إعلام

إيمان القويفلي لــ«عكاظ»: علاقة المرأة بوليّ أمرها مثل علاقة المقيم بالكفيل

وصفت صحافتنا بــ«التقليدية» وقالت إنها تخوض حرباً أسبوعية لتمرير «كلمة»

يعدّها: علي مكّي

@ali_makki2

عندما بعثتُ إليها أسئلتي أبدت تحفظها على الأسئلة الأولى وتحديدا ثلاثة أسئلة، الأول: «كتاباتك المقالية ليست مباشرة، حتى وهي تأتي عبر كثير من التشابكات والرؤى الغامضة تبدو معقدة وبعيدة عن فهم القارئ العادي.. هل لتخصصك العلمي (نبات وأحياء دقيقة) دور في هذا التعقيد؟ ألا ترين أن مقالاتك متعالية؟».. الثاني: «تقولين إنك تتابعين ملاحق صحفية مخصصة للمقالات، وتبدين إعجابا كبيرا بكتابها (ربيع جابر، نهلة الشهال، مي غصوب حازم صاغية) حتى وأنت تعلنين أنك لا تفهمين ما يكتبونه لكنك تتأثرين بالشكل المقالي الذي يكتبونه وتضيفين إلى كتابتك من خلال ذلك، كما عبرتِ.. أستاذة إيمان أنت تعترفين بعدم فهمك أو وصولك إلى عمق طروحاتهم وكل ما يهمك هنا هو الشكل أي السطح؟ هل السطحي هنا قادر على الإضافة المنتظرة؟».. أما السؤال الثالث فكان: «قرأت لك حوارا في موقع على الإنترنت.. كانت الأسئلة كثيرة لكن معظمها جاء من أسماء مستعارة بعضها اسم مفرد وآخر مجرد أوصاف والصنف الثالث أسماء مركبة.. السؤال إلى أي حد أنت مؤمنة بحوار أو محاورة الأشباح؟ وهل تردين على الأشباح أو الأسماء المستعارة في «تويتر» خصوصا أنك أقفلت مشاهدة تغريداتك إلا للذين يتابعونك؟».

كانت هذه الأسئلة وغيرها موجهة للأستاذة إيمان القويفلي، الكاتبة المعروفة التي أرسلت قبل إجاباتها رسالة تقطر رقة واعتذارا لطيفا عن تحفظها على بعض المحاور قائلة: «عندي مشكلة مع الأسئلة الثلاثة الأولى، السؤال الأول والثاني مستوحيان من حواري في منتدى جسد الثقافة عام 2003، أي قبل 13 عاما. والحقيقة أنني عندما قرأتها شعرت أنك توجه أسئلة لي أنا، ولكن حول شخص آخر في 13 عاما مضت تغير تخصصي بالمناسبة، فحصلت على الماجستير في علم الاجتماع وكانت رسالة الماجستير حول تحليل خطاب مقالات الرأي في الصحف السعودية، وتغير أسلوب كتابتي والمكان الذي أكتب فيه والمكان الذي أقيم فيه. أما السؤال رقم 3 فهو يسأل أيضا عن حوار المنتدى، وفي عام 2003 كل الكُتاب كانوا يقبلون الاستضافات من المنتديات، أما حسابي في تويتر فدائما مفتوح لكن أغلقته لأيام قليلة، ولسبب شخصي وعدت إلى فتحه بالأمس. يمكنني أن أساعدك على الوصول إلى مجموعة من أهم المقالات التي كتبتها العام الماضي، ستجدها مرفقة بهذا الإيميل، ومنها يمكنك أن تجد أسئلة حيوية تشتبك مع الراهن الشخصي الذي يخصني والراهن الاجتماعي والسياسي الذي نعيشه، نضعها بديلا عن الأسئلة الثلاثة الأولى».. هنا نصّ الحوار:

• تخصصك العلمي (نبات وأحياء دقيقة)، ثم نلتِ شهادة الماجستير في علم الاجتماع.. ما أثر هذا التحول على كتاباتك المقالية؟ هل كنت بحاجة إلى مثل هذا التحول من التعقيد والتشابكات الغامضة إلى المرونة والوضوح؟

