كتاب ومقالات

فهد المعمر وسعد الميموني وأحمد عيد

علي محمد الرابغي

كنت بصدد الحديث عن فهد المعمر محافظ الطائف، لكن تتابع الأحداث حملني على التأجيل (ورب ضارة نافعة) إذ اتصل بي ابن الطائف البار الأستاذ حماد السالمي وطلب مني أن أكتب مقالة عن فهد بن معمر بمناسبة تقاعده بعد 35 عاما أمضاها مجتهدا في تحقيق أماني أهل الطائف ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. عموما استطاع بعد 35 عاما أن يقف على رأس الهرم يراجع كل تلك السنوات وأحداثها وإنجازاتها.. عرفت فهد المعمر عندما كان طفلا؛ إذ يجاور بيتي بيته، كنت أشاهده من الصباح الباكر وهو يلبس الزي الأفرنجي الخاص بالمدرسة، ثم تتالت الأيام فلقيته مع الأمير سعود بن عبدالمحسن عندما وضع سموه حجر الأساس لشركة الطائف الاستثمارية ثم لقيته مع الأمير عبدالمجيد -يرحمه الله- ومن ثم لقيته مع سمو الأمير خالد الفيصل.. الآن وقد آن للفارس أن يترجل ويستريح فإن حفل أهل الطائف يأتي أكثر مصداقية تثمينا لهذه الفترة التي أمضاها في إدارة دفة الطائف، وإقرارا من أهل الطائف بالفترة التي أمضاها فهد المعمر تولى خلالها زمام المسؤولية بمحافظة الطائف، ويأتي هذا التثمين إقرارا باعترافهم أنه كان فعالا رغم صعوبة الإمكانات وشحها.

سعد الميموني يواصل المسيرة: ويأتي بعده الميموني لعله يبرز الجديد الذي من شأنه أن يحقق للطائف ما تستحقه كمصيف ومشتى لأهل المملكة ولإخواننا الخليجيين الذين اشترى بعضهم بيوتا، ولعله يستفيد من خبرة البلدان السياحية ويفتح صدره للمستثمرين ورجال الأعمال وأن يحرك في فاعلية شركة الطائف الاستثمارية التي مضى عليها حينا من الدهر لم تبرز معه للواجهة الاقتصادية شأنها شأن الشركات الأخرى، ولعله يكون سعيد الحظ بأن تأتي الميزانية ملبية احتياجات الطائف ليظهر تأثيرها المباشر على مجريات التطوير والتنمية.

أحمد عيد واتحاد الكرة: استطاع أحمد عيد أن يخرج من التجربة الأولى على مستوى المملكة بأقل الأضرار، إذ كانت السنوات الأربع.. سنوات لا أقول عجافا.. لكنها كانت مليئة بالأحداث التي لو سخرت للتنمية والإصلاح لكان للاتحاد السعودي شأن آخر، وإنما كان أحمد عيد يخرج من أزمة ليدخل فى أخرى من أولئك الذين لا هم لهم إلا أن يضعوا العصا في مقدمة العربة، وظل الرجل صامدا حتى لكأنه قد اختزل الاتحاد في شخصه، وظل يعاني من الإحباط ومن أولئك الذين يديرون الاتحاد بأسلوب المدرجات، ظل أحمد عيد صامدا يكافح ويسد ثغرة فتنفتح أخرى، وهكذا هي السنوات الأربع التي أمضاها رئيسا للاتحاد السعودي لكرة القدم يسدد ويقارب حتى حقق المنتخب السعودي مكاسب ارتفعت به درجات متقدمة في سلم كرة القدم العالمي، وقد أفاد من زياراته لاتحادات العالم كاليابان والبرازيل ليضيف إلى خبرته رصيدا فتح أمامه مجالات شتى. والآن وقد أنهى أحمد عيد مدته القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم لعله يخلص إلى تسجيل تجربته مع الاتحاد ومع خصومه الذين لو تفرغوا للعمل الجاد لأثمر ذلك مكاسب مادية ومعنوية لعل الاتحاد السعودي في ظل الرئاسة الجديدة يتفرغ للعمل الجاد والمثمر ويستفيد مما بناه أحمد عيد الذي سيظل التاريخ يبرز له صفحة بيضاء في تاريخ الاتحادات يظهر مدى إخلاصه وسعيه الحثيث لرفع مستوى كرة القدم وليلجأ إلى واحة الطمأنينة وراحة البال ليغسل أدران معاناة ما عاشه من توتر من أولئك الذين يعانون من عقدة العنعنات التي تجاوزها العالم، خاصة في ميدان كرة القدم.. تحية مفعمة بالشكر والثناء لأحمد عيد ابن الوطن البار وشكرا لعله يثمن الفترة التي أمضاها مكافحا حتى وصل إلى نهاية المشوار ويخلد إلى كتابة تجربته ليفيد منها الكثيرون.. وحسبي الله ونعم الوكيل.