الناس

حمزة.. أوقد مشعل الأمل ورحل

حمزة يعرض لافتة حملت شعاره في مقاومة السرطان. (عكاظ)

عبدالرحمن العكيمي (تبوك)

ALOKEMEabdualrh@

مثل أي شاب منطلق في أحضان الحياة كان الشاب حمزة إسكندر يركض في طرقات العطاء والإبداع، قبل أن يداهمه المرض الخبيث وهو الذي ولد أصلا بقلب معتل.

كان نقياً حد البياض لكنه مقلوب للأسفل مثلما أكده الأطباء في ذلك الوقت، وخضع إثر ذلك لعمليات كثيرة واستطاع بإيمانه العميق وتفاؤله الكبير أن يتجاوز ذلك الإشكال في قلبه المورق بالحياة.. ليمضي حياته يسابق اللحظات من أجل تقديم نفسه وتحقيق ذاته تسبقه ابتسامته العريضة التي تقفز على محياه، حين يقابل الآخرين في هذه الحياة العريضة.. لكنه يومها فوجئ بإعياء يداهم جسده النحيل وارتفاع في درجة الحرارة وقبلها لاحظ أن وزنه بدأ بالنقصان على غير العادة، ليكتشف حقيقة لحظة حاسمة في حياته حين علم أنه مصاب بمرض السرطان الخبيث، وقبلها أمضى وقتا طويلا في رحلة تشخيص حائرة لم يوفق فيها المستشفى الذي احتضنه لأول مرة من تشخيص واضح لحالته فمضى الوقت وهو يعاني، لكنه قطع الشك باليقين عندما قرر الذهاب لمركز متقدم في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك تأكد أنه مصاب بالمرض! قابل الأمر بالإيمان والرضا بقضاء الله.. وبدأ رحلة العلاج والأمل بقناعة شجاعة وروح عالية قلّما تصاحب أصحاب الأمراض العضال.. ليحول مرضه القاسي إلى رحلة أخرى في التوعية في مواجهة السرطان بالعقل والثقافة والإيمان ثم راح يظهر بشكل مكثف عبر السناب شات وعبر تويتر معلنا أنه يحارب المرض بابتسامته ليدشن حملة أسماها (أنا أحارب السرطان بابتسامتي)، ليزرع باقات من الأمل للمرضى والمنومين هنا وهناك. نجح حمزة كثيرا في بث رسائل متفائلة حد الإقناع في عوالم السوشيال ميديا أخيرا، لكن قضاء الله كان أكبر من كل شيء فرحل يرحمه الله أمس الأول، وانقضت رحلته في الحياة شابا في مقتبل العمر محاطاً بآلام المرض ومسكوناً برائحة الموت زارعاً ابتسامته البيضاء على محياه البريء.