•• كانت الرسالة التي أعددتها للحصول على الماجستير تختصّ بتحليل خطاب مقالات الرأي في الصحفة السعودية. أعتقد أنني عملت عليها من موقع مزدوج في الحقل الثقافي: موقع الكاتبة الصحفية التي تسعى إلى درجة أكاديمية، وموقع الباحث السوسيولوجي الذي يحمل تجربة صحفية. لا يمكنك أن تعود بعد الاستغراق في إنجاز مثل هذا العمل كما كنت قبله. النظرية الاجتماعية تؤطر ملاحظاتك وحدوسك العابرة حول دور الكاتب والمثقف، العمل على تحليل الخطاب الصحفي عملٌ مدهش. لم أكن أتخيل أن شخصيات الكُتّاب يمكنها أن تتكشّف حتى عبر مقالاتهم غير الشخصية، خصوصا الكُتّاب اليوميين. قلة من المقالات تظلّ متماسكة بشكلٍ عميق عند قراءة المقال 10 أو 15 مرة ثم تحليله، كثير من المقالات تبدأ في التفكك ويبرز التناقض والارتباك الداخلي في فكر الكاتب وفي موقفه. هذا العمل ساعدني -فكريا ونفسيا- على أكثر من مستوى، لكنه ليس العامل الوحيد الذي أثر فيّ وفيما أكتبه. التغيرات السياسية العربية خلال الأعوام الستة الأخيرة حملت الكثير من الوضوح والتمايز في المشاريع والأفكار، ثمّ إن الكتابة والنشر حيث لا تقلق من تدخلات المحرر تختلف جذريا عن الكتابة حيث تخوض حربا أسبوعية لتمرير كلمة!

غضبٌ مشحون

• في مقالك «أساطير جهيمان» تتهمين الحكومة بـ «إهمال حلحلة الكثير من القضايا التحديثية المتأزمة اجتماعيا وإهمالها حلّ بعض القضايا الأخرى (مثل رفع حظر عن قيادة السيارة للنساء)، رغم أن الوعي الاجتماعي قد تجاوز أزماته تجاه هذه المسألة».. أولا: ما قياساتك للوعي الاجتماعي هنا؟ أليس قياسك عشوائيا؟ ثم إن الحكومة قالت إنها مسألة بيد المجتمع هو من يقرر قيادة السيارة أم لا؟ ثم أليس مؤسفا أن تتحدثوا ككتاب رأي عن قضية قيادة المرأة للسيارة في حين أن العالم الإسلامي كله قد تجاوزها منذ عشرات السنين؟

•• عندما كان المجتمع متوترا تجاه قضية قيادة النساء للسيارة، كان متوترا لا بفعل القيادة معزولا، بل كان التوتر في وضع سياسيّ كامل انفجر على هيئة غضب مشحون على النساء في 6 نوفمبر 1990. كنت تستطيع أن تلمس الشحن والتوتر في كل مفاصل المجتمع كما في الشهادات التي سردتها مؤلفتا كتاب «السادس من نوفمبر». الآن: على من يقول إن المجتمع «يرفض» قيادة المرأة للسيارة أن يُريني أدلة رفض هذا المجتمع. أين هي؟ هناك جيل كامل ولد بعد تلك الحادثة من الرجال والنساء يبلغون اليوم منتصف العشرينات، وهم جيل الابتعاث وتجربة العيش في الخارج، هل هؤلاء هم «المجتمع الرافض»؟ هناك جهد نسائي مستمر لرفع الحظر عن قيادة السيارة، معاريض ومحاولات وحديث على الإنترنت وفي التلفزيون وفي الصحف. هناك أدبيات كاملة ترسخت حول هذا الموضوع. من أنتج كل هذا؟ أليسَ هذا المجتمع؟ ثم أنني لا أعرف كيف يُفترض بالمجتمع أن يقرر السماح للمرأة بقيادة السيارة؟! عندما جربت النساء قيادة سياراتهن في شوارع الرياض وجدة والدمام، لم يكن المجتمع هو من أوقفهن ومنعهنّ. «ثمّ أليس مؤسفا أن المرأة لا تقود سيارتها في حين أن العالم الإسلامي كله قد تجاوز المسألة منذ عشرات السنين»؟!

