أبعاد زيارة محمد بن زايد للهند
السبت / 30 / ربيع الثاني / 1438 هـ السبت 28 يناير 2017 22:47
طارق الزرعوني
كم هو جميل أن نكون أصدقاء، والأجمل أن تسمو العلاقات الإنسانية فوق كل أشكال العلاقة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو تجاريةً خصوصا بين الدول.
فالهند قديمة قدم الزمن، وقد اتخذت الحضارة الإنسانية من الهند مهدا لها، ما يدلل على عراقة وتجذر تاريخها، ومن باب أولى أن تنفتح بلداننا العربية عليها، علها تجد ربيعاً يقيها من برد شتاء الغرب القارس!
فشجرة العلاقة القوية التي زرعها مؤسس الإمارات الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه في منتصف السبعينات يحصد ثمارها اليوم العرب عموماً ودول مجلس التعاون، خصوصاً متمثلة بدولة الإمارات.
عندما يحتفي مليار و200 مليون هندي، بقائد عربي مسلم كضيف شرف رئيس على بلادهم في يومها المجيد، لا بد أن نتساءل عما سلكه هذا الرجل ليصل لهذه المكانة عند قومٍ لا يمتون له بصلة رحم أو لغةٍ، ألا يعني ذلك أن الروابط الإنسانية دائما ما تسمو فوق الأعراق والإثنيات والألوان، وهي ما يميز البشر عن غيرهم.
الهند، دولةٌ ذات ثقل سياسي اقتصادي وعسكري يزن عددا من قارات العالم القديم والجديد، ناهيك عن القوى البشرية التي ربما تكون الأكثر تعدادا عام 2022، فاتخاذ الإمارات من الهند الشريك التجاري الأول لم يأتِ من فراغ، فالاقتصاد الهندي ينمو بمعدل استثنائي يفوق كبريات الاقتصاديات العالمية، وفي رحم السنين القادمة سيتهافت الكثير للحصول على موطئ قدم في شبه القارة الهندية، إذ من المتوقع أن يكتظ الأفق بالمستثمرين من كل أصقاع الأرض.
هذه العلاقة التي دأب على تطويرها ولي عهد أبوظبي بين البلدين الصديقين لها بعد اجتماعي كذلك فالهنود يشكلون ٢٥٪ تقريبا من سكان الإمارات، كما يشكلون ثقلا سكانيا بين الوافدين في دول الخليج العربية، فعندما يكون محمد بن زايد محل تقدير كبير في عيون قادة الهند، حتما سينعكس ذلك على أحوال الـ١٥٠ مليون مسلم هندي، وسيعزز التعددية وقبول الآخر والتعايش جنبا إلى جنب بين المسلمين وكافة الإثنيات والأعراق في شبه القارة الهندية.
الهند أمةٌ فاخرت بالإمارات وعلاقتها معها، وبزيارة محمد بن زايد احتفت، بجيش يستعرض القوافل بإيقاعاتٍ تعزف على خطوات جنودنا البواسل، إنه قائدٌ ماضٍ نحو القمة، بل هو رجلٌ به نزداد همّة.
tariq61@gmail.com
Tariqalzarooni@
إعلامي وكاتب إماراتي
فالهند قديمة قدم الزمن، وقد اتخذت الحضارة الإنسانية من الهند مهدا لها، ما يدلل على عراقة وتجذر تاريخها، ومن باب أولى أن تنفتح بلداننا العربية عليها، علها تجد ربيعاً يقيها من برد شتاء الغرب القارس!
فشجرة العلاقة القوية التي زرعها مؤسس الإمارات الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه في منتصف السبعينات يحصد ثمارها اليوم العرب عموماً ودول مجلس التعاون، خصوصاً متمثلة بدولة الإمارات.
عندما يحتفي مليار و200 مليون هندي، بقائد عربي مسلم كضيف شرف رئيس على بلادهم في يومها المجيد، لا بد أن نتساءل عما سلكه هذا الرجل ليصل لهذه المكانة عند قومٍ لا يمتون له بصلة رحم أو لغةٍ، ألا يعني ذلك أن الروابط الإنسانية دائما ما تسمو فوق الأعراق والإثنيات والألوان، وهي ما يميز البشر عن غيرهم.
الهند، دولةٌ ذات ثقل سياسي اقتصادي وعسكري يزن عددا من قارات العالم القديم والجديد، ناهيك عن القوى البشرية التي ربما تكون الأكثر تعدادا عام 2022، فاتخاذ الإمارات من الهند الشريك التجاري الأول لم يأتِ من فراغ، فالاقتصاد الهندي ينمو بمعدل استثنائي يفوق كبريات الاقتصاديات العالمية، وفي رحم السنين القادمة سيتهافت الكثير للحصول على موطئ قدم في شبه القارة الهندية، إذ من المتوقع أن يكتظ الأفق بالمستثمرين من كل أصقاع الأرض.
هذه العلاقة التي دأب على تطويرها ولي عهد أبوظبي بين البلدين الصديقين لها بعد اجتماعي كذلك فالهنود يشكلون ٢٥٪ تقريبا من سكان الإمارات، كما يشكلون ثقلا سكانيا بين الوافدين في دول الخليج العربية، فعندما يكون محمد بن زايد محل تقدير كبير في عيون قادة الهند، حتما سينعكس ذلك على أحوال الـ١٥٠ مليون مسلم هندي، وسيعزز التعددية وقبول الآخر والتعايش جنبا إلى جنب بين المسلمين وكافة الإثنيات والأعراق في شبه القارة الهندية.
الهند أمةٌ فاخرت بالإمارات وعلاقتها معها، وبزيارة محمد بن زايد احتفت، بجيش يستعرض القوافل بإيقاعاتٍ تعزف على خطوات جنودنا البواسل، إنه قائدٌ ماضٍ نحو القمة، بل هو رجلٌ به نزداد همّة.
tariq61@gmail.com
Tariqalzarooni@
إعلامي وكاتب إماراتي