الناس

«زمن الطيبين» في دكان أم مشاري

أم مشاري تعرض منتجاتها في الدكان. (عكاظ)

أحمد الأنصاري (ينبع)

alansari _ahmed@

تجلس على مدخل دكانها الصغير، الكبير بما يحتويه من معروضات وسلع تراثية قيمة، تقرأ في عينيها حنين الماضي، وتسمع نبرات صوتها تعود بك إلى «زمن الطيبين».

في دكان فاطمة حمود الفزي (أم مشاري) كل شيء مختلف، فلم يعد مجرد دكان لبيع سلع ومنتجات بل هو مدرسة للأجيال الجديدة تطلعهم على تراث الآباء والأجداد بكل حب وود، يقفون على مدخل المتجر يطالعون بشغف وحب تلك الدمى التراثية والأواني والمراوح والمكانس التي كانت من أساسيات بيوت الأجداد قديما. تقول أم مشاري بنبرة الحنين: «هيييييه لأيام آبائنا وأجدادنا، كانت جميلة، حيث البساطة، كنا نخبز على الفحم ونطبخ عليه ونتلذذ بنكهته، لكن الآن تغير الأمر وأصبحنا نعتمد على الغاز والكهرباء فلا طعم ولا نكهة»، مبينة أنها تبيع في المتجر المتواضع التراثيات التي اعتمدوا عليها قديما. وأشارت بيدها إلى القفة والمعلفة والمكانس السعفية التي انقرضت، موضحة أن القفة التي كانت الوعاء الذي يحمله الأب للسوق ليحضر الخضار وغيره حل بدلا عنه أكياس البلاستيك، والمعلفة التي كانت صفرة الأجداد وتصنع من الحصير، أصبحت الآن من البلاستيك وخذ من كل هذه التراثيات وانظر لبديلها في عصرنا الآن.

ولا تبيع أم مشاري تلك الأدوات فحسب بل تعرض في دكانها الصغير الكثير من التراث الذي كان يستخدم قديما ففستان أم العروس الذي يلبس يوم الراية حاضر معروض على جدران المحل الذي تزينه الجلسة العربية بألوان الماضي بجمالها وكل ما تحمله من ذكريات نسجتها بعناية.