• تقولين إن «الدولة صممت منظومة قانونية واجتماعية تدفع النساء باتجاه التطور، لكنها تظل تحتجزهنّ ضمن الأطر القديمة».. أولا كيف يمكن للدولة أن تنشئ منظومة لتطور النساء ثم تعرقلهن من ناحية أخرى؛ إذ يبدو في كلامك إشارة إلى مؤامرة (ما) على المرأة؟ ثم لماذا الاتهام يوجه للدولة دائما أنها وراء كل معضلة؟ هل تريدون من الدولة أن تقرر الحكم وتستبد مثلا؟ ألا يتناقض هذا مع دعواتكم نحو المشاركة؟

•• لا يمكنكَ أن تبعث المرأة لتتعلّم في الخارج حيث تُطلق طاقاتها ووعيها إلى حدّها الأقصى، ثم تستعيدها وتطلب منها أن تعيش بسلام وطاعة في منظومة صُمّمت بحيث تحتاج كل امرأة إلى «كفيل» رجل، فعلاقة المرأة بوليّ الأمر في السعودية أشبه بعلاقة المقيم والكفيل، وهذا يترك المرأة لحالةٍ من الاغتراب الاجتماعي (والسياسي). النتيجة الطبيعية للتعليم والعمل هو أن النساء سيتغيّرن، وهذا يقتضي تغيّر الواقع الذي يعشن ضمنه. ولأن الواقع لا يتغيّر تجد النساء يعانين هذا التمزق المؤلم. نحن نتحدث عن منظومة قانونية والقانون هو اختصاص الدولة، وعن التعليم وهو أيضا اختصاص الدولة. وعندما لا يتّسق تطوّر القانون مع تطوّر التعليم، ويخلق حالة من خلل التخطيط الاجتماعي.. فمَن نلوم؟

إسقاط الولاية

• بدأتِ الكتابة في صحف ومجلات خليجية.. ثم شاهدناكِ كاتبة مهمة في «الوطن» السعودية.. لكن عمرك الكتابي لم يطل كثيرا في هذه الصحف باستثناء «الوطن» التي زادت سنواتك فيها قليلا.. هل تحبين التجريب والتنقل والحركة عوض السكون والثبات والديمومة؟ أم أن هناك أسبابا أخرى لعدم الاستقرار هذا تتعلق بمصالح أو رقابة أو تحولات؟

•• ظللت أكتب في الوطن ثماني سنوات متتالية (2002-2010). انقطعت بعدها لظروف الدراسة واتجهت للنشر غير المنتظم على الإنترنت، ثم انتقلت إلى «العربي الجديد». جزء من الاستقرار الطويل في الوطن كان ذا علاقة بوجود رئاسة تحرير مرنة وذكية لصفحات الرأي، وأعني الدكتور عثمان الصيني. الصحافة السعودية هي المجال الذي تعلمت فيه الكتابة، لكن المشكلة هي أن الكاتب لا يتوقف عن النمو والتطور كتابيا مع كل مقال أسبوعي جديد، وحتما تأتي اللحظة التي تشعر فيها أنك تستطيع أن تكتب أشياء تفيض عن المساحة المعطاة لك ضمن هذه الصحافة التقليدية، فتضطر إلى البحث عن مساحة أكثر راحة.

• حاولتُ كثيرا أن أدخل إلى مقالاتك في العربي الجديد مثل «اعتقال الخيال السياسي» كي أحاورك حولها لكنني لم أستطع حتى الرابط الإضافي الذي تضعينه بوصفه مفتوحا في السعودية حسب وصفك لم يهدني لأي مقال.. سيدة إيمان هل تتعمدين أن تكتبي في مواقع أو منابر غير متاحة؟

•• عندما بدأت الكتابة في «العربي الجديد» في أكتوبر 2015، كان موقع الصحيفة مفتوحا في السعودية وتستقطب نسبة جيدة من القراء السعوديين. في ديسمبر 2015 تم حجب موقع الصحيفة في دول عدة من بينها السعودية. سؤالك هذا أفترض أنه يجب أن يوجه إلى من يأخذ قرار حجب المواقع؛ لأنه لا يوجد كاتب سعودي، يكتب لأجل القارئ السعودي بالدرجة الأولى، يتعمّد الكتابة في منبر «غير متاح».

