ثقافة وفن

صناعة السخط تقتحم القمة العالمية للحكومات بدبي

محمد بن راشد: «التعاون» بقيادة الملك سلمان سينجز أكثر من أي وقت مضى

وإبراهيم البليهي مناقشاً التطرف في «قمة الحكومات» أمس في دبي.

حسن النجراني (دبي)

hnjrani@

قدم المحلل السياسي والباحث عبدالله بن بجاد العتيبي ورقة حول صناعة السخط في المجتمعات العربية والمسلمة خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات والتي تعقد حاليا في دبي من خلال ورقة بعنوان «سيكولوجية الإرهاب»، وأدار الجلسة التي شارك فيها عدد من المفكرين الإعلامي ياسر العمرو أمس (الأحد).

واستعرض في ورقته صناعة السخط والتطرف من خلال انضمامه مسبقاً للتنظيمات المتطرفة، ولقائه بالهالك عبدالعزيز المقرن والذي قام لاحقا بقتل الأمريكي المارشال جونسون بقطع رقبته، لكن الجنود السعوديين لم يمهلوا المقرن طويلا إذ قضوا عليه في حي الملز بالرياض.

وتحدث العتيبي عن معاني الخير والشر في الإنسان وأن الأديان والفنون والحضارات اتفقت على أن الإنسان لديه النزعتان الخير والشر، موضحاً أن التطرف والقتل موجود في جميع النصوص والأديان والحضارات وأن التطرف لا دين له وكذلك القتل والكراهية وأن الحضارات قد مرت بمراحل من القتل والتطرف والجرائم قبل أن تبني حضاراتها.

وعرّف العتيبي التطرف والإرهاب والفرق بينهما، وأن هذين المصطلحين أضرا بالإسلام اليوم، داعياً إلى ضرورة الاعتراف بما تمر به المجتمعات المسلمة لحل مشكلاتهم، قائلا إن الجماعات المتطرفة مثل داعش والإخوان المسلمين والقاعدة انتزعت النصوص التي تتحدث عن القتل والعنف لتمرير أجندتها من أجل الوصول لغاياتها.

وأبان العتيبي أن العديد من الجماعات والأحزاب وعلى رأسها الإخوان المسلمين صنعت ما يسمى «الإسلام المستفز» الغاضب المحتقن الذي يشعر بالكثير من الكراهية والإهانة والألم ويعتقد أنه يتعامل معها ويرد عليها وبذلك ينعكس عنفه على الآخرين.

وقال العتيبي إن صناعة العنف تعتمد على القابلية للعنف وهناك مفاهيم تبنى عليها القابلية للعنف منها المفاهيم الفكرية والتي تستهدف الحكام والمجتمع، والمفاهيم الاجتماعية وتقوم بالعزلة الشعورية وتجريم المجتمع والخطاب المنافق، ومفاهيم قتالية وتتعلق بالإعداد للعنف، ودعا في ختام مداخلته إلى بناء استراتيحية شاملة لتطوير الخطاب الديني وبناء المنظومة التشريعية وقطع التمويل عن الجماعات المتطرفة.

من جهته تداخل المفكر إبراهيم البليهي بورقة تناولت «إيديولوجية الجهل» وقال إنه يعمل على مؤلف عنوانه «تأسيس علم الجهل لتحرير العقل» موضحاً أن الأصل في العقل أنه مبرمج على الجهل فالإنسان كائن تلقائي لا يولد بعقل بل بقابليات فارغة مفتوحة تتبرمج بما هو موجود في البيئة من قيم وعادات واهتمامات.

وأضاف البليهي أن العلوم الحديثة أظهرت أن العقل لا يفرق بين الصواب والخطأ وإنما المعلومة التي تصله أولاً وهي التي تتحكم في عقله، ولذلك ألف كتابا بعنوان (العقل يحتله الأسبق إليه) والأسبق هو الجهل المركب.

وقال المفكر البليهي إن التعليم محكوم ببرمجة الطفولة والمعلومة الأولى تتحكم بالمعلومات المستقبلية، موضحاً أن التخلف تراكم تلقائي وليس الحضارة ولكن الإيجابيات لا تأتي تلقائياً أبدا وأن المعلومة الصحيحة تأتي بالتحقق.

من جهة أخرى، قدم أستاذ علم النفس بجامعة ماريلاند الأمريكية آري كروغلانسكي ورقة بعنوان «رحلة في أعماق أخطر العقول» تحدث فيها حول كيفية صناعة العنف المتطرف والذي استهدف عددا من الدول المسلمة وغير المسلمة وطرح تساؤلات حول السيكولوجية التي تدفع للعنف والسلوك الذي لا يفرق بين المرأة والرجل والطفل، وأن الإرهابي لديه مشكلات نفسية وجسدية وعائلية، ولذلك لا بد من دراسة نفسية لمعالجة اعتلالاته النفسية.

ودعا إلى إيجاد معادلة متوسطة للحفاظ على الأفراد من الانحراف مثل الحب والأمن والاحترام والانجاز وإنقاذه من خلال العيش في مجتمع متكاتف.

وفي ختام الجلسة تحدث سكوت آترن، وهو باحث في علم الإنسان، حول كيفية معالجة الحكومات لظاهرة التطرف، مستعرضا مصطلحات الإرهاب والثورة والصراعات المسلحة، مقدماً نظرة تاريخية على الدين وعلاقته بالحروب، داعيا الحكومات إلى الاستجابة للمجتمعات وتطويرها وبذل سبل الرفاهية وعدم دفعها للاستجابة للجماعات المتطرفة والإرهاب.