صوت المواطن

مركز لاختبار وتأهيل الخادمات

ياسين البهيش

ياسين البهيش

مثلما نختبر أي إنسان قبل قبوله في أي وظيفة، ونخضعه لمقابلة شخصية، بعد الاطلاع على شهادته والورقة التعريفية (CV)، بات من الضروري معرفة السيرة الذاتية للخادمة وصحيفة سوابقها وأهليتها (كإنسانة طبيعية سليمة صحياً ونفسياً)، وذلك لتفادي ما يحصل ويتكرر من جرائم اعتداءات على الأطفال وعلى ربات البيوت، نحن مجتمع عاقل، ومن العقل والمنطق التأكد من أهلية العاملة المنزلية في الخدمة داخل الأسرة ومع الأطفال، وهذا التأكد يجري عبر إخضاعها لاختبارات متبعة معروفة ومدروسة، فى مركز متخصص لاختبار وتأهيل العمالة بدنياً ونفسيا كما هو متبع في الدول المتطورة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية أردنا مربية طفل «بيبي ستر»، فأرشدنا الجيران إلى رقم هاتف مكتب رسمي، وتواصلنا معه، وبعد توجيه المكتب أسئلتهم عن عمر الأطفال وموقع السكن وعدد أفراد الأسرة والغرف، أخبرونا بالقيمة المطلوبة مقابل عدد الساعات، وأحضروا المربية برفقة مندوب المكتب، وتأكدوا من المعلومات، وصوروا الأطفال لإدراج صورهم في الملف لديهم، وكانت المربية معلّقة على صدرها بطاقة تصريح عملها كمربية، وبالسؤال عرفنا أنها لابد أن تخضع لاختبارات بدنية ونفسية وتدريبية قبل منحها الرخصة، وأنها تدرس في الجامعة، وهذا العمل بعد دوام الجامعة لتستعين به في دفع المصاريف. وللأسف الشديد، هنا تقوم المكاتب -إياها- باستقدام خادمات بلا أهلية وبلا سيرة ذاتية مجهولات السوابق، بلا أدنى اهتمام بالشروط التي يجب توافرها في العاملة المنزلية، وتكررت حوادث الاعتداء على الأطفال وربات البيوت، ولكن إلى الآن لم نفعل ما ينبغي فعله، وهو إنشاء مركز اختبار وتأهيل العمالة، بحيث لا يمنح العامل أو العاملة رخصة الإقامة إلا بعد اجتياز اختبارات مركز «تأهيل العمالة» المقننة وفق متطلبات المجتمع السعودي، وذلك على غرار «قياس» لطلاب الثانوية والمعلمين. أو الفحص الدوري للمركبات، فمن باب أوْلى فحص البشر، الفحص الدقيق المطلوب، حتى نتجنب بإذن الله أنواع الجرائم التي ارتكبتها الخادمات. وعلى رب الأسرة أو ربة البيت إذا لاحظت أي تغييرات غير طبيعية في الخادمة (كما حدث أخيرا من ادعاء الخادمة بنزول وحي إليها يخبرها بموت أمها!) ثم اعتدت على الطفلتين وأمهما، وفي هذه الحالة يجب إبعادها عن البيت وتسليمها لمركز إيواء (خاص بالخادمات) تابع لمكاتب الاستقدام، ريثما يتم التأكد من وضعها الصحي والبدني والنفسي، وعدم المجازفة بإبقائها مع الصغار.

albohaishkaram@gmail.com