تحرير (٤) دول في جدة!
تلميح وتصريح
الأربعاء / 11 / جمادى الأولى / 1438 هـ الأربعاء 08 فبراير 2017 01:23
حمود أبو طالب
قامت صحيفة «عكاظ» بحسبة مثيرة وملفتة يوم أمس عندما قام محررها حسين هزازي بمقارنة مساحة الأراضي المنهوبة التي تم تحريرها مؤخرا في مدينة جدة ووجد أنها تعادل مساحة أربع دول مجتمعة هي الفاتيكان، موناكو، جزيرة ناناسا، وجزر الميداواي. صحيح أنها دول صغيرة ولكنها تبقى دولا وكيانات قائمة بذاتها، ما يعني أن اللصوص الذين وضعوا أيديهم وأقدامهم على مساحة تقارب ١٥ ألف كيلو متر مربع استولوا على ما يكفي من المساحة لسكان ومرافق أربع دول، لكن الفرق أن أراضي تلك الدول خضراء مزهرة ومشهورة الملكية، بينما المساحة المساوية لها لدينا جرداء مهملة تغري اللصوص بنهبها.
الملاحظة المهمة أن هذه المساحة الكبيرة تم نهبها خلال خمسة أشهر فقط، كما أنها ليست في الربع الخالي، بل في نطاق مدينة كبرى هي جدة، وتم تخطيطها ووضع علامات عليها والشروع في بيعها جهاراً نهاراً، ولم تتحرك الأمانة وبلدياتها إلا بعد أن كادت تتحول إلى مئات القطع الصغيرة وبمئات الملايين التي ستذهب في حسابات اللصوص ولن يحصل المغفلون الذين اشتروها على ريال واحد مما دفعوه.
في كثير من دول العالم المتخلفة التي تفتقر إلى أنظمة الرقابة الصارمة ويتكاثر فيها الفاسدون واللصوص يتم السطو على أراضي الدولة أو حتى اغتصاب أراضٍ من مالكيها، ولكن لم يحدث أن سمعنا في أي دولة في العالم السطو على كيلومترات الأراضي بشكل مستمر، فنحن لو راجعنا أرشيف الصحافة للسنوات الماضية القريبة إلى الآن لاكتشفنا أن البلد منهوبة بشكل ممنهج ولاستغربنا كيف بقيت هذه المساحات الصغيرة التي استطاع الناس السكن عليها. وضع عجيب غريب لا يمكن استيعابه، إذ كيف يجرؤ اللصوص على سرقة أراض بهذه المساحات الهائلة إن لم تكن هناك فرصة ممكنة تتيح لهم ذلك، وتتيح لهم إمكانية بيعها وبعد ذلك لكل حادث حديث، قضايا تدور في المحاكم لعشرات السنين قد تنتهي إلى لا شيء، والخاسر الوحيد هو المواطن البسيط الذي صدّق اللصوص ودفع لهم تحويشة عمره.
هؤلاء اللصوص لا يمتلكون هذه الجرأة العجيبة دون وجود من يخطط لهم ويدلهم على المواقع القابلة للسرقة. هناك لصوص آخرون يكسبون إذا نجحت الطبخة ولا يلحقهم شيء إذا احترقت، هؤلاء هم المجرمون الحقيقيون الذين تجب معاقبتهم بشكل أشد من اللصوص الظاهرين.
الملاحظة المهمة أن هذه المساحة الكبيرة تم نهبها خلال خمسة أشهر فقط، كما أنها ليست في الربع الخالي، بل في نطاق مدينة كبرى هي جدة، وتم تخطيطها ووضع علامات عليها والشروع في بيعها جهاراً نهاراً، ولم تتحرك الأمانة وبلدياتها إلا بعد أن كادت تتحول إلى مئات القطع الصغيرة وبمئات الملايين التي ستذهب في حسابات اللصوص ولن يحصل المغفلون الذين اشتروها على ريال واحد مما دفعوه.
في كثير من دول العالم المتخلفة التي تفتقر إلى أنظمة الرقابة الصارمة ويتكاثر فيها الفاسدون واللصوص يتم السطو على أراضي الدولة أو حتى اغتصاب أراضٍ من مالكيها، ولكن لم يحدث أن سمعنا في أي دولة في العالم السطو على كيلومترات الأراضي بشكل مستمر، فنحن لو راجعنا أرشيف الصحافة للسنوات الماضية القريبة إلى الآن لاكتشفنا أن البلد منهوبة بشكل ممنهج ولاستغربنا كيف بقيت هذه المساحات الصغيرة التي استطاع الناس السكن عليها. وضع عجيب غريب لا يمكن استيعابه، إذ كيف يجرؤ اللصوص على سرقة أراض بهذه المساحات الهائلة إن لم تكن هناك فرصة ممكنة تتيح لهم ذلك، وتتيح لهم إمكانية بيعها وبعد ذلك لكل حادث حديث، قضايا تدور في المحاكم لعشرات السنين قد تنتهي إلى لا شيء، والخاسر الوحيد هو المواطن البسيط الذي صدّق اللصوص ودفع لهم تحويشة عمره.
هؤلاء اللصوص لا يمتلكون هذه الجرأة العجيبة دون وجود من يخطط لهم ويدلهم على المواقع القابلة للسرقة. هناك لصوص آخرون يكسبون إذا نجحت الطبخة ولا يلحقهم شيء إذا احترقت، هؤلاء هم المجرمون الحقيقيون الذين تجب معاقبتهم بشكل أشد من اللصوص الظاهرين.