• تعليقا على تغريدة للكاتب محمد المحمود امتدح فيها معركة الموصل كونها أماطت اللثام عن الامتداد الداعشي حسب وصفه، غردتِ قائلة: «نموذج للتوق الحارق إلى وصم المجتمع بالداعشية، بالاستدلال العشوائي، ورغم أنف ضعف شعبية داعش عند السعوديين، والمخاوف المبررة من الحشد الشعبي». وأنت هنا أليس استدلالك عشوائيا بضعف الشعبية؟ ثم إن المحمود واضح أنه يتحدث عن فكر لا مجرد اسم؟ ما الحل الثقافي الذي ترينه لردم هذه الخلافات بين التيارات المختلفة؟

•• ما معنى «الامتداد الداعشي»؟ هل ترى صورة أبي بكر البغدادي شائعة الاستخدام على الإنترنت مثل صور صدام حسين مثلا؟ هل رصدت إعجابا اجتماعيا واسعا بحرق معاذ الكساسبة؟ هل أصبحت «الرقة» مهوى أفئدة السعوديين ومطمحهم في الهجرة؟ الحالة في العراق اليوم أكبر من داعش، وهي امتداد لتبعات الغزو المقيت عام 2003 الذي ترك البلاد في نهاية المطاف للنفوذ الإيراني ولحكم وكلائها الطائفيين. عندما حشدت الحكومة العراقية وجيشها الشعبي لدخول الموصل كان الجميع قلقا بما في ذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والمنظمات الدولية التي خشيت من الانتهاكات والتصفيات في الموصل على أيدي الحشد الشعبي.

• ماذا تقصدين؟

•• حالة القلق حول الموصل تحديدا كانت واسعة محلية ودولية ولا يمكن استخدامها للاستدلال على «امتداد داعشي».

يُمتدح -عادة- تأنّي وتدقيق الكاتب عند وصفه ظاهرة ما في إلحاق هذه الظاهرة بتيار سياسي أو آيديولوجيا أو نسبتها إلى جذور فكرية معينة، من الأولى ممارسة الحذر ذاته والتدقيق قبل إلحاق مجتمعات وظواهر اجتماعية بمنظمة إرهابية. متابعة الناس للبث المباشر لأحداث بعيدة مكانيا والانفعال بها أصبحت ظاهرة عالمية، ومن المبالغة -والتهور- تصوير هذه المتابعة عند السعوديين بوصفها سلوكا شاذا، أو تعبيرا عن منازع إرهابية!

• قبل سبع سنوات قلتِ في آخر أحد مقالاتك «إن كان هناك من يرغب في النضال فليكن موضوع النضال هو رفع الوصاية عن المرأة، واحترام حاجاتها ورغباتها، وتوفير جميع الخيارات لها.».. بعد ما يقرب من عقد على هذا الكلام هل ما زلنا بحاجة إلى مثل هذا النضال؟ أم أن الأمر تغير؟ وإذا لم يتغير فلماذا؟ ثم كيف يتغير؟ نريد برنامجا؟

•• هذا هو ما يحدث اليوم في حملة إسقاط الولاية عن المرأة السعودية.

والحملة حصرت مطالبها في عدد من الإصلاحات القانونية المطلوبة وقدّمتها بالفعل. لم يتغيّر شيء خلال الأعوام الماضية لأن ملف المرأة لا يؤخذ بجدية في صناعة القرار.

هذا بينما الملفّ يتضخم، بين تمزق واقع النساء الشابات خصوصا بين وعيهنّ وظروفهنّ، وتراكم أعداد المتعلمات العاطلات عن العمل، والوضع المعقد الذي يختلط فيه ما هو ديني بما هو سياسي وما هو عائلي شخصي وما هو ثقافي، وتزايد أعداد من يلجأن إلى حلول لم أكن أتخيل أنها ستتحول إلى ظاهرة كخيار الهجرة والقطيعة مع العائلة، وهو خيار ينمّ عن رغبة في الانخلاع من حياة كاملة بكلّ ما فيها. لا أعلم إلى أي حدّ قد تتطور مثل هذه الظاهرة وما الجديد الذي قد تلجأ إليه النساء للتخلّص من الواقع الممزق.

