية الفكرية. وينحصر فكره بين النقيضين الفكريين المطلقين، لهذا تراه يصبغ الجمال لولائه والقبح الكامل لخصمه، كذلك التقدم مقابل التخلف، والكمال مقابل النقص، والخير مقابل الشر والفضيلة مقابل الرذيلة. والوطنية مقابل الخيانة والإيمان مقابل الكفر ووضع الآخر في قالب جامد وبناء آراء مسبقة عنه لا تقود لا لحوار ولا إلى إثراء فكري معرفي مجتمعي يرقى بمجتمعنا ويصحح مساره.
والثنائية تتعدى مرحلة الولاء إلى مرحلة الاستقطاب وعداء الآخر.
ولا يمكن أن نسمي ما يجري حوارا يقودنا إلى نتيجة إيجابية بل على العكس هي في الحقيقة معول هدم للحمتنا الوطنية.
وهي مع الأسف مسيطرة علينا في كل مناحي الحياة وليس فقط في الفكر، فقد ترى الثنائية جليةً في الميول الرياضية، فهل بالإمكان الإقرار بأحقية الفريق الخصم في الفوز وأن أداءه كان الأفضل ولهذا استحق الفوز بجدارة. ولهذا تجدنا نختلق الأعذار لهزيمة فريقنا وننكر أخطاءه.
والطريف كذلك حتى في الاقتصاد تجد ثنائية، فإن صعد سوق العقار لا بد وأن ينخفض سوق الأسهم والعكس صحيح.
لا يمكن أن نبني حوارا هادفا ما لم ننفتح على الأفكار المتنوعة لأن التنوع سمة المجتمعات المتحضرة وتزيد من رقيها، ونبتعد إلى الثنائية والتي دائما ما تقودنا إلى حالة الاستقطاب والتي بدورها تقوم بإقصاء الآخر واستحالة فهمه.
لهذا نلاحظ مؤخرا طغت على لغة حوارنا التصنيفات الأيدلوجية في تعريف الآخر، فتجد ليبراليا، فاحشيا، داعشيا، رافضيا، تغريبيا، وهابيا، إخوانيا، جاميا، علمانيا.
وقد تكون محظوظا إن لم يتم تصنيفك بعد بأحد هذه المسميات.
ولهذا انشغلنا بالتصنيف وافتقدنا جمال الاختلاف وتعدد الآراء والذي بدوره يقودنا فردا وجماعة إلى مرحلة الوعي وقبول الآخر رغم اختلافنا معه في الرأي والرؤية.
تغريدة:
أنت محظوظ إذا لم يتم تصنيفك بعد: ليبراليا، داعشيا، رافضيا، تغريبيا، وهابيا، إخوانيا، جاميا، علمانيا.
هي قولبة الآخر ووضعه في قالب هو لم يختره وإنما أنت اخترته له، وذلك ليسهل عليك الهجوم عليه وإقصاؤه. وعلى مبدأ «إن لم تكن معي فأنت ضدي» ولا ترضى برأي ثالث أو رابع. وهي الحدية بين رأيين.
فالثنائية هي نمط فكري على المستوى الفردي والمجتمعي، فلا ترى إلا الشيء ونقيضه، وانتماؤك الفكري هو من يحدد نظرتك للآخر، لهذا فالثنائية مقيدة للفكر وتخنقه، فأنت إما «مع أو ضد» لا خيار ثالثا لك ولا ترى من الألوان سوى الأبيض أو الأسود. وتنكر بقية الألوان ولا تسمح بتلون الحياة ولهذا الثنائية تجعلك ترتهن للبعد الواحد في التفكير وهذا البعد بالضرورة سيستدعي كل أساليب نبذ النقيض المخالف له.
كما أن الثنائية سبيل للفكر المطلق فهو على صواب و«مخالفه» على خطأ، وهذا لا يتفق مع التعددية الفكرية ولا يتيح مكانا للتعددية الفكرية. وينحصر فكره بين النقيضين الفكريين المطلقين، لهذا تراه يصبغ الجمال لولائه والقبح الكامل لخصمه، كذلك التقدم مقابل التخلف، والكمال مقابل النقص، والخير مقابل الشر والفضيلة مقابل الرذيلة. والوطنية مقابل الخيانة والإيمان مقابل الكفر ووضع الآخر في قالب جامد وبناء آراء مسبقة عنه لا تقود لا لحوار ولا إلى إثراء فكري معرفي مجتمعي يرقى بمجتمعنا ويصحح مساره.
والثنائية تتعدى مرحلة الولاء إلى مرحلة الاستقطاب وعداء الآخر.
ولا يمكن أن نسمي ما يجري حوارا يقودنا إلى نتيجة إيجابية بل على العكس هي في الحقيقة معول هدم للحمتنا الوطنية.
وهي مع الأسف مسيطرة علينا في كل مناحي الحياة وليس فقط في الفكر، فقد ترى الثنائية جليةً في الميول الرياضية، فهل بالإمكان الإقرار بأحقية الفريق الخصم في الفوز وأن أداءه كان الأفضل ولهذا استحق الفوز بجدارة. ولهذا تجدنا نختلق الأعذار لهزيمة فريقنا وننكر أخطاءه.
والطريف كذلك حتى في الاقتصاد تجد ثنائية، فإن صعد سوق العقار لا بد وأن ينخفض سوق الأسهم والعكس صحيح.
لا يمكن أن نبني حوارا هادفا ما لم ننفتح على الأفكار المتنوعة لأن التنوع سمة المجتمعات المتحضرة وتزيد من رقيها، ونبتعد إلى الثنائية والتي دائما ما تقودنا إلى حالة الاستقطاب والتي بدورها تقوم بإقصاء الآخر واستحالة فهمه.
لهذا نلاحظ مؤخرا طغت على لغة حوارنا التصنيفات الأيدلوجية في تعريف الآخر، فتجد ليبراليا، فاحشيا، داعشيا، رافضيا، تغريبيا، وهابيا، إخوانيا، جاميا، علمانيا.
وقد تكون محظوظا إن لم يتم تصنيفك بعد بأحد هذه المسميات.
ولهذا انشغلنا بالتصنيف وافتقدنا جمال الاختلاف وتعدد الآراء والذي بدوره يقودنا فردا وجماعة إلى مرحلة الوعي وقبول الآخر رغم اختلافنا معه في الرأي والرؤية.
تغريدة:
أنت محظوظ إذا لم يتم تصنيفك بعد: ليبراليا، داعشيا، رافضيا، تغريبيا، وهابيا، إخوانيا، جاميا، علمانيا.