ثقافة وفن

فتحُ الكتاب كأنّما يردُّ باباً خلفه

عبدالله السفر*

سيأتي الورّاقون والحصّادون، فكن جاهزاً بالممحاة.

‏***

‏أيّتُها الطبولُ من يدقُّكِ؛ يضخّمُ الفراغَ وحسب.

‏***

‏أرداهُ العنب، وعَقَصَتْ قلبَهُ أغنية.

‏***

‏«جدّلي يا ام الجدايل جدّلي». الأغنيةُ وحدَها. الطفلةُ وحدَها، والبَكَرةُ تدووور...

‏***

‏ثمّةَ كلبٌ أسود لا يفارقُ الحكايةَ أبداً.

‏***

‏حتى وهو يوجّه نظراته للآخرين ويتحدّث عنهم فذلك ليس اهتماماً بمقدار ما هو مدخل إلى حالة هذيانية عن ذاته الغارقة في مرآتها التي لا ترى أحداً سواها.

‏***

‏يراقب بدقّة، لكن في المرآة فقط.

‏***

‏ما تعدُّهُ اختياراً نهائيّاً، ما هو إلا مجزرة. تصفية حساب أنجزها اللا وعي بمهلٍ ولم تبقَ إلا السكين التي تضعها على نحرك.

‏***

‏الهارب في الصفحات. انتبهْ إليه. ربما هذه التي تراها. لم تكن نقطةً. رماده. رماده. تحقّقْ منها جيداً.

‏***

‏يرتاحُ هناك. في ظلِّ رفّين من الكتب يتسلّل عائداً إلى ما يحسبه زمنه. لولا نداء الخروج؛ ما عاد.

‏***

‏يفتحُ الكتاب كأنما يردُّ باباً خلفه.

‏***

‏أن يكون بجوار الحبر الجديد. تلك مرقاته. ولا يريد أن يعرف إلى أين.

‏***

‏وضعتْهُ في الحبر، وقالت له: كُنْ. «كنْ» الروّاغةُ؛ تُجعِّدُ جلدَ النهر خطْفاً. «كنْ» اللوعةُ. لا إسعافَ. لا مدَد.

‏***

‏لن يفسده الكلام ولن يطويه الصمت. أقامَ بين الحدودِ فموّهتْهُ الأحراش.

‏***

‏كم ستغرف من السنوات لتصل إليها.

‏***

‏حدّثَهُ الكابوس؛ حدّثَهُ حديثَ الهمهمات.

‏***

‏مرَّ خَبَرُها، لكن في نشرةِ الأحلام.

‏***

‏بقّعَهُ الليلُ، ولم يزل بدرَها.

‏***

‏خسخشةٌ حائمة في المشهد. المشهدُ كلّهُ خشخشةٌ حائمة.

* شاعر سعودي