• «نوبل الآداب لبوب ديلان. أول مرة من سنوات أشعر أن للجائزة معنى حقيقيا.»، هكذا علقتِ على إعلان الجائزة الأخير.. ما المعنى الحقيقي الذي أردتِه هنا؟ ولماذا من سنوات؟ هل هو اعتراض ضمني على منح الجائزة لروائيين وروائيات عالميين كانت أعمالهم إضافة للآدب العالمي ومن بينهم نجيب محفوظ؟

•• شعرت بمعنى ما للجائزة وأنا أراها تذهب إلى من أعرف أشعاره وأغنياته منذ زمن. خلاف المعتاد عندما نرى الجائزة تذهب إلى أسماء مجهولة بالنسبة لمعظمنا. لكن بعد ذلك لاحظت أن هذا الفوز كان مثار سخرية كثير من الأدباء الذين شعروا أن مغنيي «الفولك» صاروا يزاحمونهم على الجائزة!

التجنيس الرياضي

• نشرتِ في حسابك في «تويتر» تقريرا لإحدى الصحف يقول إن «تدليس الزوج سبب لفسخ النكاح في العيينة» ثم علقتِ قائلة: «في هذا السيناريو، ورد رأي الأخ، والخال، وصديق الخال، ومعازيم العرس، ونائب القرية، والزوج. لكن رأي الزوجة لا وجود له»، باعتقادك من الذي يلغي المرأة لدينا؟ أليست المرأة تتحمل وزرا في هذا الإلغاء الذي يطالها؟ بعيدا عن لغة الرفض كيف للمرأة السعودية أن تثبت أحقيتها بالوجود؟

•• في هذه الحالة المرأة ملغاة بقوة القانون (حيث يمكن للمحكمة أن تفسخ النكاح بطلب من أهل الزوجة حتى لو كانت الزوجة متمسكة بالبقاء مع زوجها)، وبقوة السلطة الاجتماعية التي تعطي فرصة للرجال الأقرباء والبعداء لإعطاء رأيهم في استمرار أو إبطال زواج ليسوا طرفا مباشرا فيه.

كيف تتحمل المرأة وزر الإلغاء في هذه الحالة وهي قد تمسكت بزوجها وحاولت أن تدافع عن زواجها أمام المحكمة وفشلت ولم تجد من تلجأ إليه في النهاية غير مستخدمي تويتر؟

• أبديتِ سخرية مُرّة من إحدى النساء السعوديات قائلة: «لا تنتقصوا من قيمة الغباء كموهبة. بفضل الغباء وبلادة الحس تحولت (.......) إلى شخصية عامة تستضاف في البرامج، تثرثر بغباء، وتضحك بلا خجل.»، ألا يتعارض رأيك هذا مع كل المنافحات التي تطرحينها في مقالاتك عن المرأة السعودية وآخرتها رأي الزوجة الملغى في قضية فسخ عقد الزواج؟

•• «المنافحة» عن النساء «لا» تعني الانحياز لأيّ موقف يصدر عن أيّ امرأة!

• تقولين: «جوهر الإلهام الرياضي لا يتحقق إلا في البطل الذي تشعر أنه من نسيجك وروح مجتمعك.»، هل أنتِ ضد التجنيس الرياضي؟ ألم يحقق منتخبنا الوطني لكرة القدم إنجازات رائعة شعرنا بها جميعا رغم أن بعضا من لاعبيه كانوا مجنسين؟ في رأيك كيف يمكن لنا تحقيق الإلهام الرياضي وتجاوز كل الخيبات والانكسارات السابقة؟

•• في مقال «تجنيس الرياضي ونفي السياسي» أوضحت تصوري كاملا. عندما يكون مجالك الرياضي مزدهرا وقويا وصاعدا على المستوى الإقليمي والعالمي، كما هو الحال في الولايات المتحدة مثلا، لا يعيب الدولة مطلقا أن تمنح جنسيتها لرياضيين هاجروا إليها تحديدا من أجل ازدهارها الرياضي. في مثل هذه الحالة الدولة احتضنتهم رياضيا، ساهمت في صنعهم وصقلهم، ثم منحتهم جنسيتها لينافسوا باسمها.

لكن المعيب هو أن يكون مجالك الرياضي خاملا، وعاجزا عن المنافسة، بلا أدوات فنية ولا بنية قانونية، فتقوم باستيراد عدّائين من دولة متفوقة في رياضة العدو، ولاعب تنس من دولة متفوقة في التنس، ولاعب سلة من دولة متفوقة في لعبة السلة، ثمّ تمنحهم الجنسية وتقدّمهم على أساس أنهم «يمثلون الرياضة في بلدك».