الأبناء ولعبة القط والفأر!
السبت / 30 / ربيع الثاني / 1438 هـ السبت 28 يناير 2017 01:43
عمر العمري *
إن أهم المبادئ الإرشادية التي يمكن أن تتخذها الأسرة في وقاية الأبناء من السلوكيات الخاطئة أثناء التعامل مع الآخرين أو في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحفيزهم ذاتياً على المبادرة وإحسان التصرف وتعديل السلوك هو التعامل المنفتح والمتفهم الصريح مع الأبناء داخل الأسرة بحيث يشعرون بالارتياح في الحديث مع الأب أو الأم كعادة يومية لهم، حول أي موقف قد يواجههم في تفاعلاتهم اليومية مع الآخرين أو من خلال أنشطتهم الترفيهية بألعاب الفيديو أو ما قد يعرض في وسائل الإعلام المختلفة.
ويجب اعتياد الأبناء على استعمال حوادثهم اليومية في مادة قصصية يتفاعلون ويسامرون بها مع الأب والأم وأعضاء الأسرة الآخرين، وعدم لومهم على أخطاء أو سهو سلوكي ارتكبوه، بل التشاور والتوجيه لسلوك أفضل في مواقف مشابهة لاحقة، يجنّبهم مع الأسرة كثيراً من محاولات ومناورات «المراقبة البوليسية» ثم لعبة «القط والفأر» التي قد يلجأ إليها الأبناء عند التشدّد الزائد من الأسرة، وفرض الرقابة الصارمة على تحركاتهم مهما كانت بسيطة أو لا تستحق أحياناً.
ليس أخطر على نمو الأبناء وعذاباتهم النفسية، وشعورهم بالضياع والتشتت والانحراف من وضع الأسرة الممزقة نفسياً واجتماعياً بالنزاعات أو الشجارات والمصادمات اليومية، أو بانفصال الوالدين بخروج أحدهما من نظام وحياة الأسرة مرحلياً (جزئياً) أو كلياً بالطلاق.
فتتحول الأسرة إلى نصف أسرة في الواقع بمعيل واحد، هو الأب أو الأم أو الجد، بكل ما يتطلبه ذلك من هموم نفسية واجتماعية واقتصادية وإدارية وتربوية يومية، خصوصا إذا تعدد الأبناء وضاقت الإمكانيات المادية، وتدنت ثقافة أو درجة تعليم الأب أو الأم، ثم ضعف انتماء أو تركيز أو اهتمام الواحد منهما بالأبناء في الأسرة المنكسرة.
ومن هنا على الوالدين في أدوارهما التربوية اليومية مع أبنائهما أن يدركا تنوع طرائقهما وتعاملاتهما في المواقف المختلفة وأن لا يقتصرا على أسلوب محدد وثابت وإلا فإن الأبناء سيكونون ستراً وجدراً ووسائل دفاعية نفسية يستطيعون من خلالها أن يحدوا ويقللوا من تأثير الآباء خصوصاً فيما يرونه غير مستساغ في شخصيات الآباء كالحزم وكثرة النصح وتقييد الحريات.
كذلك فالتفريغ الوجداني لما في صدور الأبناء شيء مهم للغاية لاتقاء الحيل والمكر والتصنع منهم، فالابن الذي يجيش صدره بهموم أو يمتلئ بمواقف سلبية تجاه ما يحيط به سيلجأ بلا شك إلى الحيل المختلفة في المواقف المختلفة، لذلك أنصح الوالدين أن يفتحا لأبنائهما مجالاً واسعاً للتعبير والتحدث والوصف وبيان آرائهم فيما حولهم من البيئة والمواقف والناس والمجتمع.
* مشرف «موهبة» في جامعة الإمام
@3OMRAL3MRI
ويجب اعتياد الأبناء على استعمال حوادثهم اليومية في مادة قصصية يتفاعلون ويسامرون بها مع الأب والأم وأعضاء الأسرة الآخرين، وعدم لومهم على أخطاء أو سهو سلوكي ارتكبوه، بل التشاور والتوجيه لسلوك أفضل في مواقف مشابهة لاحقة، يجنّبهم مع الأسرة كثيراً من محاولات ومناورات «المراقبة البوليسية» ثم لعبة «القط والفأر» التي قد يلجأ إليها الأبناء عند التشدّد الزائد من الأسرة، وفرض الرقابة الصارمة على تحركاتهم مهما كانت بسيطة أو لا تستحق أحياناً.
ليس أخطر على نمو الأبناء وعذاباتهم النفسية، وشعورهم بالضياع والتشتت والانحراف من وضع الأسرة الممزقة نفسياً واجتماعياً بالنزاعات أو الشجارات والمصادمات اليومية، أو بانفصال الوالدين بخروج أحدهما من نظام وحياة الأسرة مرحلياً (جزئياً) أو كلياً بالطلاق.
فتتحول الأسرة إلى نصف أسرة في الواقع بمعيل واحد، هو الأب أو الأم أو الجد، بكل ما يتطلبه ذلك من هموم نفسية واجتماعية واقتصادية وإدارية وتربوية يومية، خصوصا إذا تعدد الأبناء وضاقت الإمكانيات المادية، وتدنت ثقافة أو درجة تعليم الأب أو الأم، ثم ضعف انتماء أو تركيز أو اهتمام الواحد منهما بالأبناء في الأسرة المنكسرة.
ومن هنا على الوالدين في أدوارهما التربوية اليومية مع أبنائهما أن يدركا تنوع طرائقهما وتعاملاتهما في المواقف المختلفة وأن لا يقتصرا على أسلوب محدد وثابت وإلا فإن الأبناء سيكونون ستراً وجدراً ووسائل دفاعية نفسية يستطيعون من خلالها أن يحدوا ويقللوا من تأثير الآباء خصوصاً فيما يرونه غير مستساغ في شخصيات الآباء كالحزم وكثرة النصح وتقييد الحريات.
كذلك فالتفريغ الوجداني لما في صدور الأبناء شيء مهم للغاية لاتقاء الحيل والمكر والتصنع منهم، فالابن الذي يجيش صدره بهموم أو يمتلئ بمواقف سلبية تجاه ما يحيط به سيلجأ بلا شك إلى الحيل المختلفة في المواقف المختلفة، لذلك أنصح الوالدين أن يفتحا لأبنائهما مجالاً واسعاً للتعبير والتحدث والوصف وبيان آرائهم فيما حولهم من البيئة والمواقف والناس والمجتمع.
* مشرف «موهبة» في جامعة الإمام
@3OMRAL3MRI